«كنيسة سمكة» المنسية
هيكل أثري لأبرشية متكاملة طولانية الشكل، تقع بين حلب وادلب باقية أقواسها الحجرية المتسلسلة الألوان وفق نظام عمارة يعود إلى الفترة البيزنطية المتأخرة، لتحاكي الحاضر بنقوشها التاريخية.
إنها "أبرشية سمكة" أو كما تعرف في المنطقة بـ «كنيسة سمكة» أحد أهم المواقع الأثرية في المنطقة التي أرخت قبل قسطنطين وبعده، وتعد من أقدم أبرشيات الساحل السوري. بنيت أبرشية «سمكة» كموقع عبادة متكامل على أثر أقبية كانت موقع تعبد وتقرب من الله في الفترة ما قبل «قسطنطين» الذي أعطى الحرية في ممارسة الشعائر الدينية المسيحية، ما دفع الكهنة والنساك لبناء الأبرشية وفق نظامها الحالي الظاهر والمتبقي حتى الآن على أنقاض تلك الأقبية، فهي تربو على تل أثري يعود بآثاره إلى فترة المسيحية الأولى.وهذه الأبرشية تعود إلى الفترة التاريخية المسماة بالعصر البيزنطي المتأخر، حيث كان الحد الفاصل والتأريخ يحدد بتاريخ /330/ ميلادية عندما سمح الامبراطور البيزنطي بممارسة حرية الطقوس الدينية.
وتتجسد الأبرشية حالياً بما تبقى من أقواسها الملونة الفريدة والجميلة، ويرمز كلٌ منها إلى حرف من أحرف الاسم «سمكة»، والمبنية بطريقة العقد الحجري ولكن بتسلسل لوني فيما بين الأحجار وفق نظام عمارة يسمى نظام بناء الأقواس الحجرية الملونة، حيث انتشر هذا النظام المعماري مع دخول القرن الرابع الميلادي، أما ما يخص مناسيب وارتفاعات الأقواس فله مدلولات روحية ومعنوية تتعلق بالتراتبية الدينية للكهنة والنساك.
لقد عرف هذا النظام المعماري للأبرشية في موقع «المدن المنسية» البالغ عددها حوالي /850/ موقعاً أثرياً تتوضع في الشمال الشرقي من «سورية» ما بين «حلب» و«ادلب».ويعود سبب التسمية إلى أن اللغة العربية كانت سائدة منذ القرن الأول الميلادي فسميت الأبرشية بهذا الاسم «سمكة» لرمزية السمكة في المسيحية، والاسم يعود إلى ما قبل «قسطنطين» حيث لم تكن تتوافر حرية العبادة العلنية.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد