«داعش» يلتهم مارع وجماعات الإخونجية يستعجلون التدخل التركي شمال حلب
بعد نحو أسبوع على هدوء جبهات قتال تنظيم «داعش» في الريف الشمالي لمدينة حلب، شنَّ التنظيم هجوماً عنيفاً على مدينة مارع الاستراتيجية في عملية واسعة تستهدف السيطرة على المدينة، التي تقع على خط إمداد الفصائل المسلحة نحو الحدود مع تركيا، وتعتبر المعقل الرئيسي للجناح المسلّح التابع لجماعة «الإخوان المسلمين»، إضافة إلى كونها تمهد لسيطرة التنظيم على المناطق الحدودية مع تركيا.
التنظيم الذي كان قد مهّد للعملية بقصف متواتر طال نقاط تمركز مسلحي «الجبهة الشامية»، تمكن فجر، أمس، من تفجير سيارة مفخخة في المدينة الخالية تقريبا من السكان، وفتح في وقت متزامن ثلاث جبهات محيطة بالمدينة، تمكن من خلالها من السيطرة على قرى «حربل، سندف، دلحة، وحرجلة»، كذلك تمكن من اختراق الجهة الشمالية للمدينة، والسيطرة على منطقة الصوامع، في وقت استقدمت فيه «الجبهة الشامية» مقاتلين وتعزيزات للتصدي للهجوم الذي يعتبر الأعنف.
مصدر ميداني أكد أن التنظيم تمكن خلال الساعات الماضية من اختراق نحو 90 في المئة من المدينة نارياً، الأمر الذي يعني أن المنطقة ساقطة وفق المفهوم العسكري ما لم يتمكن المسلحون من استعادة مواقع تمركزهم للدفاع عنها، في وقت حشد فيه التنظيم مئات المقاتلين واستقدم آليات ثقيلة للسيطرة على المدينة، تمهيدا للاقتراب من الحدود التركية، في حين ذكرت مصادر معارضة أن الفصائل المسلحة تمكنت من استعادة بعض النقاط في قريتي حرجلة ودلحة الواقعة قرب الحدود التركية.
وفي السياق نفسه، رأى مصدر معارض أن التنظيم رفع من مستوى هجماته على المدينة التي تعتبر بوابة الشمال نحو الحدود التركية خلال الساعات الأخيرة، في محاولة لتوسيع مساحات سيطرته وصولا إلى مدينة أعزاز من جهة، وبهدف زيادة الضغط على الفصائل المسلحة الأمر الذي من شأنه أن يستعجل التدخل الذي تطمح إليه الحكومة التركية، والتي تحاول السعي لإقامة «منطقة آمنة» في الشمال السوري، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي ترفض فكرة المنطقة الآمنة وتصر على اقتصار العمليات على محاربة مسلحي التنظيم.
كذلك يتزامن هذا الهجوم مع التنافس بين «لواء السلطان مراد» التركماني، وحركة «أحرار الشام» على الاستحواذ على ثقة الحكومة التركية التي تبحث عن «شرطي لها في المنطقة الآمنة» في حال تطبيقها.
وعبّرت حركة «أحرار الشام» عن هذا الأمر صراحة عبر بيانين منفصلين الأول يؤكد التزام الحركة بالخطة التركية، والثاني يدعو لإقامة «جيش نظامي» بقيادتها، أو تحويل الحركة إلى «جيش نظامي» بدعم تركي، الأمر الذي يمكن أن تستفيد منه الحركة خصوصا بعد فشل التركمان في التصدي للهجوم الذي شنه «داعش» على قريتي حرجلة ودلحة التي سلمتهما «جبهة النصرة» لمسلحي «لواء السلطان مراد» قبل نحو شهر، بعد إعلان «النصرة» ابتعادها عن المشروع التركي شمال حلب، وعدم قتال «داعش».
وبالعودة للوقائع الميدانية، أكدت مصادر من مارع أن التنظيم ما زال يستهدف المدينة بالقذائف بشكل مكثّف، وسط تسجيل بعض الحالات التي استخدمت فيها صواريخ تحتوي مواد كيمائية، في الوقت نفسه نفّذت طائرات «التحالف الدولي» غارات على مواقع تمركز مسلحي «داعش» في محيط المدينة، إلا أن هذه الغارات لم توقف عمليات التنظيم حتى الآن.
وذكرت مصادر معارضة أن مسلحين من كلا الطرفين وقعوا في الأسر، كذلك تم تسجيل مقتل نحو 50 مسلحاً من «داعش» إضافة إلى العشرات من الفصائل المسلّحة في مارع. وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على مارع والقرى القريبة من تركيا، ستتجه أنظاره بشكل مؤكد نحو مدينة اعزاز الحدودية، الأمر الذي من شأنه أن يستعجل التدخل التركي المباشر، ويشكل ورقة ضغط إضافية بيد السلطات التركية التي مازالت تطمح لإقناع واشنطن بفكرة المنطقة العازلة، وفق تقديرات مصدر معارض.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد