الغلطة التاريخية لجامعة الدول العربية

الجمل - تيموثي بانكروفت – هينتشي- ترجمة: د. مالك سلمان:

وهكذا تستعير جامعة الدول العربية صفحة من كتاب الناتو وتقرر خرق القانون الدولي من خلال الاصطفاف في نزاع داخلي في بلد ذي سيادة هو سوريا. وربما لا يلاحظ ذلك قادة دول الجامعة في تسرعهم للعق أحذية أسيادهم الغربيين الذين طالما ركلوا شعوبَهم بأحذيتهم, لكننا ننتبه إلى ذلك.
من المفترض بالجامعة العربية أن تحمي مصالح الشعوب العربية, لكن دلالات انقلابها على سوريا – إحدى الدول الأعضاء المؤسسة في سنة 1945 – كبيرة جداً. فقد بدأت بصفتها منظمة تسعى إلى "تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء وتنسيق التعاون بينها, وحماية استقلالها وسيادتها, والأخذ بعين الاعتبار قضايا ومصالح البلدان العربية", إلا أن هذه الجامعة قد تحولت اليوم إلى "مجلس التعاون الخليجي" التابع للناتو.
ولذلك لم يتفاجأ أحد على الإطلاق أن تقوم الجامعة العربية – في قمتها الرابعة والعشرين, المنعقدة في الدوحة/قطر, التي تمثل قمة التعاون مع الولايات المتحدة والكلاب الإفرنجية المنضوية تحت لواء الناتو – بالموافقة على حق أعضائها في تقديم كافة أنواع المساعدة, بما في ذلك الدعم العسكري, للمجموعات المسلحة السورية, كل حسب رغبته الفردية. ويشمل ذلك المنظمات الإرهابية التي تقاتل قوات الحكومة الشرعية لدولة ذات سيادة. هل هذا مخالف للقانون؟ بشكل كامل.
ولكن, أين كانت قطر وأصدقاؤها في الجامعة العربية عندما كانت الولايات المتحدة وكلابها الإفرنجية في الناتو يذبحون الأطفالَ الليبيين, ويقصفون أحفادَ القذافي لأنهم أهداف حربية مشروعة؟ وأين كانت الجامعة العربية عندما كان الغرب, صديقها الحميم, يقصف موارد المياه والكهرباء الليبية بهدف "كسر ظهر" الشعب الليبي, وترك الأمهات بلا حليب لأطفالهن؟
أين كانت الجامعة العربية عندما كان الناتو يدمر البنى التحتية والأسلحة العراقية؟ وأين كانت الجامعة العربية عندما كانت الولايات المتحدة تعذب مواطني دولها المحتجزين بشكل غير قانوني في معسكرات الاعتقال في العراق وأماكن أخرى وتقوم بقتلهم؟
ربما يحب قادة الجامعة أن يتعرضوا لنفس المعاملة؟ أو ربما يحب بعض قادة الجامعة العربية أن يتم نشر معلومات أسفارهم على شبكة الإنترنت, بالإضافة إلى ما يفعلونه في أماكن مثل كاسابلانكا [الدار البيضاء]؟
ربما يفهمون عندها, عندما تثور شعوبهم عليهم, وعندما يقوم أسيادُهم الغربيون – الذين يمتطونهم مثل الحمير – بإذكاء اللهيب, أنه كان عليهم أن يلتزموا بالقانون الدولي بدلاً من السماح لأنفسهم بتنفيذ أجندات الولايات المتحدة وكلابها الإفرنجية كما يفعل الجبناء.
ولكن بمقدورهم أيضاً أن يفعلوا ما تفعله البحرين وارتكاب أبشع الفظائع المتعارضة مع حقوق الإنسان ضد المحتجين بينما يتفرج أسيادُهم الغربيون ويديرون الخدَ الثاني. ففي نهاية المطاف, ليست الجامعة العربية سوى أداة لتنفيذ سياسات الأعداء التاريخيين للشعوب العربية.
لقد كان القذافي على حق. لكنه كان الرجلَ الوحيدَ بينهم, هو والأسد.

ترجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 28 آذار/مارس 2013)

الجمل: قسم الترجمة