«أورينت» من سوريا عبر «الصوت» فقط
حاول تلفزيون «أورينت» منذ إغلاق مكاتبه في سوريا أو بالأحرى مكاتب شركة الإنتاج «لايف بوينت» أن يتحول إلى تلفزيون «عائلي»، يبث البرامج التي تهم الأسرة، بالإضافة إلى المسلسلات والأفلام والبرامج التي تهم جيل الشباب. وذلك بعد توقف نشرة الأخبار وعنوانها «هنا سوريا» بقرار إداري، إثر إغلاق المكاتب مباشرة.
وبقي التلفزيون على هويته السورية، بعد توقف النشرة المحلية المعتمدة على مراسلين في كل من دمشق وحلب، برئاسة مالكه ورئيس مجلس الإدارة رجل الأعمال السوري غسان عبود، وعدد كبير من المحررين والمصورين السوريين، الذين يعملون في مكاتب التلفزيون، ومقره دبي.
ولدى إعادة إطلاق النشرة مؤخراً، لم تعد سوريا «هنا»، أي في نشرة الأخبار، بل أصبح اسم النشرة مشرقيا، وعنوانها نشرة «أخبار المشرق». وأصبحت تغطي أخبار كل من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وربما يحاول رئيس تحرير النشرة اللبناني الزميل جمال دملوج أن يجعلها نشرة غير إشكالية و«مسالمة» لكل دول «المشرق» العربي، خشية تكرار ما حصل خلال التجربة «السورية» للتلفزيون حين أغلقت مكاتبه (رغم عدم إشكالية المحتوى). وقد نشرت الصحف الرسمية السورية يومها لمدة شهرين تقريباً، إعلاناً أرسلته «المؤسسة العربية للإعلان» في دمشق تحذر من خلاله أصحاب الفعاليات الاقتصادية نشر إعلاناتها عبر تلفزيون «أورينت»، «تحت طائلة المسؤولية».
المتابع لنشرة «أخبار المشرق» الجديدة قد يطلق عليها النشرة «الاجتماعية». فالقضايا السياسة ليست من أولوياتها. بل إنها تبدأ بقضية اجتماعية غالباً كقضية «الغجر» في دول المشرق. وقدمت تقريرها الرئيسي من عمان بالإضافة إلى ضيوف من العاصمة ذاتها.
كما طرحت نشرة أخرى قضية حوادث السير عبر تقرير قدمه مراسل التلفزيون في لبنان الزميل يعقوب علوية. فيما استضافت من لبنان لينا جبران نائبة رئيس جمعية «كن هادي»، ومن سوريا خبير الحوادث محمد الكسم ، وإنما من خلال صوته فقط من دون الصورة.
وهكذا تأخذ النشرات ضيوف الصوت «فونو» من دمشق بحكم «المنع»، وضيوف لبنان أو أي عاصمة أخرى، بالصوت والصورة بحكم «السماح».
وتتابع النشرة بعد القضية الأبرز بموجز لأهم الأخبار، وتحديداً الأخبار غير الإشكالية. ثم تعرض أبرز المنشور في الصحف في كل من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين. وتنتقل الى أخبار المواقع الالكترونية في الدول ذاتها. ثم تقدم تقريراً اقتصادياً سريعاً وآخر رياضياً.
وإذا كان الخبر يتعلق بسوريا يرافقه «كليب» تم تصويره في وقت سابق حين كان التلفزيون يعمل فيها. و إذا كان الخبر «كاب» يتم وضع صورة المسؤول (او المعني بالخبر) على الشاشة أثناء إذاعة الخبر، أو صورة «غرافيك» للمكان المقصود.
قد تبدو فكرة النشرة «الاجتماعية» جذابة، باعتبارها أول نشرة توجه إلى دول المشرق العربي. لكنها «ضعيفة» البنية، لسبب يتعلق على الأغلب، بكون سوريا لم تعد المكان الذي تستقر فيه الكاميرا لتنقل الخبر والصورة. ومع ذلك لم يشن التلفزيون حملة على أحد. وجاءت النشرات الإخبارية «مسالمة».
أما ما «يخفف» أضرار القناة، فهو «تكثيف» عمل مكاتبها في لبنان والأردن وفلسطين أكثر، لكون المشاهد في تلك الدول ما زال يبحث عن الخبر العاجل والجديد عبر قناتين إخباريتين هما «الجزيرة» و«العربية». أما جمهور العائلات فموجه بمعظمه على ما يبدو نحو محطة «أم بي سي».
خالد سميسم
المصدر: السفير
التعليقات
اين الاسباب
إضافة تعليق جديد