واشنطن وموسكو تبحثان عن اتفاق جديد لادارة الازمات العربية والدولية

22-06-2012

واشنطن وموسكو تبحثان عن اتفاق جديد لادارة الازمات العربية والدولية

يكشف متصلون بدوائر الخارجية الاميركية أنّ المباحثات الجارية على قدم وساق بين واشنطن وموسكو تتعدى الأزمة السورية وكيفية التعاطي معها، لتصل إلى حدود البحث عن اتفاق جديد لادارة الأزمات الدولية المنتشرة على طول خطوط معابر النفط ومنابعه، كما لاعادة اقتسام النفوذ في أكثر من بقعة توتر على غرار أفغانستان واليمن والخليج العربي والشرق الأوسط.
ويكشف هؤلاء أنّ المباحثات التي دارت بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين على هامش مؤتمر الدول العشرين لم تقتصر على موضوع الأزمة السورية كما ألمح الرجلان، بل تطرقت إلى ملف ايران النووي والدور الروسي على هذا الصعيد، كما ملف الدرع الصاروخي في تركيا. وبالتالي، فإنّ موسكو ربطت بين كل هذه الملفات واشترطت أن يشمل التوافق مع الغرب وواشنطن على مجمل المواضيع العالقة وعدم الاكتفاء بالتنسيق حول الازمة السورية، التي تم التوافق بشأنها على نقطة واحدة وهي الحل تحت سقف النظام الراهن بعيدا عن التدخل العسكري.
والجدير بالملاحظة أنّ المحادثات المشار إليها ترافقت مع سلسلة من المواقف والزيارات التي قامت  بها كل من خارجيتي البلدين على حدة، في تأكيد على عمق الصراع بين الدولتين، والذي استوجب حشد الحلفاء وتثبيت التحالفات من جهة، والسير قدما بعمليات الضغط المتبادل في تسعير للكباش بينهما من جهة ثانية. وبالتالي فإنّ العنف المتنقل بين الدول العربية والاسلامية، ومن ثم الحديث عن مناورات عسكرية في سوريا، ومن بعدها توجيه سفن حربية روسية جديدة إلى طرطوس، فالتسريبات الاميركية عن تسليم روسيا لسوريا مروحيات قتالية يصبح مفهوما وواضحا.
في الموازاة تقر الدبلوماسية الاوروبية ان ما يشهده العالم من صراعات واحداث يقع في هذا الاطار دون سواه. فموسكو التي استعادت ولو جزئيا ما كانت قد خسرته منذ سنوات تعتبر ان اللحظة السياسية الدولية مؤاتية للغاية في ظل جملة معطيات لا يمكن الا التوقف عندها على غرار مقارنة الوضع الاقتصادي الروسي بالاوضاع الاقتصادية الاميركية المتردية، وانشغال منظمة اليورو بترتيب بيتها وتدعيمه من الداخل بعدما اشرف على السقوط، واهتمام الادارة الاميركية بانتخاباتها الرئاسية، فضلا عن صمود كل من ايران وسوريا بوجه الضغوط العربية والغربية الهائلة.
في المقابل، تواجه الجبهة المواجهة ارباكات يغلب عليها طابع الغموض، ففرنسا تعيد رسم سياساتها الخارجية بما يتلاءم ونظرة اليسار الذي عاد إلى الاليزيه كما إلى البرلمان بعد طول غياب، والاتحاد الاوروبي يقف عاجزا عن اتخاذ قرارات حاسمة لاختلاف وجهات النظر بين دول الناتو الخارجة بالكاد من الرمال الليبية، وكذلك الامر فان تركيا باتت تشبه إلى حد كبير العملاق المريض وسط عجز كامل عن التقدم في مشروع اسقاط النظام السوري وعن التراجع في نفس الوقت، فضلا عن الوضع العربي المعروف المهدد بالسقوط مع رياح الربيع العربي الذي اضحى على قاب قوسين من السقوط المريع انطلاقا من مصر، مرورا بليبيا التي تشهد صراعات قبلية غير آيلة إلى رأب الصدع واشغال الفراغ، ناهيك عن الوضع الخليجي والصراع المكتوم بين المملكة العربية السعودية وقطر على خلفية اكثر من ملف.
وإزاء ميزان القوى هذا، تعرب الدبلوماسية عن خشيتها من لجوء موسكو إلى سياسة العصا والجزرة للاستفادة من الوقت المستقطع الذي يلعب إلى جانبها، وبالتالي اعتماد بوتين على سياسة القضم بانتظار انتهاء واشنطن من انتخاباتها وتفرغها من جديد للملفات الدبلوماسية والخارجية الساخنة او بالاحرى المتفجرة.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...