واشنطن درّبت عشرات المسلحين الإسلاميين وتدرس تعزيز قواتها الخاصة في سوريا

02-04-2016

واشنطن درّبت عشرات المسلحين الإسلاميين وتدرس تعزيز قواتها الخاصة في سوريا

تدرس الإدارة الأميركية خطة لزيادة عدد قواتها الخاصة التي أرسلتها واشنطن إلى سوريا "بشكل كبير" مع تطلّعها للتعجيل بالمكاسب التي تمّ تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد "داعش".
وكشف مسؤولون أميركيون، على علم مباشر بتفاصيل الاقتراح، أن واشنطن ستجعل وحدة عمليات القوات الخاصة الأميركية أكبر مرات عدة من حجم القوة الموجودة حالياً في سوريا والمؤلفة من نحو 50 جندياً حيث يعملون إلى حدّ كبير كمستشارين بعيداً عن خطوط المواجهة.
ويُعدّ هذا الاقتراح أحد خيارات عسكرية يجري إعدادها للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يدرس أيضاً زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. وامتنعت متحدثة باسم البيت الأبيض عن التعليق.
ويبدو أن هذا الاقتراح أحدث علامة على تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة داخل سوريا والعراق على استعادة الأراضي من تنظيم "داعش".
ويسيطر التنظيم على مدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا، وبدأ يثبت أنه يمثل تهديداً قوياً في الخارج معلناً مسؤوليته عن هجمات كبيرة وقعت في باريس في تشرين الثاني وفي بروكسل في آذار. ولكن توجد علامات متزايدة على أن الزخم في العراق وسوريا تحوّل ضدّه.
وقال المسؤولون أن التنظيم يخسر معركة ضدّ قوات حُشدت ضدّه من جوانب كثيرة في المنطقة الواسعة التي يسيطر عليها.
وفي العراق، تقهقر التنظيم منذ كانون الأول عندما فقد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في غرب العراق. وفي سوريا طردت القوات الحكومية السورية التي تدعمها روسيا التنظيم من مدينة تدمر الاستراتيجية.
وأشار المسؤولون إلى أنه منذ أن استعادت القوات المدعومة من الولايات المتحدة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية في أواخر شباط عرض عدد متزايد من المقاتلين العرب في سوريا الانضمام إلى القتال ضدّ "داعش".
وحقّقت القوات الأميركية أيضاً نجاحاً متزايداً في التخلّص من كبار قيادات "داعش". وأدت غارات جوية في الأسابيع الأخيرة إلى قتل قيادي كبير اسمه عبد الرحمن مصطفى القادولي وقيادي في التنظيم وُصف بأنه "وزير الحرب" في التنظيم واسمه أبو عمر الشيشاني.
وأعلنت الولايات المتحدة في كانون الأول الماضي أنها أرسلت قوة جديدة من قوات العمليات الخاصة إلى العراق لشنّ غارات ضدّ التنظيم هناك وفي سوريا المجاورة. وجاء هذا عقب إعلانها في تشرين الأول الماضي أن عشرات من جنود القوات الأميركية الخاصّة سيُرسلون إلى سوريا لتكون أول قوات برية أميركية تتمركز هناك.
وستُخصص القوات الأميركية الإضافية في سوريا بشكل أساسي لتحديد المواقع التي ستُدرّب فيها رجال قبائل عربية تطوّعوا لقتال التنظيم. وسيتمّ في نهاية الأمر تزويد رجال القبائل بأسلحة وتمهيد الطريق أمام شنّ هجوم على مدينة الرقة عاصمة التنظيم من الناحية الفعلية تحت غطاء جوي أميركي.
وعلى الرغم من أن هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها حتى الآن، يتّفق المسؤولون الأميركيون والزعماء الأكراد على أن هناك حاجة لوجود قوة يغلب عليها العرب للسيطرة على الرقّة.

تدريب المعارضة
وستكون الزيادة الجديدة في قوات العمليات الخاصة الأميركية في سوريا منفصلة عن جهود عسكرية أميركية معدّلة تجري لتدريب عدد محدود من المقاتلين السوريين في تركيا. وتتركّز هذه الجهود على تعليمهم تحديد الأهداف للغارات الجوية التي يشنّها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويعمل الجيش الأميركي حالياً مع "عشرات" من مقاتلي "المعارضة السورية" في إطار برنامج تدريب وتجهيز مُجدّد بعد مبادرة سابقة تعرّضت لانتقادات عدة وفشلت العام الماضي.
وتعرّضت وزارة الدفاع الأميركية لهجوم حاد في تشرين الأول الماضي، إذ أن البرنامج الذي بدأته مطلع العام 2015 بكلفة 500 مليون دولار كان يتضمّن تدريب نحو خمسة آلاف معارض سوري "معتدل" سنوياً لقتال التنظيم، لكن الفشل كان ذريعاً بحيث أنه لم يسمح سوى بتدريب عشرات المقاتلين.
كما أن بعض هؤلاء المقاتلين سلّموا أسلحتهم إلى "جبهة النصرة" التابع لتنظيم "القاعدة" في سوريا.
لكن وزارة الدفاع الأميركية أعادت بناء برنامج جديد في محاولة لتعويض الفشل السابق.
وبدلاً من محاولة سحب وحدات المقاتلين بالكامل من الخطوط الأمامية، وتدريبهم وإرسالهم مرة أخرى، يعمل الجيش الأميركي حالياً مع مجموعات صغيرة من كل وحدة.
وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" الكولونيل ستيف وارن من بغداد لصحافيي الكونغرس: "إذا كان لديك شخص خاضع لتدريب عال هنا، فإن الرجلين على يمينه ويساره سيستفيدان من تدريبه بشكل كبير".
ورفض وارن تحديد عدد السوريين الذين خضعوا للتدريب، مكتفياً بالقول إنهم "عشرات".
يُذكر أن الكونغرس الأميركي صادق بأغلبية ساحقة على مشروع قانون الإنفاق الدفاعي الجديد الذي يسمح لوزارة الدفاع الأميركية بتدريب المعارضة السورية لمدة عامين كجزء من الحملة ضدّ مسلحي "داعش" على أمل أن تصبح، هذه الأخيرة، قادرة على مجابهة ومكافحة مقاتلي التنظيم الذي أصبح قوة تُهدّد الاستقرار في العراق وسوريا.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...