موسكو توسّع تعاونها العسكري مع سوريا
وجه نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين دعوة لرئيس وزراء سوريا وائل الحلقي، لزيارة موسكو هذا الصيف، بهدف رفع مستوى التعاون الثنائي القائم بين البلدين، وذلك في ختام الزيارة التي قام بها روغوزين، على رأس وفد اقتصادي وتجاري وعسكري إلى دمشق، وسط إشارات بأن موسكو وسعت من آفاق تعاونها العسكري مع دمشق، بالتزامن مع إعلان روسيا عن توقعات بتسليم سوريا 12 طائرة "ميغ 29" في العامين المقبلين.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد السبت الماضي وفداً حكومياً روسياً برئاسة روغوزين رئيس الجانب الروسي في اللجنة المشتركة الروسية - السورية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني.
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا) فقد بحث الجانبان "العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية توسيع آفاق التعاون القائم بينهما".
ونقلت عن الأسد "تقديره لمواقف روسيا الداعمة للشعب السوري في الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب، وخاصة في المحافل الدولية التي تسعى بعض دولها للتدخل في الشأن الداخلي السوري"، ولفت إلى "أن هذه المواقف تجسد حرص القيادة الروسية على حماية الاستقرار في العالم".
ورأى الأسد أن "الغرب يسعى دائماً إلى إخضاع الدول التي لا ترتضي هيمنته عبر أساليب تختلف من وقت إلى آخر، إلا أن أخطر هذه الأساليب هو دعم التطرف والإرهاب في تلك الدول من أجل زعزعة استقرارها وإضعافها، ما يستوجب العمل على تشكيل توجه دولي للضغط على الدول الداعمة للإرهاب بوقف ممارساتها وتوحيد الجهود الرامية إلى القضاء عليه، لأنه الخطر الأكبر الذي لا حدود له".
من جانبه، أكد روغوزين "ثبات الموقف الروسي في تعزيز صمود سوريا واستعدادها الكامل لترسيخ التعاون بين الجانبين في شتى المجالات"، معربا عن أمله أن تجتمع اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت ممكن.
ولا يعتبر روغوزين مسؤولا عاديا في روسيا، فهو كما تشير أوساط روسية مقرب جدا من الرئيس فلاديمير بوتين، ويدير سياسته العسكرية على المستوى الديبلوماسي بالاسلوب ذاته الذي كرسه "الزعيم" بوتين، كما يحلو للكثير من بطانة الأخير تسميته.
وسبق لروغوزين أن أعلن في مثل هذه الأيام منذ عام تماما، لكن بصفته مندوباً لروسيا في حلف شمال الاطلسي، أن موسكو جدية في قرارها تسليم منظومة صواريخ "اس 300" المثيرة للجدل إلى سوريا. ويشغل روغوزين، المرشح لدور أقوى في روسيا، منصب مسؤول الصناعات العسكرية في الحكومة الحالية، وهو كما يرى مراقبون كثر زامن زيارته إلى دمشق بعد أيام من انتشار معلومات ديبلوماسية عن توسيع الولايات المتحدة لمستوى دعمها العسكري للمعارضة السورية، بشكل يظهر الزيارة بمثابة رسالة جديدة ترغب موسكو في إظهارها على ساحة الاشتباك السورية.
كما أن الزيارة تأتي بعد أسابيع على تسريبات أدلى بها مسؤول سوري رفيع المستوى أمام وفد محلي مختص بأن روسيا "رفعت من مستوى تعاونها العسكري مع دمشق، وتتحضر لمدها بأسلحة نوعية".
ووفقاً لوكالة "سانا" فقد عقدت اللجنة الوزارية الروسية - السورية المشتركة اجتماعها الجديد في دمشق قبل أيام، ونقلت عن روغوزين قوله إن "الاجتماع تركز على الشؤون المالية والاقتصادية والتعاون العسكري الفني".
وعن لقائه بالرئيس السوري، عبّر روغوزين عن انطباعه بأن "الأسد واثق من نفسه، وهو في حالة جيدة". وذكر أن سوريا تنوي تقديم طلب إقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الجمركي (المتكوّن من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان).
وبخصوص اتفاقيات الأسلحة بين سوريا وروسيا، قال "لدينا التزامات أخذناها على عاتقنا في ما يتعلق بتوريدات الأسلحة، ونحن ننفذها بالتقيد الصارم بقرارات مجلس الأمن، كما أننا نعمل مع الحكومة الشرعية بالحجم الضروري في المجالات غير الخاضعة لأية تقييدات، ولقد تم تأكيد هذا الموقف في سير المباحثات".
وجاء كلام روغوزين بعد أيام على تصريح المدير العام لشركة "ميغ" الروسية سيرغي كوروتكوف، لوكالة "ايتارتاس"، أن موسكو تعتزم توريد 12 مقاتلة من طراز "ميغ- 29 إم/ إم2" الى سوريا بدءا من العام 2016 وحتى نهاية العام 2017، وذلك في إطار تنفيذ عقد أبرم مع دمشق في العام 2007.
وجدير بالذكر أن مدير الهيئة الاتحادية للتعاون العسكري التقني الكسندر فومين شارك في الاجتماعات الحكومية المشتركة. وأوضح روغوزين أن الحكومة الروسية اتخذت في السابق قراراً بتفعيل العمل في جميع الاتجاهات مع الحكومة السورية.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد