موسـكو تنتقـد هـوس إطاحـة الأسـد وتؤكد أن موقفها غير قابل للمساومة
شنّت موسكو هجوما، أمس، على المعارضة السورية والداعمين لها، معتبرة أن أي حل للأزمة السورية يصطدم «بهوس» المعارضة الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، فيما دول عربية وغربية تطيل أمد الصراع عبر دعم المسلّحين، مؤكدة رفضها أي تأويل أو تحريف لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران الماضي.
وفي نيويورك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بعد اتصال هاتفي أجراه بان كي مون والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع العربي، «دعمهما الكامل للإبراهيمي في مهمته البالغة الصعوبة الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية». واعلن مساعد المتحدث باسم المنظمة الدولية ادواردو ديل بوي أن بان كي مون والعربي والابراهيمي تشاوروا هاتفيا
حول النزاع في سوريا، وأجروا «مناقشة معمّقة للأزمة التي تتدهور في سوريا».
ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره اللبناني ميشال سليمان على «أهمية حل الأزمة السورية بالحوار، وأشار الرئيس الروسي بعد استقباله سليمان في الكرملين أمس، إلى «أن موقف موسكو معلن ومعروف، وجوهره وقف العنف أولا والجلوس حول طاولة الحوار من دون تدخل خارجي»، لافتا إلى أن «على الشعب السوري أن يرسم لنفسه خــريطة طريق يخــتارها لبلـده من خلال اتفاق يتم التوصل إليه ويتم تنفيذه».
وأشار بوتين إلى أن «أخطر ما في تداعيات الأزمة السورية إنهاء الموضوع الإنساني وعنوانه النزوح الحاصل بأعداد كبيرة إلى الدول المجاورة لسوريا، ومنها لبنان»، منوّها بـ«ما يقوم به لبنان للمحافظة على وحدة أمنه واستقراره، وسط هذه الظروف الضاغطة»، ومشيدا بـ«سياسة الحياد اللبنانية». وأبدى «الاستعداد لتقديم المساعدات الفورية الطبية والمادية إلى المناطق التي تقطنها مجموعات النازحين» ولعقد مؤتمر دولي لقضية النازحين في موسكو.
وفي ظل ازدياد الأوضاع الأمنية تدهورا على الأرض، دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى تقديم «مساعدات عاجلة» إلى القطاع الزراعي في سوريا الذي يعتاش منه الكثيرون وتراجع إنتاجه إلى النصف بسبب النزاع المستمر منذ 22 شهرا. وذكرت أن «النزاع الذي طال أمده في سوريا جعل قطاعها الزراعي في حالة يرثى لها، حيث أن الإنتاج الزراعي تراجع إلى النصف تقريبا ملحقا دمارا هائلا بنظم الري وغيرها من مرافق البنى التحتية». وأشارت إلى أن 46 في المئة من مجموع السكان يقيمون في المناطق الريفية، ويعتمد 80 في المئة منهم في معيشتهم على الزراعة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي في موسكو، «كل شيء يصطدم بهوس المعارضين بفكرة الإطاحة بنظام الأسد»، مضيفا «طالما أن هذا الموقف غير القابل للمساومة سيبقى معتمدا، لا يمكن أن يحصل أي شيء جيد، ستتواصل المعارك وسيموت الناس باستمرار».
وقال «بعض الدول الغربية ودول الشرق الأوسط رحّبت بإنشاء ائتلاف المعارضة. وردا على سؤال لمعرفة لماذا يشجع شركاؤنا مقاربة تقوم على رفض حوار، قيل لنا إن الأمر الأساسي هو جمع صفوف المعارضة قبل إقناعها باعتماد موقف بنّاء أكثر. لكن لاحقا لم تحصل محاولات لوضع أطراف النزاع حول طاولة المفاوضات. فقط نحن وشركاؤنا الصينيون وموفد الأمم المتحدة (السابق) كوفي انان وخلفه الأخضر الإبراهيمي حاولنا القيام بذلك».
وأضاف «ما زال نشطاء المعارضة يرفضون تماما الحوار ولجأوا للصراع العسكري، ويشجعهم شركاؤنا في ذلك ويدعمونهم بكل ما يحتاجونه لإطالة أمد الصراع»، موضحا أن «آخرين من مجموعة العمل بشأن سوريا يساندون المعارضة ونضالها المسلح ضد الحكومة. لقد أعلن الائتلاف الوطني السوري أن هدفه هو الإطاحة بنظام بشار الأسد ومؤسساته، وهذا يتعارض تماما مع اتفاق جنيف، الذي تــضمن التأكــيد على ضـرورة المحافظة على مؤسسات الدولة، وعدم تكرار الأخطاء التي حصلت في بلدان أخرى».
وقال «سنستمر بمساعينا للتوصل إلى تسوية سلمية في سوريا، وسنساهم في جهود المجتمع الدولي الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية للازمة السورية على أساس اتفاقيات جنيف، من دون محاولة تأويلها وتحريفها. إن هذه الوثيقة لا تحتاج إلى تأويل، لأن مضمونها واضح ومفهوم. وعلى أطراف النزاع وقف أعمال العنف واختيار ممثليهم للمفاوضات للاتفاق على تركيب هيئة إدارة الدولة المؤقتة، ولأجل هذا يجب وقف أعمال العنف والجلوس حول طاولة الحوار». وأعلن لافروف أن الوضع في سوريا يسبب «أقصى درجات القلق» لكنه لا يتطلب إجلاء جماعيا للمواطنين الروس الذين يعيشون هناك.
وكالات
إضافة تعليق جديد