من يتحمل تكاليف ترويج السياحة السورية خارجياً؟
لم يعد هناك مكان للفوضى والعشوائية. فبعد دراسة المؤشرات السياحية أطلقت وزارة السياحة قوافلها الترويجية والتسويقية استعداداً للموسم السياحي الجديد إلى بلدان محددة بعينها للتعريف بسورية كوجهة سياحية مهمة كل بحسب البلد واهتمامات سياحه.
القوافل حملت معها نماذج من أهم الفنون اليدوية والمعالم الأثرية والمواقع الدينية لتسويقها إضافة إلى الأكلات السورية المشهورة عبر المطبخ المتنقل مع القوافل وعروض الأزياء والرقصات الشامية المعروفة.
الخطة الترويجية للوزارة حددت أهم الأسواق السياحية الرئيسية عبر تصنيف الدول في مجموعات حيث ضمت المجموعة الأولى التي تأتي في مقدمة الأسواق الأجنبية من حيث عدد السياح والليالي السياحية كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا، والثانية، ضمت روسيا والصين وايطاليا وأميركا واسبانيا، أما الثالثة، فضمت اليابان وكندا وهولندا والسويد وبولونيا وبلجيكا.
أما الأسواق العربية والإسلامية التي ستنطلق في نيسان (ابريل) المقبل فقد ضمت المجموعة الأولى، السعودية والأردن، والمجموعة الثانية، إيران والكويت والبحرين، والثالثة، مصر وماليزيا والجزائر وسلطنة عمان، أما المجموعة الاستثمارية فقد ضمت الإمارات العربية المتحدة وقطر إضافة إلى أسواق أخرى مثل أذربيجان وقازاخستان واليونان.
القافلة الأولى التي انطلقت في بداية شباط (فبراير) كانت وجهتها العاصمة الاسبانية مدريد. حملت معها العديد من الفعاليات والنشاطات السياحية التي تمثلت بالمشاركة في معرض «فيتور الدولي» بجناح أقيم للمرة الأولى على مساحة نحو 200 متر مربع وضم 16 شركة سياحية.
إضافة الى المعرض افتتحت فعاليات الأيام السياحية السورية حيث قدمت «فرقة جلنار للفنون الشعبية» عروضاً من الفولكلور السوري في الجامعة الأوروبية بمدريد والتي ترافقت مع «المعرض المتخصص للسياحة الشبابية» الذي نظمته وزارة السياحة بالتعاون مع الجامعة الأوروبية حيث اكد انطونيو بانيارس رئيس الجامعة «أن النشاط السياحي والثقافي السوري في اسبانيا يعزز الحوار ويسهم في دعم أهداف الجامعة في نشر القيم الثقافية الحضارية لدى طلاب الجامعة».
التأكيد على البعد الديني لسورية، ونقل حالة التآخي التي تعيشها كان من خلال افتتاح معرض «سورية مهد المسيحية» في كاتدرائية القديس خيرو تيمور الملكية. ومن خلال ذلك كله نشط المساهمون في ورشات العمل السياحية السورية - الاسبانية في تشجيع السياح الاسبان والأوروبيين لزيارة سورية خلال الموسم السياحي الأوروبي المقبل.
الحفل الأبرز، كان من خلال احتفال مدينة غرناطة «الرمانة الشامية» بدمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 حيث أقيم عرض موسيقي أندلسي استضافته قاعة السفراء في قصر الحمراء التي فتحت للمرة الأولى أمام هذا النوع من العروض وأحيته المغنية السورية الشابة وعد بوحسون بغناء قصائد لولادة بنت المستكفي وابن زيدون وشاركتها فرقة بانيانا الاسبانية بغناء قصائد مختارة من قصائد الشاعر الأندلسي ابن عربي الذي ترجمت أشعاره إلى لغات عدة.
القافلة الثانية كانت باتجاه الجارة تركيا، وتحديدا إلى أهم المدن التركية اسطنبول التي تقع على جانبي البوسفور الذي يصل البحر الأسود شمالاً ببحر مرمرة المتفرع عن البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب الغربي، وقد نالت الأجنحة السورية جائزة «ايمت» لأفضل أداء ترويجي في «معرض اسطنبول» متقدمة على 55 دولة عربية وأجنبية.
تميز الجناح السوري الذي بلغت مساحته 120 متراً مربعاً بضم مكونات المجتمع السوري السياحية وتراثه وعراقته وفولكلوره الشعبي، إضافة إلى كل ما يسهم في تنشيط السياحة في سورية، وشارك فيه عدد من مكاتب السياحة والسفر وشركة الطيران السورية وعدد من الحرفيين.
على هامش المعرض أقيم «معرض الصور الضوئية» للمواقع السياحية و «معرض المواقع الجديدة للمشاريع الاستثمارية» التي طرحت للاستثمار السياحي في سورية. وحظيت فكرة المعرضين باستحسان المستثمرين الأتراك لكونها تعرض مشاريع سياحية في مواقع الجذب السياحي محققة الجدوى السياحية والاستثمارية وبرامج توظيفية متنوعة وجاهزة للاستثمار. كما عكست الليلة السورية التي تخللتها عروض فنية تراثية تنوع الفنون الفولكلورية السورية.
القافلة الثالثة حطت رحالها أخيراً في أجمل المدن الايطالية ميلانو حيث شاركت بجناح في «معرض البيت الدولي»، وضمت فعالياتها ورشة عمل تحدث فيها وزير السياحة السوري سعد الله اغة القلعة عارضا خطة وزارة السياحة في الترويج والاستثمار السياحيين والجدوى الاقتصادية من إقامة استثمارات جديدة في ظل التنامي المتسارع لعدد السياح، موضحاً واقع السياحة في سورية والأمن والآمان الذي تعيشه البلاد. حضر الورشة العديد من الشركات السياحية الإيطالية والفعاليات الإعلامية والإيطالية المرئية والمكتوبة.
وتمت دعوة أهم الشركات السياحية الإيطالية المنظمة للرحلات لجلسة عمل بهدف شرح المستجدات في عالم السياحة السورية والتسهيلات الجديدة التي منحتها الوزارة للسياح القادمين لزيارتها وفرص الاستثمار المتوافرة والتسهيلات المقدمة من الحكومة السورية بهذا الخصوص، وتم تشجيع تنظيم الرحلات السياحية الثقافية والدينية إلى سورية. وكذلك قدمت ليلة سورية تضمنت فقرات فولكلورية من الفن السوري العريق وحفل عشاء من المطبخ السوري المتنوع.
الشيء اللافت في الترويج السياحي لهذا العام هو قيام الوزارة بنشر مئات الإعلانات الطرقية، علماً أن موازنة الترويج ارتفعت من 1.5 مليون دولار في العام الماضي إلى 5.5 مليون دولار العام الجاري.
يذكر أن القدوم السياحي الأوروبي إلى سورية حقق زيادة بنسبة 16 في المئة خلال العام الماضي وبلغ عدد السياح الأوروبيين نحو 237 ألف سائح مقارنة مع 2006 والذي كان نحو 221 ألف سائح. وتأتي هذه الزيادة المحققة في عدد القادمين الأوربيين نتيجة ما قامت به وزارة السياحية السورية من تسهيل إجراءات الدخول إلى سورية للمجموعات السياحية بإصدار تأشيرات دخول مجانية في المطار، وإطلاق قوافل الترويج في 12 دولة أوروبية وعربية وإسلامية وآسيوية وتضمينها الترويج للمشاريع الاستثمارية والمشاريع السياحية، إضافة إلى تنظيم جولات اطلاعية للإعلاميين العرب والأجانب وأصحاب الشركات السياحية والمستثمرين والشخصيات المؤثرة في الرأي العام للإطلاع على المنتج السياحي السوري، وقد وصل عددهم إلى أكثر من ألف بين إعلامي وشركة سياحية ومستثمر وشخصية مهمة.
سمر أزمشلي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد