ملابسات تسريح وحدة اصطياد بن لادن
الجمل: قبل حوالي خمس سنوات، صرح جورج بوش بأنه سوف يحضر أسامة بن لادن للـ (مثول أمام العدالة حياً أو ميتاً)، أما الآن فقد قام بوش بإنهاء عمل وحدة (إليك) التابعة لوكالة المخابرات الأمريكية، والتي كانت متفرغة تماماً طوال الخمس سنوات الماضية من أجل القيام بعملية (اصطياد) زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
ويبدو أن الأسباب التي تكمن وراء عملية تسريحها، تعلمها فقط الإدارة الأمريكية، ووكالات مخابراتها.
وكل ما هو واضح حالياً أن عناصر المخابرات التي تعمل في هذه الوحدة، تم في هذا الأسبوع تعيينهم في أعمال وأنشطة وصفها خبراء المخابرات بأنها تعكس اعتراف الإدارة الأمريكية بـ (الطبيعة المتغيرة التي يتميز بها تنظيم القاعدة).
إن إعادة التنظيم في حد ذاتها، وعلى أساس الاعتبارات الإدارية العملياتية تعكس الفهم السائد في أجهزة المخابرات الأمريكية القائم على إدراك أن حركة الجهاديين الإسلاميين سوف تكون مستمرة وسوف تكون في المستقبل القريب أكثر تنوعاً.
كان قد تم تشكيل محطة (إليك)، وإنشاءها في عام 1996م، وكان العشرين عنصراً الذين تم تعيينهم فيها، يزاولون أعمالهم اليومية في أحد البنايات المستأجرة، والتي تقع بعيداً عن المبنى العام لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية القائم حالياً في ضاحية لانغلي.
بدءاً من لحظة هجمات الحادي عشر من أيلول، قام تنظيم القاعدة بتفريخ العشرات من الجماعات والأعضاء الجدد على طول المنطقة التي تمتد من إندونيسيا وحتى منطقة شرق إفريقيا والمغرب العربي على سواحل الأطلنطي، كذلك يعتقد خبراء الإرهاب بأن بن لادن ونائبه المصري أيمن الظواهري، قد قاموا لفترة قصيرة بممارسة سيطرة مركزية على أنشطة الجهاد الإسلامي، وبرغم استمرارية قيامهم بتقديم التوجيهات الملهمة عن طريق أشرطة الفيديو التي تحمل رسائلهم وتوجيهاتهم، وربما بعض الجمل والعبارات التي تمثل نوعاً من الشيفرة المتعارف عليها بين الأصوليين لنقل الرسائل الخاصة بهم.
على الأرجح أن القاعدة سوف تظل لفترة طويلة قادمة تمثل منظمة كبيرة هرمية الترتيب، وعلى مدى خمس سنوات بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، وبرغم عمليات القتل الاعتقال المستمرة بوساطة أجهزة الأمن الأمريكية والبريطانية وغيرها، لا يزال لدى القاعدة رصيدها الكبير من الزعماء والممولين، والمخططين، إضافة إلى بروز بعض التنظيمات الإقلميية التي تعمل كفروع لتنظيم القاعدة في الكثير من مناطق العالم، وأثبتت قدرة كبيرة وفعالية في إدارة العنف ضد أمريكا والغرب.
يشدد مسئولو وكالة المخابرات الأمريكية اليوم –بعد تسريح الوحدة المختصة- بأن عملية ملاحقة واصطياد زعيم ومؤسس القاعدة أسامة بن لادن، ونائبه الدكتور أيمن الظواهري سوف تستمر، وسوف تظل من بين أبرز أولويات أجهزة المخابرات الأمريكية.
الجمل
إضافة تعليق جديد