مركز فرنسي يحتضن عرضا لسينمائيينا الشباب
في عرض شبه خاص وأمام ما يقرب من مئة شخص تم في المعهد الفرنسي للدراسات العربيــة عرض مجموعة أفلام لسينمائيين شباب في تجاربهم المبكرة هي على التوالي
نهاية بالون أحمر لألفوز طنجور " مخرج – من رومانيا عام 2004 "
رتل كامل من الأشجار لطلال ديركي " مخرج – من اليونان عام 2003"
قبل الاختفاء لجود كوراني " مديرة تصوير – من فرنسا عام 2005"
سقيفة العراف لأيهم ديب " مدير تصوير – من أرمينيا عام 2002"
بضع من أيام أخر لجود سعيد " مخرج – من فرنسا عام 2004"
نهاية بالون احمر
فيلم تخرج إخراج ألفوز طنجور . روائي قصير 16 دقيقة
في دولة غربية يعيش شاب وأخته الفتاة تدعى حنين من أصول عربية. الشاب مشلول نتيجة أحد الحروب الكثيرة في الشرق بينما الأخت تعيش قصة حب مع شاب من هذه الدولة ويحصل تواصل إنساني لن تقف في وجهه اختلافات اللغة والدين والعرق وسيقدم هذا الشاب لحنين بالونا أحمر يمكنه أن يحمل حبهما إلى المستقبل في غمرة انشغال الأخ بأخبار بلاده التي دخلت في حرب جديدة تهزم فيها حتى أن عاصمتها يحتلها الغاصبون وفي لقطة معبرة يقوم أحد العسكر بتفجير هذا البالون عندما يمر أمامه.
رتل كامل من الأشجار
فيلم إخراج طلال ديركي . روائي قصير 9.30 دقيقة إنتاج المؤسسة العامة للسينما
في مناطق الأطراف تقوم قصة حب بين شاب وفتاة تنتهي إلى الزواج الشاب يقرر السفر لكنه يعود عنه عندما يعلم أن زوجته حامل
قبل الاختفاء
فيلم تخرج إخراج جود كوراني . وثائقي قصير - 15 دقيقة
يبدأ الفيلم بدرس في مدرسة ابتدائية عن نهر بردى ستطرب لبراعة الإنشاء لدى التلاميذ ومعلمتهم عند كلامهم عن هذا النهر.
بعد هذا الاستهلال تذهب جود كوراني إلى النهر فيزيائيا متتبعة خطاه من نبعه إلى مصبه. وتلتقي وتصور الناس الذين يعيشون على ضفاف النهر من مزارعين إلى مربي أبقار إلى المطاعم والمرابع الليلية المنتشرة في منطقة الربوة ، إلى مروره في وسط المدينة وبثه الروائح الكريهة، إلى منطقة الدباغات، إلى مصبه حيث يبدو وكأن يستقر في منطقة عفنة .
سقيفة العراف
فيلم إخراج أيهم ديب روائي قصير 10 دقائق إنتاج المؤسسة العامة للسينما
يعلمنا أحد العرافين كيف يمكننا صنع الجبن من ثمرة اليقطين
بضع من أيام أخر
فيلم تخرج إخراج جود سعيد وثائقي قصير 30 دقيقة
في منطقة تل عبر في شمال سورية تقوم بعثة أثرية سورية بالتنقيب عن مدينه كانت موجودة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد فتتداخل حياة سكانها مع هذه البعثة فيبدو سكان هذه القرية يعيشون عيشة لاجئين فيها
هذا التعريف لهذه الأفلام لا يطمح لإعطائك تلخيصا عن هذه الأفلام العصية على التلخيص فالصورة والصوت هنا لحظة بلحظة تشي بالكثير
أكثر الأفلام إثارة فيلم " سقيفة العراف " لأيهم ديب ففي هذا الفيلم ندخل إلى عالم العراف الصورة فيقدم تعريفا جديدا لهذه الصورة يقسمها يفتتها ويفككها ويتحدى فيك حرية تجميعها إن هذا العراف ليس أعرف منك ولكنه يحرض فيك التفكير مرة أخرى لتتخلى عن بديهياتك داعيا إياك إلى تجاوزها ولن يصل هذا العراف إلى ما يبحث عنه إلا بمساعدتك في تجميع الأجزاء المنتشرة في كل مكان من فضاء هذا الفيلم وكأنها لعبة.
لعبة مرهقة لمن يبحث عن رضا الذات لن يصل فيها إلى الراحة إلا للكسول الذي يطمئن لليقين الذي وصل إليه وهذا عكس ما يسعى إليه الفيلم
يحسب لفيلم " رتل كامل من الأشجار" دخوله إلى ما نسميه عادة مناطق المخالفات بألوان هذه البيئة الرمادية الكالحة .
وسيستفزك سينمائيا في المشهد الأخير عندما تبدو السيارة المتوقفة التي تحمل الزوجين في ظل أشجار الحور الرمادية القدرية المتطاولة إلى السماء .
وفي لحظة الذروة عندما يعود الزوج عن قرار السفر ويقرر البقاء بجانب حبيبته وزوجته و الذي من المفروض بديهيا ًأن تسعد الجميع فإننا نفاجأ بالعكس.
إن هذا بدون شك يهزك عاطفيا ويدفعك بذكاء إلى أن تعود للتفكير في مسلماتك عن فن مشاهدة الفيلم
في فيلم " قبل الاختفاء " ستقودك جود كوراني بكاميرتها إلى فضح حفلة التكاذب التي نعيشها في علاقتنا بمستقبل دمشق من خلال علاقة سكان العاصمة مع نهر بردى شريان الحياة فيها وتركز على اللامبالاة المشكوك فيها في استنزاف هذا النهر من قبل جميع من يعيش حوله وكأن هناك من يحاول تغيير هوية مدينة دمشق .
إن مشاهد النهر على طول الفيلم وفي كافة الأوقات يقدم صورة لواقع نعيشه وليس لحالة تنبؤية
ففي محاولتها للترويج لحياة النهر تقودنا الكاميرا إلى ما يشبه مناطق موت وعفن
زميلها جود سعيد لم يبتعد كثيرا في فيلم " بضع من يوم أخر " ولكن هنا نقترب من" تل عبر" واحدة من أقدم المناطق الأثرية في العالم من شمال سورية وبينما تواصل البعثة الأثرية تنقيبها يواصل سكان المنطقة تعاونهم معها هؤلاء السكان السوريون الذين عانوا من إهمال متواصل بعمر يوازي عمر هذه المنطقة زادت معاناتهم بطردهم من منطقتهم إن الفيلم ينقل لك بالصورة مواطنين من نفس بلدنا وفي نفس زماننا يعيشون بأساليب حياة حقبة الرعي والصيد التي درسناها في كتب التاريخ لولا وجود الدش الفضائي
بنضج ملفت يقترب الفوز طنجور في فيلم " نهاية بالون أحمر " من مقاربة موضوع علاقة شرق-غرب الإشكالية فيقدم الحب الممكن بين هذين الطرفين كأكبر ضحايا الرغبة الاستعمارية لهذه الدول كل هذا بلغة سينمائية متطورة .
إن ما يجمع هؤلاء المبدعين الشباب أكثر بكثير مما يفرقهم وهم متفقون أن التركة كبيرة وعلينا جميعاً مواجهتها بالرغم من شعور اليأس الذي يصلك بعد نهاية العروض هذا الشعور لن يبدده إلا وجود هؤلاء ذاتهم
إننا لا نقول أن هؤلاء السينمائيون الشباب قد وصلوا إلى إنجازات خارقة أو غير عادية ولكننا لا يمكن تجاهل حسن إطلاعهم على التطور الذي حدث في السينما وخصوصا في السنوات الأخيرة وقدرتهم على التعامل مع هذا التطور بدون عقد ولذلك يحتاجون منا الى التفهم وأن لا نندهش من أطروحاتهم البعيدة عن الايدولوجيا التي غرقنا فيها في سنواتنا الماضية
والأهم أنه يبشر بخامات جديدة يمكن أن تقود السينما إلى آفاق جديدة
فأيهم ديب سيفاجئك بقوة عندما يجرؤكفنان عربي بدعوتنا إلى فضاء الصورة من داخلها
هذا الفضاء الذي كان حكراً على التنظير الغربي والشرقي ولم يكن فيه أبداً أي مساهمة عربية.
وجود سعيد تحضر روحه الحلوة وراء كل لقطة في الفيلم.
وطلال ديركي ستلمس حساسيته المرهفة في علاقته بشخصياته .
وجود كوراني ستلمس فيها ثورة صغيرة على الوضع القائم .
اما الفوز طنجور فستحترم قدراته التي تبشر بمخرج متمكن.
هذه الصفات لم تكن يوما موجودة في أفلامنا السورية وخصوصا في الأفلام الأولى.
كان العرض في المعهد لطيفا بالرغم من سوء الشاشة ورداءة الصوت لكن لنعترف أن المبادرة التي وقف وراءها الدكتور إحسان عباس استطاعت إقامة هذا العرض بعيدا عن من كان يجب عليه أن يتبنى هكذا عروض وأقصد المؤسسة العامة للسينما التي كان هناك فيلمان من إنتاجها
فيما يؤكد أن هذه المؤسسة بعيدة عن دورها حتى في الترويج لأفلامها التي مولتها
منصور ديب
الجمل
إضافة تعليق جديد