مداولات البيت الأبيض مع الإسرائيليين بخصوص نشرتفاصيل الغارةعلى سورية

الجمل: عادت من جديد حملة بناء الذرائع ضد سوريا فيما يتعلق بالملف النووي السوري المفترض، وهذه المرة انطلقت التسريبات والإشارات من إسرائيل وليس من الولايات المتحدة.
* تقرير صحيفة هاآرتس الإسرائيلية:
نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الصادرة اليوم تقريراً مطولاً حمل عنوان «إسرائيل والولايات المتحدة تخططان لنشر التفاصيل المتعلقة بغارة أيلول 2007م التي تم شنها على سوريا». التقرير من إعداد الصحفيين الإسرائيليين باراك رافيد وعاموس هاريل، وتتمثل أبرز النقاط التي أوردها في الآتي:
• تجري حالياً الترتيبات بين الإسرائيليين والأمريكيين من أجل التنسيق حول نشر تفاصيل الغارة الجوية الإسرائيلية التي شنت ضد سوريا في أيلول 2007م.
• تعارض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نشر أي تفاصيل تتعلق بالغارة الجوية.
• يرى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والبيت الأبيض الأمريكي بأنه أصبح من الممكن القيام الآن بكشف التفاصيل لأن فرصة قيام سوريا بعملية الانتقام أصبحت أقل.
• تفاصيل الغارة الإسرائيلية ضد سوريا سيتم كشفها بواسطة بعض كبار مسؤولي إدارة بوش أمام الكونغرس.
• ناقش يورام توريوفيتز وشالوم تورجيمان المستشاران بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مسألة الكشف عن التفاصيل خلال الأسبوع الماضي في واشنطن مع بعض كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية، وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي. وخلال اللقاءات اتفق الجانبان على تحديد التفاصيل التي يمكن كشفها والتفاصيل التي لا يمكن كشفها حالياً بسبب تأثيراتها السلبية المحتملة.
• زودت إسرائيل أمريكا بالمعلومات الاستخبارية حول المنشأة التي تم استهدافها وقد أقر الطرفان –في وقت سابق- على عدم القيام بكشف أي تفاصيل إلا بعد التنسيق والاتفاق المسبق.
• يرى الأمريكيون والإسرائيليون أن نشر التفاصيل في هذا الوقت سيؤدي إلى:
* تقوية الردع الإسرائيلي.
* دفع سوريا إلى إخماد روابطها الوثيقة مع إيران وكوريا الشمالية.
• تقول التخمينات الأمريكية بأن كشف تفاصيل الغارة سيؤدي إلى تعزيز وتقوية موقف أمريكا في المفاوضات مع كوريا الشمالية المتعلقة بتفكيك أسلحتها النووية.
• المؤسسة الدفاعية والعسكرية الإسرائيلية تعارض نشر تفاصيل الغارة بقوة، على أساس اعتبارات أن القيام بكشف تفاصيل حول الغارة سيترتب عليه رفع الحظر المفروض داخل إسرائيل بخصوص هذه التفاصيل.
• اقترح كبار المسؤولين في المؤسسة الدفاعية والعسكرية والجيش الإسرائيلي بأن على إسرائيل إقناع الأمريكيين بأن يتم تقديم التقرير للكونغرس الأمريكي بحيث يتم ذلك في جلسة مغلقة حصراً.
• أكد بعض المحللين الاستخباريين الإسرائيليين متمسكين بأن الكشف عن أي تفاصيل حول الغارة سيلعب دوراً في تصعيد الموقف الحالي المتوتر بالأساس بين سوريا وإسرائيل، والذي تفاقم جزئياً بسبب خطط حزب الله الهادفة للانتقام من الإسرائيليين بسبب اغتيال قائده العسكري عماد مغنية.
• أكد مسؤول استخباري إسرائيلي بأن كشف أي تفاصيل حول الغارة قد يترتب عليه وضع المزيد من الضغوط على دمشق لكي تقوم بالرد على الإسرائيليين.
• التفاصيل المتوقع نشرها دارت حولها الشكوك والخلافات بين مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومكتب وزير الدفاع.
• ترى بعض الدوائر السياسية الإسرائيلية بأن نشر التفاصيل سيؤدي إلى تقوية صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت العامة. وقد افترضت تخمينات بعض الساسة الإسرائيليين بأن أولمرت قد يقوم برفع الحظر المفروض على التفاصيل في وقت قريب لموعد الاحتفال بالذكرى الستين لقيام إسرائيل المحدد له شهر حزيران القادم.
• أكدت بعض المصادر السياسية الإسرائيلية بأن كشف الأمريكيين للتفاصيل سوف لن يؤدي إلى تغيير الإسرائيليين لسياسة الحظر والرقابة، وبالتالي قال إيهود أولمرت سوف لن يتطرق لموضوع التفاصيل خلال الاحتفالات والمقابلات.
* لماذا قرر الأمريكيون نشر التفاصيل؟
تقول التسريبات الأمريكية الواردة من واشنطن بأن لجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب الأمريكي ستعقد جلسة خاصة خلال الأسابيع القادمة للاستماع لتقرير تفاصيل الغارة الجوية الإسرائيلية ضد سوريا.
وتقول المعلومات أيضاً بأن أعضاء الكونغرس الأمريكي قد سبق وأدرجوا في عريضة سابقة بنداً يقول بأن ميزانية وكالات المخابرات الأمريكية سوف لن يتم منحها قدراً كبيراً من مخصصاتها إلا إذا قامت بالكشف عن كامل التفاصيل المتعلقة بالغارة وعن التعاون النووي بين بيونغ يانغ ودمشق.
هذا القرار قاد المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين إلى التفاهم حول قيام الأمريكيين بكشف تفاصيل الغارة خلال جلسة استماع لجنة مخابرات مجلس النواب.
* ماذا وراء جلسة لجنة مخابرات مجلس النواب الأمريكي؟
تشير المعلومات بأن المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قد تقرر لها الاستئناف مرة أخرى غداً في سنغافورة، ويتمثل أحد الشروط الأمريكية المقدمة لكوريا الشمالية بأن رفع العقوبات المفروضة ضدها يتوقف على قيامها بكشف تعاملاتها النووية مع البلدان الأخرى. وبالمقابل ما زالت كوريا الشمالية تصر على عدم وجود أي تعاملات أو تعاون نووي مع أي بلد آخر. وأشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن مصادر إعلامية كورية جنوبية أفادت بأن بيونغ يانع قد وافقت على تزويد الأمريكيين بالمعلومات المتعلقة بتعاونها النووي مع سوريا ولكن بشرط ألا تقوم واشنطن بإعلان ذلك. كما أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قدمت لبيونغ يانغ قائمة بأسماء المهندسين الكوريين الشماليين الذين تشتبه أمريكا بأنهم قد شاركوا في بناء المنشأة التي استهدفتها الغارة الإسرائيلية ضد سوريا.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة