محللون يحذرون من فتنة لبنانية

19-05-2008

محللون يحذرون من فتنة لبنانية

الفتنة المذهبية.. المحتملة، هي المسألة التي تحدثت عنها العديد من الصحف الأجنبية، منها مَن تناولها في إطار تحقيقات نقلت عن مواطنين «غاضبين» تصريحات تعتبر، هي نفسها «مثيرةً للنعرات»، كما قال محللون، ومنها مَن تطرّق إليها في إطار التحذير من اندلاعها.
أما الكاتب السياسي فرانكلين لامب فكشف عن مخطط أعدّته إسرائيل لضرب لبنان، تزامناً مع الأحداث الأخيرة، قبل أن تتراجع عنه، بعدما خشيت من أن يردّ الحزب، الذي علم بالمخطط، «بقصف تل أبيب بـ600 صاروخ كل 24 ساعة»، دفاعاً عن بيروت.
وتحت عنوان «مخاطر التطرف السني»، أعدّت صحيفة «لوموند» الفرنسية تحقيقاً استهلته بالقول أن «الاتفاق الذي وضع حداً للاشتباكات بين الموالاة والمعارضة في لبنان، لا يكفي، برأي العديد من المسؤولين، لتهدئة الأحقاد»، التي يُخشى أن تولّد «التطرف»، ناقلةً عن مسؤول في قوى الموالاة قوله أن «الهمّ الأبرز لقادة المجتمع السني، هو ثني كل من فقد عزيزاً» عن الانتقام.
وبدورها، حذّرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية من «اندلاع أزمة مذهبية في لبنان»، ناقلةً عن الباحث في منظمة «هيومن رايتس واتش» نديم حوري قوله أن ما يتم الحديث عنه هو «إشاعات تنتشر كالنار في الهشيم، تنمّي الكراهية الاجتماعية، وستثير أعمال الثأر»، داعياً الدولة اللبنانية إلى معالجتها، وهي دعوة أيّدها مدير مركز الشرق الأوسط في معهد «كارنيغي» بول سالم مشدداً على ضرورة التحرك «السريع والجدي».
أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فأجرت تحقيقاً حمل عنوان «حزب الله انبثق كقوة متصدّرة في لبنان». ونقلت عن المحللة في مركز بيروت للدراسات والمعلومات أمل غريب أن «حزب الله كان قادراً على ترجمة نصره العسكري الصغير بإنجاز سياسي كبير، فهو نجح في كسر الأزمة محققاً الأهداف التي تريدها المعارضة»، فيما نقلت عن سالم قوله أن «الحزب أوضح للجميع أن لديه جيشاً لن يسمح لأي حكومة بالمساس به».
أما مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، فنقل عن المحلل المقيم في لبنان مايكل يونغ، قوله أن تحركات الحزب الأخيرة «أدّت إلى إطالة أزمة تعكس الحرب الباردة في المنطقة» بين إيران وسوريا وحزب الله وحماس من جهة، والولايات المتحدة والسعودية ومصر والأردن واللبنانيين من جهة أخرى، محذّراً من «تنامي الاستقطاب المذهبي».
من جهتها، نقلت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عن دبلوماسي عربي تحذيره من أنه «في حال تباعد الزمن بين انتخاب الرئيس في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة، وإقرار نظام انتخابي جديد، يُخشى الوقوع مجددا في أزمة سياسية مسدودة».
من جهته، كتب فرانكلين لامب، في موقع «كاونتر بانش» عن التحذيرات التي أطلقها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين من أن «حزب الله أثبت بأنه القوة الأقوى في لبنان»، وبأنه «لا يزال يمثل تهديداً مهماً لإسرائيل». وقال لامب أن ما لم يشر إليه يدلين هو أنه «تلقي (اسرائيل) معلومات عبر قنوات فرنسية وأميركية بأن لدى الحزب القدرة على إطلاق 600 صاروخ تطال تل أبيب، في 24 ساعة، وعلى مدى يومين».
ولمَ سيطلق حزب الله كل تلك الصواريخ على تل أبيب؟ أجاب لامب: «رداً على الهجوم الذي كان مخططاً له لضرب العاصمة اللبنانية في 11 أيار»، فـ«وفقاً لمصادر في لجنة الاستخبارات، أعطت إدارة جورج بوش الضوء الأخضر للتظاهرة الإسرائيلية التضامنية مع المليشيات الموالية للإدارة الأميركية»، لكنها «تراجعت عنها في ما بعد، وكذلك فعلت إسرائيل».
وقال لامب أن إسرائيل «لم تكن ستمضي بفكرة إدارة بوش الأساسية، والتي كانت تنص على أن يشارك بوش في احتفالات قيام الدولة العبرية، في 15 أيار، أي بعد أيام من هجوم تشنه إسرائيل لضرب حزب الله في الصميم».
وأشار إلى أن المخطط كان يشمل «غارات جوية إسرائيلية على الجنوب، وبيروت الغربية، دعماً للقوى التي كانت متأكدة من أنها ستصمد في وجه حزب الله لثمان وأربعين ساعة»، لكن ما «أزعج» إسرائيل، وربما جعلها تتراجع عن مخططها، هو تلقيها تقريراً ينص على أن «حزب الله غزا اتصالاتها الاستخباراتية الآمنة»، وعلم بالمخطط، وبأن «لديه القدرة على ضرب تل أبيب»، في حال ضُربت بيروت.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...