مؤشرات الدول الفاشلة حسب التصنيف الأمريكي الجديد

02-11-2006

مؤشرات الدول الفاشلة حسب التصنيف الأمريكي الجديد

الجمل:   في عام 2005 أقرت الدول الثرية في العالم، تنفيذ برنامج يهدف إلى مساعدة دول العالم المغلوبة على أمرها والتي تعاني وتواجه المزيد من المصاعب والمشكلات.
كان هذا الأمر عادياً آنذاك، وقد قرأ العالم أخباره مثل كل الأخبار المشابهة التي كانت تتعلق بعملية تقديم الدعم للدول الفقيرة والمتخلفة.
لاحقاً، برز الأمر بشكل أكثر غرابة وإثارة للجدل، والشكوك، فقد تضمنت النصوص استخداماً لمصطلح جديد هو مصطلح (الدول الفاشلة)، وبحسب التعريف، فإن الدول الفاشلة هي الدول غير القادرة والعاجزة عن القيام بالسيطرة على منطقة السيادة الخاصة بها.
وقد تم وضع معايير لقياس الدول على النحو الذي يصنف كل دول العالم ضمن ترتيب متسلسل تأتي في بدايته (الدول الناجحة)، وفي وسطه الدول التي إما أن تتقدم فتصبح ناجحة، أو تهبط وتصبح فاشلة.. أما الدول التي في نهاية هذا الترتيب فهي الدول الفاشلة.
قام أحد مراكز الدراسات الأمريكية بتصميم معيار لقياس مدى فشل الدول، ويتضمن المقياس المؤشرات الآتية:
- المؤشر الاقتصادي: ويقيس أداء الاقتصاد على أساس الدخل الوطني الإجمالي ونصيب الفرد، والتضخم والبطالة، والتوظيف، والاستثمار والخدمات، وايضاً الديون، وقدرة الدول على سدادها.
- المؤشر السياسي: ويقيس أداء النظام السياسي على أساس المشاركة الديمقراطية، والحريات المدنية وحقوق الإنسان.
- مؤشر الاستقرار: ويقيس درجة القبول الشعبي والمعارضة السياسية للنظام، والنزاعات والتوترات المجتمعية والسياسية الداخلية.
- مؤشر الشفافية: ويقيس مستوى الفساد، ومدى حرية تداول المعلومات والإفصاح عن البيانات داخل الدولة.
- مؤشر الأمن والسلام: ويقيس مدى جودة علاقة الدولة مع دول العالم الخارجي الأخرى، على أساس ما يعرف بدعم ورعاية الإرهاب، وغير ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعيار يتضمن العديد من المعايير الأخرى.
تحاول الإدارة الأمريكية اعتماد هذا المعيار بشكل نهائي بواسطة الأمم المتحدة، وإلزام مجلس الأمن بقبوله كأساس لتصنيف الدول، وأيضاً اتخاذ موقف قوي للضغط على الدول التي يصنفها المعيار باعتبارها دولاً فاشلة، وذلك بحيث تجد الدول الفاشلة نفسها أمام خيارين، إما (انتهاج السياسيات) التي تحولها إلى دول ناجحة، أو تواجه خطر الضغوط الدولية بواسطة الأمم المتحدة –بما في ذلك تدخل مجلس الأمن الدولي- لإرغامها على التحول إلى دول ناجحة.
يقول الخبراء والمحللون بأن المقياس بشكله الحالي سوف يؤدي إلى جعل الأمر برمته ألعوبة في يد الإدارة الأمريكية والتي بكل تأكيد سوف تستخدمه (مصيدة) للدول التي تعارض أمريكا، وعلى سبيل المثال  فإن الدول التي تعاني من النزاعات، فإن نزاعاتها بشكل أساسي قد نشأت بفعل تدخل الإدارة الأمريكية، والدول التي تعاني من الديون، فإن سبب مصائب ديونها هو الاتفاقيات الاقتصادية غير المتوازنة والجائرة التي قامت أمريكا بالضغط على حكوماتها للتوقيع عليها مستغلة ظروف الحاجة والأزمات.. وحالياً فإن الدول الفاشلة وفقاً  لهذا المقياس هي: إيران، كوريا الشمالية، سوريا، السودان، كوبا، وزمبابوي، أما إسرائيل التي تواجه النزاعات الداخلية وسوء علاقاتها مع جيرانها، وتعتمد على المعونات الخارجية، فيصنفها المقياس ضمن الدول الأكثر نجاحاً في العالم.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصادر: آسيا تايمز وفورن بوليسي ومركز الدراسات السياسية


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...