ليونة أمريكية تجاه حماس وإيران
قدمت الولايات المتحدة تنازلين كبيرين خلال يومين في الامم المتحدة لحلحلة ملفي ايران وحركة المقاومة الاسلامية، بالرغم من دعوتها لاعتماد موقف متشدد حيال الجمهورية الاسلامية وحكومة حماس.
واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاربعاء انه ازاء معارضة روسيا والصين فرض عقوبات على ايران، قررت الادارة الاميركية اعطاء مهلة "بضعة اسابيع" قبل معاودة ضغوطها من اجل اصدار قرار ملزم عن مجلس الامن.
واوضحت رايس ان الهدف من هذا القرار هو اعطاء الاوروبيين مهلة من الوقت لاقناع طهران بالتخلي عن نشاطاتها النووية موضع الجدل.
ويبدو هذا القرار بمثابة تنازل لروسيا والصين المعارضتين بشدة لمسودة قرار اوروبي مدعوم من الولايات المتحدة يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، ما يفسح المجال لفرض عقوبات على ايران وصولا في اخر المطاف الى اللجوء الى القوة ضدها.
واجتمع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا لاكثر من ثلاث ساعات مساء الاثنين بدون التوصل الى اتفاق على مشروع القرار.
وتحدث وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بعد الاجتماع عن عرض حوافز على ايران، ذاكرا احتمال تقديم ضمانات امنية لها.
واوضح انه في حال تعاونت ايران فان "الاسرة الدولية مستعدة لتقديم "اقتراحات واعدة اولا في مجال الطاقة النووية المدنية ثم في المجال التجاري وربما في المجال الامني".
وستتواصل المشاورات الدبلوماسية في اوروبا.
ومن المقرر ان يبحث وزراء خارجية الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا) الاثنين المقبل في بروكسل اقتراحات خبرائهم بشأن عرض جديد يمكن تقديمه لايران لقاء تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم.
ومن المقرر بحسب مصادر دبلوماسية في فيينا ان تلتقي الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وبريطانيا) والولايات المتحدة والصين وروسيا مجددا في 19 ايار/مايو في لندن لبحث هذه الاقتراحات.
كذلك قدمت الولايات المتحدة تنازلا بشأن المساعدة الدولية للفلسطينيين التي علقت عند تشكيل حكومة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بين المنظمات الارهابية.
وعقدت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) اجتماعا الثلاثاء في نيويورك كلفت خلاله الاتحاد الاوروبي وضع "آلية مؤقتة" لتقديم مساعدات مباشرة الى الفلسطينيين.
وكانت واشنطن تلقت ببرودة حتى الان مختلف الاقتراحات الاوروبية الرامية الى تسديد رواتب الموظفين الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 160 الفا بين شرطيين وعناصر جمارك واساتذة واطباء، بشكل يضمن حسن عمل الاجهزة العامة.
لكن ازاء تفاقم مخاطر الفوضى في الاراضي الفلسطينية، افاد مصدر دبلوماسي قريب من المفاوضات ان الاميركيين وافقوا على التراجع قليلا في موقفهم المتشدد.
ونفت رايس الاربعاء ردا على اسئلة شبكة فوكس التلفزيونية ان تكون الولايات المتحدة لينت موقفها.
وقالت "لم يتغير شيء"، مذكرة بان المجتمع الدولي ما زال يطالب حماس بالتخلي عن العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والالتزام بالاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية.
لكنها اضافت "اننا قلقون على الشعب الفلسطيني وعلى مستواه المعيشي، لذلك وافقنا على التفكير في آلية دولية يمكنها نقل الاموال مباشرة الى الفلسطينيين وليس من خلال حكومة حماس".
ورحبت حكومة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاربعاء باقتراح ايجاد آلية لاستئناف المساعدات للفلسطينيين، فيما اعتبرت اسرائيل هذا الاقتراح "مقبولا".
المصدر: ميدل إيست أونلاين
إضافة تعليق جديد