لافروف: التحالف الغربي لم يحقق أي فعالية والجيش السوري القوة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن جميع الخطوات التي تقوم بها بلاده بناء على طلب القيادة السورية بتقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب تتم علنا في ظل ثبات الموقف الروسي الداعي إلى ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف التي تعتزم محاربة الإرهاب الدولي.
وشدد لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لاوس في موسكو اليوم على أن الجيش السوري هو القوة الوحيدة القادرة على محاربة الارهاب على الأرض “بفعالية”.
وقال لافروف “إن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع “الجيش الحر” في سورية إن وجد هذا التنظيم فعلا على الارض لكن يبدو أنه تنظيم وهمي” موضحا أنه “طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تقديم أي معلومات حول مواقعه وقاداته غير أنه لم يقل لنا أحد حتى الآن أين يعمل وأين وكيف تعمل وحدات أخرى مما تسمى بالمعارضة المعتدلة”.
وأشار لافروف إلى أن التحالف الذي أعلن الأمريكيون عن تشكيله منذ أكثر من عام ضد “داعش” والذي نفذ طلعات وضربات لا تحصى على الأراضي السورية لم يحقق أي فعالية حقيقية على الأرض لافتا إلى أن القيادات الأمريكية نفسها تقيم نتائج هذه الضربات “بالمتواضعة” فضلا عن الإخفاقات فيما يتعلق بتدريب ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية.
ووصف لافروف ادعاءات الأمريكيين بأن الجيش السوري لا يحارب “داعش” بالبعيدة عن المنطق وأن “منعه من دخول المواقع التي تطالها ضربات “التحالف الدولي” يعني أن تنظيمات إرهابية جديدة ستحتلها” موضحا أن روسيا مستعدة للتعاون مع الجميع وتريد إقامة اتصالات مع كل الأطراف الدولية الحريصة على الالتزام بمحاربة الإرهاب الدولي لتحقيق “إنجازات ملموسة”.
وأكد لافروف أن “محاولات إسقاط النظام السوري تمثل خرقا وانتهاكا لقرار مجلس الأمن الذي أقر بيان جنيف الصادر في حزيران عام 2012 وينص على التسوية السلمية للأزمة السورية” مبينا “أن تصريحات بعض العواصم الغربية بأن استمرار الأمر كما هو في سورية سيقتضي تدخلا عسكريا يعد انتهاكا للقانون الدولي”.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تعلن عن خطواتها في مواجهة “داعش” بسورية عبر مؤتمرات صحفية يومية لممثل وزارة الدفاع الروسية لإيضاح المواقع والأهداف العسكرية التابعة لـ “داعش” التي تم قصفها موضحا أنه لم يسمع عن أي نية من قبل الولايات المتحدة أو غيرها لمواجهة روسيا في سورية.
ولفت لافروف إلى إجراء اتصالات مستمرة مع الطرف الأمريكي حول هذه القضية على مستوى الرؤساء إضافة إلى مشاورات خاصة على مستوى وزارتي الدفاع للحيلولة دون نشوب أي نزاع مسلح بين القوات الروسية والأمريكية مبينا أن الجانب الروسي عرض تعاونا جوهريا في محاربة الإرهاب وضرورة توثيق الاتصالات المباشرة بين العسكريين الروس والأمريكيين في أقرب وقت ممكن وأن الأمريكيين وعدوا بالرد على المقترح الروسي في الأيام القادمة.
وبخصوص ادعاءات وسائل الإعلام الغربية باستهداف الطائرات الروسية للمدنيين أوضح لافروف أن بلاده تواجه الحملات الإعلامية الموجهة ضدها بتقديم الحقائق والوقائع المصورة وغيرها من الأدلة للمواقع التي تقصفها الطائرات الروسية والتي تتعلق بالبنية التحتية للتنظيمات الإرهابية كما أنها تعول على نزاهة ومصداقية الأصدقاء والشركاء محذرا من “التلفيق” الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام كما فعلت وكالات إعلام دولية مرموقة سابقا بتقديمها صورا على أنها لأحداث جرت في سورية وتبين فيما بعد أنها من العراق أو من أوكرانيا أو من الشرق الأوسط .
وفيما يتعلق بترحيب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمساعدة روسيا في مكافحة الإرهاب بالعراق أوضح لافروف أنه سمع تصريحات رئيس الوزراء العراقي بعد أن أظهرت الأيام الأولى الفعالية العالية للضربات الجوية الروسية في سورية مشيرا إلى أن روسيا لم تتلق أي طلب رسمي في العراق بذلك.
وحول الأزمة الأوكرانية دعا لافروف إلى تطبيق اتفاقية مينسك وتحديد موعد الانتخابات المحلية في دونباس للمساعدة في تنفيذ عدة بنود من اتفاقية مينسك بما فيها إصلاح الدستور الأوكراني والعفو العام.
- وفي رسالة وجهها اليوم إلى مؤتمر الدين الإسلامي ضد التطرف المنعقد في طاجكستان أكد لافروف أن تنظيم داعش الإرهابي هو العدو المشترك لكل الدول والشعوب ويهدف إلى تشويه صورة الإسلام وتدميره من الداخل داعيا إلى تبني نهج شامل لمواجهة الإرهاب.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله إن موضوع مواجهة التطرف والإرهاب هو في مركز اهتمام القيادة الروسية وان الرئيس فلاديمير بوتين تحدث عن ذلك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وطرح عدة اقتراحات محددة بهذا الشأن.
وأعرب الوزير الروسي عن قناعته بأن خطر التطرف يشمل جوانب متعددة وبالتالي يجب أن يكون الرد عليه شاملاً مؤكدا بهذا الصدد أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف في المجال الفكري وفضح محاولات التلاعب في وعي المؤمنين على حساب تحريف قيم العدالة والخير التقليدية للإسلام وغيره من الأديان العالمية.
وشدد لافروف على أن تنظيم داعش الإرهابي يتحمل المسؤولية عن الكثير من الجرائم البشعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
- بدوره أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الهدف من الضربات الجوية الروسية ضد مواقع الإرهابيين في سورية هو دعم الجيش السوري في مكافحته للتنظيمات الإرهابية.
وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين اليوم “إن الهدف من العملية كما تحدث عنه مدير الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف هو تقديم الدعم للقوات المسلحة السورية في مكافحتها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وكذلك القوى المسلحة الموجودة على الأراضي السورية وبناء على ذلك فإن أهداف الطائرات الروسية هي الجماعات الإرهابية والمتطرفة في سورية”.
وحول الأنباء عن دخول طائرة روسية في المجال الجوي التركي أعلن بيسكوف أن السلطات الروسية ستقوم بالتحقق من صحة هذه المعلومات وقال “تم استدعاء سفيرنا في انقرة من قبل وزارة الخارجية التركية حيث سلمته مذكرة تنص على بعض الوقائع التي يجب التأكد من صحتها”.
ونفى بيسكوف إمكانية تأثير مثل هذا الحادث على العلاقات الروسية التركية وقال “إن العلاقات الثنائية مع تركيا لها تركيب معقد جدا كما أن لها قاعدة صلبة نوعا ما من حيث مبدأ المنفعة المتبادلة فيها”.
وكانت وزارة خارجية النظام التركي زعمت أن طائرة روسية دخلت مجالها الجوي وأعلنت أنها “احتجت لدى موسكو وطلبت ألا تتكرر هذه الانتهاكات”.
وأعلن بيسكوف أنه لا يملك معلومات حول طلب الحكومة العراقية من روسيا تقديم مساعدة عسكرية لها في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال في تصريحات صحفية إن بغداد سترحب بأي عملية جوية روسية في العراق.
- كما اعتبر الأميرال فلاديمير كومويدوف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أن الضربات الجوية الروسية على البنى التحتية لتنظيم “داعش” الإرهابي “ينبغي أن تطبق ليس فقط في سورية بل وفي العراق أيضا”.
وبين كومويدوف في تصريح للصحفيين في موسكو أنه من أجل التدمير الكامل والسريع لقواعد الإرهابيين الدوليين يجب أن توجه الضربات الجوية ضد الإرهابيين في العراق موضحا أن مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي موزعة بين سورية والعراق ولا بد من تركيز الضربات الجوية على جبهتين.
كما أكد كومويدوف أن فترة بقاء القوات الفضائية الجوية الروسية في سورية تتعلق من الناحية العسكرية الصرفة قبل كل شيء بالقضاء الكامل على الإرهاب الدولي بما في ذلك على تنظيم “داعش”.
وكالات
إضافة تعليق جديد