في يوم المسرح العالمي
اليوم وبعد أكثر من خمسة وثلاثين عاماً من ركوبي هذا الدرب المسمى بالمسرح أجد نفسي كغيري من المسرحيين أمام أسئلة تطرح ومسافات يجب ان تقطع، وسأكتفي بسرد بعض منها:
-ما الذي يعنيه لنا يوم المسرح العالمي؟ هذا سؤال يقودني الى قياس المسافة التي قطعها المسرح العالمي بدءاً من كلاسيكياته وحتى آخر اتجاهات ما بعد التجريب، لا شك ان مسافة طويلة تتمثل في كم هائل من الانجازات والتجارب المتميزة، وبالتالي يدعونا هذا الى قياس المسافة التي تفصلنا عن المنجز العالمي، ونحن لا زلنا ندور حول أسئلة قديمة سبق ان طرحت في ثمانينيات القرن الماضي: أين تكمن أزمة المسرح؟ في النص أم الاخراج أم الانتاج أم في الانزياح نحو التلفزيون بدواعٍ مادية؟
ما زالت مواسمنا المسرحية الرسمية ضعيفة ومتعثرة وتكاد تكون معدومة في المحافظات، وتكاد لا تعثر في موسم العاصمة الا على عرض أو عرضين أو ثلاثة في مستوى متوسط أو يزيد قليلاً فنياً.
ولكن في المقابل ثمة عروض شابة جيدة في العاصمة أو ترد من بعض المحافظات، شاهدت بعضها، لا تلقى الدعم، ولا تتوفر لها فرص التقديم المنتظم.
انها باختصار دم جديد في المسرح السوري، بحاجة الى الدعم المادي والمعنوي، والى ان تدرج في الموسم المسرحي رسمياً او ينظم لها موسم خاص مواز لموسم القومي.
- وجرياً وراء اطروحات العصر يطل في ندواتنا هذا السؤال حول المسرح والعولمة وكيف نحمي هويتنا الثقافية، وهنا أحاول ان أقيس المسافة التي قطعناها في المساهمة الثقافية الانساينة، اذ نحن أمام تجربة حضارية كونية اجتماعية ثقافية جديدة بسلبياتها وايجابياتها، سمها عولمة أو سمها ما شئت، تقرع أبوابنا وتعبر عتبات بيوتنا، ولا يكون الحفاظ على وجودنا الثقافي وهويتنا وخصوصيتنا بالانغلاق على الذات او الرفض الساذج، أو التنظير والتمترس وراء الشعارات او النتاج الثقافي المسرحي الرديء، فهذا باختصار هو اعلان عن عجزنا عن الابداع والتنافس والعرض في السوق الثقافية العالمية.
-هل يمكن ان تحل أزمة المسرح باحداث الهيئة العامة للمسرح؟ هذا سؤال تفصلنا تحقيق الهدف منه طبيعة التفكير وآليات العمل، فإذا كنا في الهيئة المرتقبة سنحمل التفكير نفسه في ادارة المشروع والآليات نفسها فليس ثمة أمر جوهري قد تبدل، نحن بحاجة في الهيئة المرتقبة الى الخروج من الشكل الوظيفي البليد في انتاج العرض المسرحي الى دعم الابدع المسرحي الحقيقي وذلك بـ:
1- تبني المشروعات المسرحية الحقيقية والقائمة على قاعدة فكرية وفنية متطورة، سواء قدمت هذه المشروعات من داخل المؤسسة ام خارجها.
2- تخليص المؤسسة من الهدر في الأموال الطائلة التي تذهب الى اعمال فاشلة يتم تمريرها بحكم الجهل أو العلاقات الخاصة، او أسماء مسجلة على قائمة المسرح ثم تأنف من الاشتراك في أي عمل مسرحي.
3- الاهتمام بالنص المسرحي السوري ودعمه واعطائه أفضلية في النشر الطباعي والعرض المسرحي.
-يبادرني هذا السؤال: لمن يكتب المؤلف المسرحي؟ فبعد طغيان «مسرح المخرج» لم تعد هنالك سوق رائجة لنص المؤلف، فالمخرج هو الذي يمارس فعل الكتابة المسرحية وربما اعمال أخرى كالسينوغرافيا أيضاً، وهكذا نحن نسير حثيثاً نحو انقراض التأليف والمؤلف المسرحي، واذا حدث ان تناول المخرج نصاً لكاتب ما، فإنه يقوم بتشويهه وتمزيقه بدعوى الخروج من سيطرة النص، لقد أعطينا المخرج في الفترة الأخيرة فرصاً لا حدود لها للانفراد بالعملية المسرحية بكاملها، فماذا كانت النتيجة؟ هل نهض المسرح السوري من عثراته أم تفاقمت أزمته وازداد تراجعاً؟. عبد الفتاح قلعه جي
الفنان تيسير ادريس: لأنني ممثل وليس المطلوب مني ان أكون منظراً في المسرح فهذا يقع على عاتق الكتّاب والنقاد ولكنني أستطيع أن أحس ان المسرح في جوهره تغييري وانه هذا المعبد...الطهر...الذي يجعلنا نحن أبناء المسرح الشرعيين ننفض الغبار عن روحنا...وأجسادنا..وعقلنا..ويخلصنا من ذنوب الاستهلاك التلفزيوني المقيت.
د.عجاج سليم: يحتفل المسرحيون اليوم وفي جميع أنحاء العالم بعيد المسرح العالمي الذي يشكل مناسبة لاسترجاع ما تم تحقيقه والتطلع الى ما هو آت من مشاريع مسرحية وباعتبار ان مديرية المسارح والموسيقا على أعتاب عدد من الفعاليات الهامة كمهرجان الشباب المسرحي ارتأينا ان نلتقي مدير المسارح د.عجاج سليم ليطلعنا على آخر أخبار مديرية المسارح وما هي بصدد انجازه لهذا العام.
< كمخرج مسرحي ومدير للمسارح:
ماذا يعني لك يوم المسرح العالمي..؟
<< وجود عيد عالمي للمسرح يعني أهمية هذا الفن واحترام الجميع له وهو فن يستحق التقدير والتكريم لانه فن انساني للجميع ومن الجميع...وأرجو ان يكون العيد مناسبة لمراجعة الذات وجرد حساب يقوم به كل مسرحي والسؤال: ماذا قدم للمسرح..
< وانطلاقاً من تلك المكانة التي يحتلها المسرح كيف ترى واقع المسرح السوري..؟
<< تراثنا المسرحي السوري تراث عريق تدل عليه الآثار التي ما زالت شاهدة على ذلك وهذا يعني ان هذه المنطقة تعرف هذا الفن منذ سنوات طويلة وبالتالي هو ليس فناً مستحدثاً في بلدنا لذلك فإن المسرح السوري يتكىء على أرضية صلبة رغم وجود العديد من الملاحظات عليه وهي ملاحظات موجودة في أي مجال آخر وعلى أرض الواقع هناك عروض تنتج سنوياً بسويات متفاوتة وهذا أمر طبيعي فمن يعمل يخطىء ويصيب ولكن بالعموم هناك مستوى تحافظ عليه العروض ومقارنة مع وضع المسرح في بقية الأقطار العربية فوضعه جيد وهناك دائماً عروض تمثل المسرح السوري متواجدة في المهرجانات وغالباً ما تحقق حضوراً متميزاً على صعيد الاخراج أو التمثيل وهذا يعني اننا في المسرح السوري نملك طاقات نعتز بها وهي لا تحتاج الا للدعم.
< يردد العديد من المسرحيين ان هذا الزمن ليس زمن المسرح وهذا ما أكد عليه الراحل محمد الماغوط في تصريحاته الأخيرة، ألا يزعجك مثل هذا الكلام وهل تعتقد ان هذا الزمن بالفعل ليس زمن المسرح..؟
<< كمسرحي يزعجني هذا الكلام كثيراً وأؤمن ايماناً عميقاً ان المسرح وطالما انه بدأ مع بداية الحياة فهو لن يموت إلا بزوال الحياة والانسان، فالانسان عندما عبر لم يعبر باللغة وانما بالحركة والاشارة فكانت لغة الايماء -المسرح- وتطورت هذه اللغة شيئاً فشيئاً الى ان وصلت لشكل بداية تاريخ المسرح..
والحديث عن موت المسرح ليس جديداً فحينما ظهرت السينما انتظر البعض موته وحينما ظهر التلفزيون انتظر البعض الآخر موته وعندما ظهر الانترنت وتطور كان الامر كذلك، وهكذا ومع هذا فالمسرح ما زال فناً يعيش بيننا لأن المسرح لن يموت فهو ظاهرة اجتماعية وجمعية، والانسان كائن اجتماعي وهذا ما يميزه عن بقية المخلوقات وهو بهذه الصفة يسعى دوماً للتواصل والبقاء من هنا نراه يرتاد المسارح رغم كل وسائل التسلية المتوفرة في البيوت وبالتالي كونه مخلوقاً اجتماعياً فهذا ينسجم مع هذا الفن الذي هو المسرح ، أنا أشعر ان هذا الزمن هو أكثر الأزمنة ملاءمة لوجود هذا الفن في ظل وجود فقر في التقنيات السينمائية السورية والعربية وفي ظل الظروف الانتاجية والسياسية والاجتماعية للتلفزيون حيث يصبح المسرح الفسحة الأوسع للتنفس والتحدث بوضوح وبصوت عال.
< كنت مديراً للمسرح القومي لسنوات طويلة فماذا يمكن ان تستفيد من تلك المرحلة ومن تجربتك فيها كمدير للمسارح حالياً..؟
<< بالتأكيد ان المرحلة السابقة كمدير للمسرح القومي قد أمدتني بالخبرة، خاصة على صعيد الادارة الفنية، حيث لا تكفي الشهادة او الموهبة أو حتى الممارسة العملية كمخرج لأن يكون المدير ادارياً جيداً ضمن ادارة لها خصوصيتها لان التعامل الاساسي في الادارة الفنية ليس مع المواطن وانما مع الفنان الذي هو كائن حساس مبدع وبالتالي فإن التعامل معه يحتاج لكثير من الخصوصية والوضوح...ولا بد ان أشير أيضاً الى الفائدة الكبيرة التي استفدتها عندما كنت مديراً للمسرح القومي..من وجود الفنان الكبير أسعد فضة الذي كان مديراً للمسارح وهو صاحب الخبرة في مجال الادارة حيث تعلمت منه الصبر والقدرة على التحمل وامتصاص التوتر عند أي فنان والرؤية المستقبلية للأشياء.
< ولكن برأيك ما هو المطب الذي يقع فيه المبدع عندما يتسلم ادارة ومعلوم ان التجارب اثبتت صعوبة الجمع بين الابداع والادارة..؟
<< ليس كل مبدع ادارياً ناجحاً بالضرورة لان الادارة الفنية بحاجة لمؤهلات خاصة التي قد نجدها عند المخرجين أكثر لان المخرج بالأساس هو قائد مبدع يدير مجموعة من المبدعين حيث يتعامل مع كاتب مبدع ومع ممثل مبدع ومع عناصر فنية أخرى«ديكور، أزياء، موسيقا» وهو كقائد يحتاج لتنظيم مواعيد البروفات وان يكون حازماً في كثير من اللحظات وتوصيل وجهة نظر معينة لفريق العمل هذا من الناحية النظرية..وبالتالي عندما يتسلم مبدع ادارة فنية ويحقق نجاحاً فيها يجب ان يكون متمتعاً بخبرة اكتسبها شيئاً فشيئاً عبر مروره بمراحل متعددة في العمل الاداري الفني وهذا هو المطب الذي وقع فيه بعض المبدعين حيث تسلم عدد منهم مناصب ادارية فنية دون ان يكون لديهم أدنى خبرة في مجال الادارة فأتوا بأحلامهم وتطلعاتهم ورؤاهم ولم يلتفتوا لما هو ممكن على أرض الواقع فالادارة الفنية برأيي كالسياسة فن التعاطي مع المتوفر والممكن اضافة الى قدرة المبدع على فتح أبواب جديدة.
< من المفترض ان يكون لكل مدير برنامجاً معيناً يسعى لتحقيقه فهل لديك مثل هذا البرنامج..ماذا عنه؟ وهل هو قابل للتنفيذ؟
<< بالتأكيد لديّ مشروعي وبالتأكيد ستكون هناك صعوبات على أرض الواقع ولكن مع هذا أنا متفائل بأننا سنخطو خطوات الى الأمام في المديرية في ظل الظروف الصحية التي نعمل بها حالياً خاصة على صعيد الصلاحيات الممنوحة لنامن قبل السيد وزير الثقافة والمهم حالياً هو ألا نكبل أنفسنا بقيود نضعها نحن وبالتالي المطلوب مبادرات ضمن ما هو ممكن..نعمل حالياً على تنفيذ ما يمكن تنفيذه من مشروعي والبداية كانت من خلال محاولة اعادة الهيكلة التنظيمية للمديرية وتوزيع الشعب والادارات للاستفادة من كل الاختصاصات الموجودة وتفعيلها بشكل جيد..اضافة الى تخصيص حيز كبير من المشروع لموضوع التأهيل والتدريب وتنمية الكوادر البشرية في المجال الاداري والفني وخاصة في المحافظات من خلال دورات واعداد برامج لتطوير هذه الكوادر وذلك بالتعاون مع مديرية التخطيط في الوزارة أما على صعيد الموسم السياحي ونتيجة لوجود عجز في الميزانية بسبب النفقات المخصصة لمهرجان دمشق المسرحي 2006سنؤجل عدداً من العروض للموسم القادم 2007-2008 لتكون ضمن فعاليات احتفالية دمشق عاصمة عربية للثقافة في حين قدمت عروض للكبار والصغار وهناك خطة لشهري 10-11 ستعلن خلال أيام قصيرة بالاضافة الى رعاية المديرية حالياً لبعض الحفلات الفنية التي ستقام في مسرح الحمراء وقصر العظم ومحاولة تفعيل فرقة أمية ورفدها بكوادر جديدة عبر لجنة ستشكل لاختيار وجوه جديدة لها من خلال مسابقة ستعلن عنها المديرية قريباً والعمل بالوقت نفسه لتأسيس فرقة خاصة للرقص التعبيري ستضم خريجي المعهدالعالي للفنون المسرحية -قسم الرقص-.
< تم في الفترة الاخيرة الاعلان عن تأسيس فرق للمسرح القومي في بعض المحافظات فما الفائدة التي يمكن ان تقدمها هذه الفرق للمسرح خارج مدينة دمشق؟
<< أنا شخصياً أؤمن ايماناً شديداً بضرورة تفعيل دور المسرح في المحافظات لان العاصمة دمشق غير قادرة وحدها على النهوض بالمسرح السوري خاصة وان هذه المحافظات تضم كوادر بشرية موهوبة ومتحمسة للعمل في مجال المسرح وهي بحاجة لمن يرعاها وينظمها ويدعمها مادياً ومعنوياً..وبالتالي من الضروري أيضاً ان يشعر المسرحيون في المحافظات بانتمائهم الىالأسرة المسرحية السورية وكل ذلك يتحقق عبر انشاء فرق مسرحية رسمية لتوطين فناني هذه المحافظات ومنعهم من النزوح باتجاه العاصمة أو البحث عن مشاريع اخرى بهدف الاستفادة الى أقصى حد من حماستهم التي قد تخبو وتتشتت في حال عدم وجود ما يدعمها، فالفرق المسرحية في هذه المحافظات ستقدم لهم كل الدعم على صعيد تأمين الأمكنة والديكورات والازياء والاكسسوارات والتجهيزات الفنية اضافة الى تقديم أجور ومكافآت لهم على الاعمال التي يقدمونها وتكريم الاعمال الجيدة التي ستنتجها بتقديمها على مسارح العاصمة دمشق..إذاً وجود فرق مسرحية يعني وجود حركة مسرحية مستمرة ويعني عدم حرمان جمهور هذه المحافظات من الاعمال المسرحية ومن ظهور مواهب وطاقات جديدة في كل يوم..ويجب ان أشير هنا أيضاً الى ان وجود فرق مسرح قومي في بعض المحافظات قد ترافق أيضاً مع التوجيه بتأسيس فرق موسيقية وفنون شعبية ومعاهد موسيقية، وهذا يعني في جانب آخر بداية تنظيم المواهب الموسيقية ومساعدتها لشق طريقها، اذاً المشروع الحالي ليس مشروع تأسيس فرق قومية للمشروع، وانما هو مشروع فني طالما طال انتظاره وكل أمنياتنا ان تستمر هذه الخطوات لتحقيق ما يصبو اليه الجميع.
< يتم التحضير حالياً في وزارة الثقافة لاعداد مسودة مشروع الهيئة العامة للمسارح، فما هي النتائج المرجوة من إحداث الهيئة، وكيف يمكن ان تساهم بشكل فعال في تفعيل العمل المسرحي؟.
<< الهيئة ستوفر استقلالية للعمل المسرحي في سورية، وبالتالي ان تتحول المديرية الى هيئة مستقلة يعني الكثير ومن يعرف بالقوانين والأنظمة الخاصة بتنظيم العمل المؤسساتي في سورية يدرك أهمية وجود استقلالية ادارية وفنية ومالية، وكل هذا يعطي المديرية في حال تحولها لهيئة قدرة أكبر على السير نحو تحقيق أهدافها بكل بساطة خاصة وأن الأنظمة التي تعمل على أساسها قديمة وتشبه المؤسسات الأخرى دون مراعاة لخصوصية المديرية كمؤسسة فنية ابداعية في حين أن الهيئة تقوم على هذا الأساس، ونأمل مع نهاية 2007 اصدار قانون الهيئة التي أنجز مسودتها التي ستناقش مع بعض القانونيين والفنانين ليتم بعد ذلك وضع نظام داخلي لها ومناقشتها في مجلس الشعب.
< تستعدون حالياً لاقامة مهرجان الشباب للفنون المسرحية في مدينة الحسكة، فماذا عن التحضيرات الحالية له؟
<< التحضيرات قائمة على قدم وساق وهي تحضيرات جادة سواء على صعيد تشكيل اللجان أم الأنشطة الموازية له، كما تم الاطلاع على واقع المسارح في مدينة الحسكة، وذلك بهدف تأمين احتياجاتها من أجهزة تقنية، أما على صعيد العروض المشاركة في هذا المهرجان، فهناك عروض ستقدم لجمهور الحسكة للمشاهدة والمتعة وهناك عروض ستدخل المسابقة 8 -10 عروض تقريباً ستتنافس خلال المهرجان على مدار 10 أيام، أما الجوائز التي ستمنح فستكون: جائزة أفضل عرض واخراج وتمثيل- نساء- رجال- وسيتم كذلك تكريم عدد من أبناء المدينة المبدعين، أمثال: سلوى سعيد- جان ألكسان- اسكندر عزيز- فؤاد الراشد- سليم حانا- هيام ضويحي.
كلمة يوم المسرح العالمي 2007: وقد اختير لالقاء هذه الكلمة حاكم الشارقة د.سلطان بن محمد القاسمي ومنها نقتطف:
من خلال قراءاتي في المسرح منذ عهد الاغريق حتى يومنا هذا أدركت السحر الكامن في عوالم المسرح في سبر أغوار النفس البشرية ومكنوناتها، وفتح المغاليق التي تحتويها، مما رسخ لديّ قناعة واسعة بأن المسرح بوصفه هذا يشكل عامل توحد انساني يستطيع الانسان من خلاله ان يغلف العالم بالمحبة والسلام، ويفتح آفاق حوارات بين مختلف الأجناس والأعراق والألوان على اختلاف معتقداتهم الايمانية، فكان عاملاً مضافاً لي في تقبل الآخر على ما هو عليه، وأدركت ان الخير يوحد البشر، وان الشر يفرقهم.
فإذا كان ناموس المسرح قائماً على صراع الخير والشر في جوهريهما الا أن طبيعة الانسان السوية في الغالب الأعم ميالة ومنحازة الى جانب الخير.. الحروب التي حاقت بالبشرية منذ قديم العصور بواعثها مكنونات شريرة لا تقدر الجمال..والجمال المتمثل لا يتوافر في فن الفنون بقدر ما هو عليه في المسرح، فهو الوعاء الجامع لكل فنون الجمال، ومن لا يتذوق الجمال لا يدرك قيمة الحياة، والمسرح حياة، فما أحوجنا اليوم الى نبذ كل أنواع الحروب العبثية، والاختلافات العقائدية التي تؤجج من دون وازع من ضمير حي، ومشاهد العنف والقتل العشوائي تكاد تغلف المعمورة بأسرها، مصحوبة بهذه الفوارق الشاسعة بين غنىً فاحش وفقر مدقع، بين أجزاء من العالم المنكوبة بأوبئة لا تتضافر قوى الخير من أجل القضاء عليها كأمراض الايدز وغيرها من الأوبئة المستوطنة، الى مشكلات التصحر والجفاف في ظل انعدام الحوار الحقيقي بعضنا مع بعض من أجل العالم الذي نعيش فيه مكاناً أفضل، يا أهل المسرح، ان عاصفة قد حلت بساحاتنا من شدة ما يثار حولنا من غبار الشك والريبة، حتى كادت تحجب وضوح الرؤية لدينا، وأصواتنا لا تصل آذان كل منا من كثرة الصراخ والفرقة التي تباعد بين الشعوب، وتكاد العاصفة تطوح بنا لتبعدنا عن بعضنا لولا ايماننا الراسخ بدور المسرح القائم على الحوار أصلاً.
إذاً، لا بد لنا من التصدي والتحدي لمن ينفخ في تلك الأبواق لاثارة تلك العواصف، ليس لتحطيم هذه الأبواق، ولكن بالنأي بأنفسنا عن تلك الأجواء الملوثة، وتكريس جهودنا بالتواصل وإقامة علاقات المودة مع المنادين بالتآخي بين الشعوب...نحن كبشر زائلون، ويبقى المسرح ما بقيت الحياة.
- لطالما احتار القائمون على المهرجانات في وزارة الثقافة في تحديد أسماء المكرمين في كل مهرجان وتزداد هذه الحيرة خاصة في يوم المسرح العالمي في 27-3 من كل عام..
عندما نسمع بيوم المسرح العالمي يتبادر إلى أذهاننا كبار الممثلين المسرحيين، من مخرجيه وكتابه، وطبعاً لن نتوقع ان يكون من بين اسماء المكرمين مثلاً، حارس مسرح...او الامين على المسرح أو أقدم موظف في المسرح..؟!
هذا العام، الامر مختلف فقد قررت وزارة الثقافة وكما عودتنا، العودة الى الاصل والجذور واختارت من بين السادة المكرمين شمعة انارت الدرب للعديد من فنانيها الى ان وصلوا الى الشهرة والنجومية ليس كاتباً أو ممثلاً..أو مدرساً في المعهد المسرحي..! بل هو نموذج صادق لحب المسرح وحب العمل...الحاج رضوان النوري، الذي يعد -بحق- مثالاً يحتذى به بعشق الفن وقد بدأ هذا العشق والهوى بينه وبين مسرح القباني منذ الستينيات، قبل ان يكون هذا المسرح تابعاً لوزارة الثقافة، حيث كان قبواً فجاءت مديرية الاشغال وحولته الى مسرح، آنذاك كان الحاج رضوان النوري يشرف على العمال العاملين فيه وكذلك على كل الاعمال من بناء وديكورات، الى ان اكتمل البناء وبعد ذلك استلمته وزارة الثقافة وعيّن الحاج النوري«أبو علي» في المسرح بتاريخ 7-4-1962 كان أول موظف تم تعيينه في القباني، وكعادته بدأ العناية والاهتمام بالمسرح ونظافته من جديد وكأنه منزله حتى أنه بنى غرفة صغيرة بالقرب منه وسكن فيها ليواصل العمل فيه ليلاً نهاراً..
المسرح، بالنسبة له، لم يكن مكاناً للعمل فقط بل كان الحياة بكل ما فيها...حبه الأول والاخير...فقد كان من المتابعين لكل العروض المسرحية من البداية بمسرحية «براكسا جورا» للدكتور رفيق الصبان ضمن نشاطات المسرح القومي وكان آنذاك مديره السيد محمود المصري...ثم مسرحية «الأشباح..ومروحة الليدي وندرمير..والمزيفون»..ومسرحيات أخرى لم تساعده الذاكرة على ذكر اسمائها...بقي ملازماً للمسرح الى ان جاءه المرض فاضطر مجبراً للابتعاد عنه ولكن بقي يعيش مع ذكرياته ومسرحه ويروي أجمل القصص والحكايات التي عاشها كالعاشق المغرم الذي يروي قصة حبه الاول والاخير ولا يستطيع نسيانه أبداً..كان يتكلم عن المسرح بحب وعشق لا مثيل له...كل من يسأله عن المسرح يلاحظ الحب من نبرة صوته ولا يخلو الامر من دمعة هاربة من بين أجفانه، تلك هي بصمة العاشق.
ومن الأدلة الملموسة أيضاً على عشقه للمسرح وجود أولاده في المكان نفسه الذي عشقه«المسرح» علي النوري، ويوسف النوري وكلاهما موظف في مسرح القباني،وبذلك يبقى على علم بأخبار المسرح ونشاطاته من خلالهما ولم يترك لهما ثروة سوى الحب...حب المسرح.
مساء هذا اليوم سنرى تكريم الحاج رضوان النوري، أطال الله في عمره، على خشبة المسرح الذي عشق.
كما في كل عام تقوم مديرية المسارح والموسيقا بتكريم عدد من المسرحيين الذين كانت لهم مساهمات فعالة في مجال المسرح وفي هذا العام تكرم:
عادل أبو شنب: -ولد في دمشق 1931
- مؤلفاته في المسرح كثيرة نذكر منها: مسرح عربي قديم كراكوز 1964، بواكير التأليف المسرحي في سورية، دراسة، 1978، اغتيال ملك الجان، مسرحية، 1981، الفصل الجميل، مسرحية للأطفال 1960.
د. نبيل الحفار: -مواليد دمشق 1945
- عمل رئيساً لتحرير مجلة الحياة المسرحية منذ مطالع السبعينيات وحتى عام 2005 -ترجم للمسرح العديد من الأعمال
- استاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية على مدى أكثر من 20 عاماً..
ياسين بقوش: -عمل في بداياته 6 سنوات مع خبراء يوغسلاف من خلال مسرح العرائس
- عمل في المسرح القومي والمسرح الخاص وقدم أعمالاً عديدة..انضم في السنوات الأخيرة لفرقة دبابيس المسرحية.
صبحي سليمان: شهادة جامعية في العلوم الجيولوجية
- أهم الأعمال التي شارك بها في المسرح: هاملت يستيقظ متأخراً ، المفتاح، كراكوز وعيواظ.
ستيلا خليل: خريجة الاتحاد السوفييتي-معهد المسرح والسينما- خبيرة في تصميم الأزياء والمكياج
- مدرسة مادة المكياج في المعهدالعالي للفنون المسرحية منذ تأسيسه حتى الآن
-أهم الأعمال المسرحية التي شاركت بها: سهرة مع أبو خليل القباني- رحلة حنظلة- سكان الكهف- ثلاث حكايا- جنكيز خان- أوديب- الزير سالم- حكاية بلا نهاية وغيرها .
الحاج رضوان النوري: مواليد 1934
- أقدم موظف في المسرح ، عمل في مسرح القباني منذ ان كان قيد الانشاء عام 1958 .
-تم تعيينه في المسرح في 7/4/1962 وكان مدير المسرح الفنان محمود المصري .
- ذكر منهم على سبيل المثال:
1962 جان كوكتو
1969 بيتر بروك
1971 بابلو نيرودا
1976 يوجين أونيسكو
1987 أنطونيو جالا
1990 كيريل لافروف
1994 فاكلا ف هافيل
1996 الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس
2004 الكاتبة المسرحية المصرية فتحية العسال
2006 هارولد بنتر
هناء أبو أسعد
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد