غضب فلسطيني ضد «برافر» اليوم: تظاهرات تبدأ في النقب وتصل إلى دول العالم
«يوم الغضب» يعم مجدداً في فلسطين المحتلة اليوم السبت، ليمتد من نقبِها جنوباً إلى ناصرتها شمالاً، مروراً بأراضي الـ67 المحتلة. ولكنه لن يكون «يوم غضب» عاديا، فالفلسطينيون مصممون على عدم السماح لسلطات الاحتلال بتمرير مخطط «برافر بيغن»، ويدعمهم في ذلك ناشطون في أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية.
أطلق الشباب الفلسطيني حملة «برافر لن يمر» في آذار العام 2013، وهم كانوا على ثقة بعنصرية الكنيست الإسرائيلية، التي ما لبثت أن مررت مخطط «برافر بيغن» في قراءته الأولى في الـ24 من شهر حزيران الماضي.
لم يهدأ الفلسطينيون وقتها، وبدأوا بتنظيم التظاهرات الواحدة تلو الأخرى، وصولاً إلى العصيان المدني في الـ15 من تموز في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة (48 و67)، والذي شكل نقطة فارقة في حراكهم. بعد أسبوعين تحديداً، وفي الأول من آب، شهدت الأراضي المحتلة «يوم الغضب الشعبي». وقتها تعرض المتظاهرون لاعتداءات جنود الاحتلال، واعتقل العشرات منهم، ولكن كل ذلك يهون مقابل ألا يمر المخطط التدميري. وتواصلت التحركات والتظاهرات، والتي من المفترض أن يتوجها اليوم «يوم الغضب ضد برافر» بشعاره المرفوع دائماً «برافر لن يمر».
وبالنسبة لهؤلاء الشباب، وخصوصاً أهل النقب منهم، «السكوت ليس خياراً... فالسكوت هو أن تقبل ما هو مرفوض، وأن تشرع ما لا يمكن أن يتشرع»، بحسب ما ورد في كتيب للحملة الدولية ضد مشروع «برافر»، وهو بالأحرى إنذار بضرورة التحرك.
أما «برافر بيغن» فهو ببساطة أكبر مشروع تهجيري يستهدف الشعب الفلسطيني منذ النكبة في العام 1948، إذ سينتج عنه تدمير 35 قرية بدوية فلسطينية ممتدة على 800 ألف دونم، وبالتالي سيهجر أكثر من 70 ألف فلسطيني من أرضهم، في موجة يُراد منها أن تضاف إلى سلسلة التهجير القصــري التي يتعــرض لها الشعب الفلسطيني منذ 65 عاماً.
يتحضر غداً بدرجة أولى الفلسطينيون في أراضي الـ48 والـ67 المحتلة للتظاهر بالآلاف ضد المخطط التدميري. ولأن الحملة توسعت هذه المرة، سينضم إلى هؤلاء ناشطون في تظاهرات ضد السياسة الإسرائيلية، من أميركا إلى أوروبا، وصولاً إلى الدول العربية. التظاهرة المركزية ضد المخطط سيشهدها النقب المحتل، حيث من المتوقع أن يشارك الآلاف من كافة المدن الفلسطينية. وستنظم تظاهرات أيضاً في حيفا ورام الله وغزة، ومدن وقرى أخرى.
أما عربياً، ستنظم تظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس، وأمام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، وساحة البريد في العاصمة المغربية الرباط، بالإضافة إلى العاصمة الأردنية عمان. كما ستنظم تظاهرة في الكويت، وأمام مخيم مار الياس في بيروت.
ودولياً، ستمتد التظاهرات من مونتريال وتورنتو في كندا، إلى العاصمة الأميركية واشنطن التي ستشهد تجمعاً أمام البيت الأبيض، بالتزامن مع تحرك آخر في سياتل. أما ألمانيا، فستتوزع الاحتجاجات بين أربع من مدنها، من بينها العاصمة برلين ومدينة هامبورغ. وسيتظاهر ناشطون أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في فرنسا. إلى ذلك، ستنظم تظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية في هولندا، فضلاً عن بلجيكا (بروكسل)، وبريطانيا (أمام السفارة الإسرائيلية في لندن، وبرايتون، وأوكسفورد، وكارديف)، واسكتلندا (داندي)، وإيرلندا (دبلين، وليميريك، وكورك)، والســويد (استكهولم)، وإيطاليا (روما، وتوريــنو)، وغيرها.
صحيح أن مخطط «برافر بيغن» من أخطر المشاريع الإسرائيلية ضد أصحاب الأرض، إلا أنه ليس الوحيد، فهناك الكثير من المشاريع المعلنة وغير المعلنة، إن كان في أراضي الـ48 المحتلة أو في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولا يغيب عن أحد المشاريع الاستيطانية المتواصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، فضلاً عن السياسات التهويدية التي تستهدف المدينة المقدسة. ويضاف إلى ذلك كله السياسة العنصرية ضد فلسطينيي الـ48، وقد برزت أمس الأول في أحكام السجن ضد شباب فلسطينيين قتلوا جندياً إسرائيلياً لمنعه من توسيع دائرة مجــزرته في بلدة شفا عمرو، والتي استشهد نتيجتها أربعة فلسطينيين في العام 2005.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد