طق حنك و"اربح": أهم منجزات الخليوي والتلفزيون السوري
الجمل ـ خاص
خمس سنوات من الاستثمار الناجح للخليوي السوري، في شفط فرنكات العمال والكادحين وصغار الكسبة ، لم تشفع في ايجاد إجابة منطقية على السؤال المزمن بأي حق تأخذ شركتي الخلوي مالا لقاء خدمات لا يستخدمها المشترك؟!عندما يتكلم أحد ما مدة دقيقة وثانية واحدة تحاسبه الشركة على أنه تكلم مدة دقيقتين!هكذا انقلبت الثانية في العرف الرياضي للخلوي السوري الى دقيقة كاملة.
ومن باب الأنصاف ليس إلا ، لا بد من القول : أن الأربع ثواني المجانية التي كانت تغدق بسخاء يحسد عليه المستخدمون ، لغاية الأول من شباط من العام الحالي، كانت تستغل استغلالا تاما,لاسيما من قبل الطلاب وذوي الدخل المعدوم من الفئات التي علت عقيرتها مطالبة الشركتين باحتساب تكلفة المكالمات بالثواني.وهي الطريقة المستخدمة والمعتمدة في العديد من الدول العربية كالسعودية ومصر والكويت.
فشركة (Vodafone) المصرية والتابعة لـفودافون العالمية ومقرها بريطانيا, هي في حالة دراسة دائمة لأوضاع اقتصاد السوق المصرية, والقوة الشرائية لطبقات وفئات المجتمع كافة, وبالتالي تطرح في الأسواق خدمات اتصالات خلوية متنوعة ومتعددة تحاكي القدرات المادية للمستخدمين المحتملين الذين وضعتهم نصب عينيها واستهدفتهم بدراساتها وفصلت لهم بالتالي نوعية اتصالات وخدمات تناسبهم, وترضي الطرفين المشترك والشركة معا.
وفي الكويت طرحت شركة الاتصالات المتنقلة mtc خطوطها المسبقة الدفع المسماة eezee وروجت لها على أنها السباقة في احتساب كلفة المكالمات بالثوان. وبعد حوالي أربع سنوات كان عدد مشتركي خطوطeezee قد بلغ نسبة كبيرة, ما أدى بالشركة وبعد ضمانها هذا الكم الهائل من المشتركين, وبعد أن (طمعت), الى الوصول لصيغة تراعي ربحية أكبر بالنسبة لها ولاتفقدها زبائنها, فبدأت باحتساب كلفة المكالمات على أساس تقسيم الدقيقة الى ثلاث أجزاء:
مدة المكالمة
من 1 – 20 ثانية التكلفة
X قيمة نقدية
من 20 – 40 ثانية X ×2 قيمة نقدية
من 40 – 60 ثانية X×3 قيمة نقدية
وحكومتنا ليست بريئة من العزم المتواصل على تفريغ جيوب المواطنين, بالتعاون مع شركات الخليوي، من خلال اعتمادها سياسات وتوجهات إعلامية ترفيهية عامودها الفقري اتصالات الموبايل, فكان ذكاء من وزارة الاعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن تستغل فقر محطة التلفزيون الأرضية للمواد ما بعد منتصف الليل بأن أخذت تبث بشكل متواصل على طريقة (ويستمر..ويستمر) لفيديو كليبات وأغاني علوشية وبرتقالية وروتانية (مسروقة),ووضعت في أسفل الشاشة شريط رسائل chatbar ليتراسل السهارى وطالبي التعارف وطقيقة الحنك.جميل تلفزيوننا الرسمي عندما يرتدي ثيابه الرسمية نهارا ويتعرى ليلا!
وكثرت بالتالي المسابقات التلفزيونية التي تمرق على الشاشة عشرات المرات سائلة سؤالا واحدا طارحة معه خيارات الاجابة البديهية والسهلة,وما على المشاهد الا عزف أربع أرقام على موبايله فيدخل السحب على الجائزة التي لن يربحها مهما اتصل حتى مع وجود البدعة السورية القائلة بجائزة للمشترك الأكثر اتصالا!والأمثلة على هذه الممارسات كثيرة لدرجة لا تسمح لنا مساحة الكلام هنا بذكرها..(التبرع لمؤسسات خيرية لانعرفها,اداء فريضة الزكاة موبايليا...).
في البلدان التي أتقنت الإنسانية والمواطنة, يضرب الناس عن استخدام الخلوي تعبيرا عن رفض أسعار خدماته المرتفعة ولك أن تتخيل حجم الخسارة التي ستمنى بها الشركة. فهل سورية أقل وعيا من تلك البلدان؟ الله أعلم .
حسان عمر القالش
إضافة تعليق جديد