ضجيج وغبار قبل إقلاع مسلسل «اسمهان»

07-05-2008

ضجيج وغبار قبل إقلاع مسلسل «اسمهان»

نال مشروع مسلسل «أسمهان» من الشهرة والرواج ما لم ينله مشروع عمل درامي عربي آخر، والمفارقة أن هذه الشهرة رافقته قبل تصوير لقطة واحدة منه. فمنذ خمس سنوات سال حبر كثير في شأن العمل، وطرحت تساؤلات ودارت نقاشات لم تهدأ حتى اللحظة، غير أن الفنان والمنتج السوري فراس ابراهيم حسم الموضوع، أخيراً، وستتولى شركته إنتاج العمل على رغم اعترافه بأن «العقبات التي عرقلت المشروع ما زالت قائمة». ومن المنتظر أن يبدأ المخرج التونسي شوقي الماجري التصوير خلال الأيام القلية المقبلة، بعد اعتذار أو استبعاد عدد من المخرجين، بينهم بسام سعد، وممدوح الأطرش، وباسل الخطيب الذي انشغل بمسلسل «عبد الناصر»، والمخرج السينمائي نبيل المالح الذي اكتفى بإعادة صياغة السيناريو الذي كتبه، أساساً، قمر الزمان علوش، وممدوح الأطرش.

غير أن هذا السيناريو، بحسب وصف فراس ابراهيم، «كان كلاسيكياً، ولم يتناسب مع شخصية ومكانة أسمهان»، فكلف المالح بصياغة درامية جديدة لها، على أن يتولى الإخراج بنفسه، لكن المالح اعتذر عن الإخراج في اللحظة الأخيرة.

ويبدو أن صياغة المالح الجديدة نالت رضا ابراهيم الذي أسهب في مدح هذا السيناريو، قائلاً في حديث الى «الحياة»: «لقد كتب نبيل المالح سيناريو فريداً من نوعه، يصلح، في السنوات المقبلة، للتدريس في الأكاديميات الفنية، نموذجاً لتعليم أسس كتابة السيناريو وطرقه وأساليبه ، فأنا لم اقرأ، حتى اللحظة، نصا في مستوى جمالية، هذا النص وحرارته». ورداً على سؤال حول الجديد فيه، يقول: «الجديد في الشكل السينمائي الممزوج بالرهافة والإحساس الفني العالي، والإغراق في أعماق الشخصيات، ورسم شخصيات غير عادية. فالسيناريو يفور بالغليان، والإشارات، والرموز، كما أن لغته تتناسب مع مستوى الحوار». وينفي ابراهيم عن السيناريو صفة «النخبوية»، إذ يوضح انه «إلى جانب هذه اللغة العالية، ثمة بساطة وشفافية تلامسان وجدان مختلف الشرائح، فالمسلسل، بهذا المعنى، لن يكون سيرة ذاتية لأسمهان، بمقدار ما انه سيلقي الضوء على حياة شخصية درامية؛ مؤثرة».

وعلى رغم كل العقبات والعراقيل التي من المتوقع أن يضعها الورثة، والطائفة التي تنتمي إليها الأميرة آمال الأطرش الملقبة بـ «أسمهان»، وحتى بعض المشاركين في أجزاء من المشروع، إلا أن ابراهيم، الذي تشاركه في الإنتاج شركة «فرح ميديا» للمنتج إسماعيل كتكت، يبدو متحمساً ومتفائلاً، وهو يروي لـ «الحياة» تفاصيل «المعارك الجانبية» التي خاضها حتى حصل على حقوق إنتاج العمل، إذ اشترى منذ نحو سنتين كل الحقوق القانونية المتعلقة بتنفيذ هذا المشروع، وحصل على قرارات المحكمة في هذا الصدد. كما اشترى النص من ممدوح الأطرش، وأدخل عليه التعديلات المطلوبة، ودخل في نقاشات مطولة مع أكثر من طرف. وأخيراً اختار الماجري للبدء في التصوير بعدما أصبح تنفيذ المشروع، بعد كل تلك الجهود، نوعاً من «التحدي». وثمة نخبة من الممثلين يجسدون الأدوار الرئيسة، وستقوم الفنانة السورية سلاف فواخرجي بتجسيد شخصية أسمهان، بينما يلعب ابراهيم دور فؤاد الأطرش شقيق المطربة، وعابد إسماعيل دور الزوج، وثمة فنانون آخرون من لبنان ومصر. ومن المنتظر أن يعرض العمل، حصرياً، على شاشتي «إم بي سي»، و «إي آر تي» المشفَّرة.

وعن تأخير ظهور هذا العمل، يقول ابراهيم: «كانت جهات تقوم بالإرباك والعرقلة، خصوصاً لدى المحطات الفضائية، إلى أن تمكنا من طمأنة هذه الأخيرة، وهذا الأمر أخذ وقتاً طويلاً». ويشير إلى أن غالبية أغاني أسمهان ستغنى في العمل لكن بصوت المطربة وعد البحري، كي نستطيع أن ننقل الجوانب الإنسانية والدرامية الغنية، فأسمهان لم تغنِِ على المسارح فحسب، بل غنت في جلسات خاصة، وفي سهرات عائلية، وفي مناسبات مهمة، أمام الملك فاروق، مثلاً، ومثل هذه التفاصيل غير موثقة بالصور، فآثرنا إيجاد معادل بصري لها».

ويضيف: «من يرد أن يسمع صوت أسمهان بمقدوره أن يأتي بكاسيت ويستمع إلى صوتها، لكننا في هذا العمل سنخرج عن الإطار التقليدي، وسنقارب هذه الشخصية برؤية درامية مختلفة ترصد حياة أسمهان منذ قبل الولادة، حتى الرحيل».

ويشير ابراهيم الى ان «الوقائع المعروفة في سيرة أسمهان ستبقى كما هي، لكن في المحصلة الأخيرة سنتناول حكاية هذه الشخصية من وجهة نظرنا، بعيداً من التهويل والمغالاة، ومن التحريف. سنركز على البعد الدرامي الذي تنطوي عليه هذه الشخصية، لا البعد التوثيقي المحض، ومن المعروف أن قصة حياة هذه الفنانة حافلة بالدراما، فهي استطاعت أن تحقق الشهرة والنجاح في فترة زمنية قصيرة، ومرت بمحطات عصيبة، ثم رحلت شابة تاركة وراءها الكثير من الأسرار، والألغاز».

ويؤكد ابراهيم أنه، مع شركائه في الإنتاج، لن يبخلوا بالإمكانات الإنتاجية المطلوبة كي يخرج العمل في الشكل اللائق، «من دون أن يكون هناك أي بذخ أو قالب استعراضي خارج المتطلبات الإنتاجية الضرورية»، لافتاً إلى أن «إدارة الإنتاج تتطلب ذكاء قائماً على كيفية انجاز عمل مميز إنتاجياً بأقل الإمكانات».

ويوضح أن «فريق العمل يعيد صنع الديكورات، في شكل مكلف، في مواقع التصوير» التي ستشمل سورية ومصر والأردن وتركيا. وعلى عكس الشائع في الوسط الدرامي، ينفي ابراهيم أن «يكون الفنان، بالضرورة، منتجاً ناجحاً، إذا امتلك شركة إنتاج، كما لا يصح أن نقول ان صاحب رأس المال، الذي يوظف أمواله في الفن ـ وهو بعيد من هذا الوسط ـ هو، بالضرورة، منتج فاشل. العلاقة هنا تكاملية، وتحتاج إلى نوع من التوازن، فالفنان الذي يخوض غمار الإنتاج يجب أن يمتلك موهبة الإدارة، ووعياً تجارياً، وكذلك صاحب رأس المال، الذي يغامر بأمواله في الإنتاج الفني، عليه أن يتمتع بحس فني. وبالنسبة إلي اعتبر أن موهبتي في الإدارة، والدخول في التفاصيل والجزئيات التجارية والتسويقية توازي محبتي للتمثيل. من هنا أشعر بنوع من التوازن، واستطيع التوفيق بين المهمتين: الإنتاج والتمثيل».

وأخيراً يعرب فراس ابراهيم عن أمله بأن يرى هذا العمل النور كي يعرض في رمضان المقبل، وبتحقيقه يكون حقق «أمنية غالية» في مسار تجربته الفنية.

إبراهيم حاج عبدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...