شهادة دولية تدحض مزاعم إسرائيل بنوايا سورية الهجومية

الجمل:  يزعم المسئولون الإسرائيليون بأن سوريا تحضر للحرب ضد إسرائيل وفي نفس الوقت تتحدث التقارير والتحليلات الإعلامية الإسرائيلية والعالمية عن قيام الجيش الإسرائيلي بالمزيد من التحركات والمناورات والتدريبات، الأمر الذي ترتب عليه التناقض الصارخ بين (أقوال) المسئولين الإسرائيليين و(أفعال) الجيش الإسرائيلي.
• شاهد الإثبات: 
تحدث الضابط النمساوي فولفقانغ جيلكه، قائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار (UNDOF) بين سوريا وإسرائيل، معبراً عن اهتمامه بالتوتر المتصاعد في المنطقة، ولكنه، هذه المرة أشار بإصبعه إلى إسرائيل تحديداً، وقال بأن إسرائيل تتصرف حالياً بطريقة غير عادية، وتكسر روتين أدائها السلوكي المألوف سابقاً في المنطقة، وتعمل بشكل مكثف على الجانب الذي تحتله قواتها من الجولان.
الجنرال فولفقانغ جيلكه، سبق أن عمل في الجولان ضمن قوات الأمم المتحدة (UNDOF) في عام 1974، عندما كان برتبة الملازم، وقد عاد حالياً وهو في رتبة الجنرال لكي يتولى مهام قيادة قوات الأمم المتحدة، في الجولان.
المعلومات الشخصية تقول بأن الجنرال فولفقانغ جيلكه، هو ضابط، ابن ضابط، حفيد ضابط..، فجده الكبير كان ضابطاً في جيش الإمبراطورية الروسية، وخاض كل حروبها، كذلك كان أحد أجداده ضابطاً في جيش الإمبراطورية الألمانية، وتحديداً في قوات الحرس الملكي للإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني، وخاض كل حروبه، وأيضاً كان أحد أجداده ضابطاً في قوات النخبة التابعة لجيش الإمبراطورية النمساوية- الهنغارية وخاض كل حروبها..
• شهادات الجنرال فولفقانغ جيلكه:
أدلى الجنرال جيلكه بالشهادات إزاء الوقائع الآتية في منطقة الجولان:
o لم يقم السوريون بوضع أي قوات خاصة في المنطقة المتاخمة للحدود، على النحو الذي يعزز قدرتهم في شن هجوم مفاجئ ضد إسرائيل، وقال بالحرف الواحد (على الجانب السوري لم ألاحظ أي تحضيرات أو استعدادات غير عادية)، وأضاف الجنرال جيلكه قائلاً: (على الجانب الإسرائيلي، على أية حال، ترى نشاطاً مكثفاً.. فحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها هو أمر مفهوم، ولكن أنشطتها الحالية لا تساهم في دعم الجهود الهادفة للقضاء على التوترات في المنطقة، فالأفعال والممارسات على الجانب الإسرائيلي لا تساعد على التهدئة
o قال الجنرال جيلكه بأنه غير قلق ولا تنتابه الشكوك والمخاوف من جراء قيام سوريا بإعادة تسليح نفسها، وقال بالحرف الواحد: (يجب تذكر أن الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات التي اشترتها سوريا ليست اسلحة هجومية، فسوريا قد جددت تقنية أسلحتها مثلما يفعل أي جيش آخر في العالم، وأنا لا أرى في هذا أمراً غير عادي)
o بالنسبة لتوازن القوى، قال جيلكه: (إن فرص السوريين في مهاجمة إسرائيل منخفضة جداً، وبأي حال، فقد قام الإسرائيليون بالتحضير والاستعداد ووضعوا أنفسهم على نحو يضمن المزايا لصالحهم ويحرم السوريين من المكاسب)
o شبه الجنرال جيلكه الجولان بـ (المعسكر المكتظ) وقال بأن الجرارات والجرافات السورية نادراً ما تعمل، وأحياناً يرى ثلاثة جنود وهم يحاولون الحفر على الأرض الصخرية، أما على الجانب الإسرائيلي فتقوم البلدوزورات بعمل مكثف في تجريف وتغيير السطح..
o أفاد الجنرال جيلكه، بأن من طبيعة عمله مقابلة ضباط هيئة الأركان، وأكد قائلاً بأنه أصبح يجد صعوبة بالغة في مقابلة ضباط الأركان الإسرائيليين، وذلك لأنهم (مشغولين) بالعمل ليل نهار، ولم يكونوا قادرين على الحصول ولو حتى على القليل من الوقت لمقابلته!!.
o أشار جيلكه إلى أن إسرائيل قامت بدءاً من شهر آذار الماضي في تغيير القواعد والمبادئ، فـ (خط ألفا) يحدد انتشار جنود الجيش الإسرائيلي من الناحية الشرقية، وغرب هذا الخط قام الجيش الإسرائيلي بنصب جدار أمني وطريق للدورية، وفي بعض المناطق، يقع جدار على بعد بضعة مئات من الأمتار عن (خط ألفا)، ويقوم الرعاة السوريون باستخدام الأرض، ولكن بدءاً من شهر آذار  قامت القوات الإسرائيلية بتسيير دورياتها بين الجدار وخط ألفا، وأغلقت المنفذ أمام الرعاة والمزارعين السوريين، وفي ثلاث مرات قام الجنود الإسرائيليون بتوقيف المواطنين السوريين لعدة ساعات ومساءلتهم.
وعموماً، فإن الشهادة التي أدلى بها الجنرال فولفقانغ جيلكه لصحيفة يديعوت أحرونوت، تؤكد بشكل لا يدعو للشك حقيقة النوايا الإسرائيلية، الرافضة للسلام والاستجابة للقوانين والأعراف الدولية، وتجدر الإشارة إلى أن موقع الصحيفة الإلكتروني، وصف الجنرال فولفقانغ جيلكه بأنه الرجل الوحيد الذي يتمتع بميزة خاصة هذه الأيام، فهو يتناول وجبة إفطاره في تل أبيت، ثم يستقل سيارته الفولفو الزرقاء بحيث يصل ليتناول وجبة الغداء في دمشق، ضمن موعدها المحدد تماماً، وقال الجنرال جيلكه بأن الأمر يستغرق منه أربعة ساعات!!.

الجمل قسم الدراسات والترجمة