سورية: لجان ولقاءات تشاورية تمهيداً للحوار ومساع حكومية لعودة اللاجئين
تنفيذاً للبرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية وعلى ما تقرر في مجلس الوزراء خلال جلستيه بتاريخ الثامن والتاسع من الشهر الجاري بشأن وضع الآليات والخطوات التنفيذية للبرنامج السياسي أصدر رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي أمس قراراً بتشكيل لجنة فرعية في كل محافظة مهمتها وضع الآليات اللازمة لدعوة المعارضة الوطنية وكل القوى السياسية والنقابات المهنية والمنظمات الشعبية بما فيها هيئات المجتمع المدني الأهلي والهيئات الدينية والاقتصادية بمختلف أطيافها إلى البدء بلقاءات تشاورية مفتوحة للبحث بشكل ومضمون مؤتمر الحوار الوطني.
ونص القرار حسبما أوردت وكالة الأنباء «سانا» على أن «تبدأ اللجنة عملها بشكل فوري وترفع تقارير دورية حول نتائج اتصالاتها وجلساتها التشاورية ومختلف النشاطات المنفذة إلى رئيس مجلس الوزراء بهدف تحديد المشاركين من المحافظات في مؤتمر الحوار الوطني».
وتكون اللجنة الفرعية برئاسة المحافظ وعضوية كل من أمين فرع حزب البعث بالمحافظة ورئيس مجلس المحافظة وقائد الشرطة وممثل عن لجنة المصالحة بمجلس الشعب وممثل عن وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية.
كما أصدر الحلقي قراراً «يقضي بتشكيل لجنة مهمتها الإشراف على عودة المواطنين السوريين الموجودين في الدول المجاورة ممن اضطرتهم الظروف الراهنة إلى مغادرة منازلهم وقراهم وطمأنتهم وتسهيل جميع الإجراءات الإدارية واللوجستية اللازمة لذلك والإشراف العملي على عودتهم عبر المعابر الحدودية».
ونص القرار على أن «اللجنة تكون برئاسة ممثل عن اللجنة العليا للإغاثة وعضوية كل من ممثل عن مكتب الأمن الوطني وممثلين عن وزارات الخارجية والمغتربين والعدل والداخلية ووزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية ووزارة الدولة لشؤون الهلال الأحمر وقانون البحار وممثل عن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري».
في السياق، عقدت أمس «أمانة حلب للثوابت الوطنية» اجتماع اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بحلب المزمع عقده الأسبوع المقبل واستعداداً للحوار الوطني الشامل المتوقع عقده الشهر المقبل.
وفي نيويورك لم يعلن الإبراهيمي عزمه التخلي عن منصبه كما فعل سلفه كوفي أنان، وحذر من أن سوريا تتفكك أمام سمع العالم وبصره. وطلب من الأعضاء المؤثرين على أطراف النزاع ممارسة النفوذ من أجل التوصل إلى تسوية تقي سوريا ذلك المصير، وتقي المنطقة ما هو أعظم. ودعا مجلس الامن الى التحرك لانهاء «مستويات غير مسبوقة من الرعب» الذي «يدمر» سوريا، مشيراً الى «عدم وجود تقدم».
كما أعلن فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ان روسيا ستنظر في اقتراح الأخضر الابراهيمي المبعوث العربي والدولي الى سورية لادخال تغييرات على وثيقة اعلان جنيف.
في هذا الوقت، وعلى هامش مؤتمر الوحدة الاسلامية، الذي حضره المفتي العام لسوريا أحمد بدر الدين حسون. جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لدى لقائه حسون بحضور سفير سوريا في طهران عدنان محمود، وقوف إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً، ودعمها للبرنامج السياسي لحلّ الأزمة عبر الحوار الوطني واستعادة الأمن والاستقرار. وفي لقاء مماثل مع حسون، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أنّ لا شيء يمكنه منع إيران من تقديم الدعم الشامل للشعب والحكومة السورية لتجاوز الأزمة.
وفي ظلّ تأكيد دمشق الدائم على أولوية الحلّ السلمي، لفت نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، قدري جميل، إلى أنّ «الحلّ السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة في سوريا». وشدد، في حديث مع قناة روسيا اليوم، على أنّ اعتقاد البعض بإمكانية استنساخ التجارب التونسية والليبية والمصرية في سوريا يعني ببساطة أن هؤلاء «لا يفهمون التاريخ والجغرافيا»، ولا البعد الحضاري لسوريا «التي كانت دائماً مقبرة الغزاة». ورأى أنّ تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأخيرة حول سوريا ما هي إلّا اعتراف فرنسي بحتمية الحلّ السياسي.
على المقلب الأميركي، تصاعدت حدّة المواقف إزاء سوريا، فأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، على «رحيل الرئيس السوري بشار الأسد»، مكررا لازمة أنّ «أيامه معدودة». وأوضح أنّ «المعارضة في سوريا تحقق التقدم !؟»، لافتاً إلى أنّ بلاده «ستواصل اتخاذ خطوات مع شركائها لتوفير المساعدات الإنسانية والمساعدات غير القاتلة للمعارضة، والوصول إلى مرحلة سوريا ما بعد الأسد، بما يعكس إرادة الشعب ليقرّر مستقبله بنفسه». من ناحيته، اعتبر السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، أنّ النظام يفقد سيطرته على الأرض. وأكد جهوزية الحكومة الأميركية للتعامل مع حكومة من المعارضة.
في سياق آخر، أنهت الكويت تحضيراتها لاستضافتها اليوم مؤتمر المانحين الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين، وقال نائب رئيس الحكومة الكويتية، وزير الخارجية، صباح الخالد الصباح، إنّ «الهدف هو جمع مبلغ يقدر بمليار ونصف المليار دولار أميركي من أجل تخفيف معاناة السوريين». وأعلنت 60 دولة مشاركتها في المؤتمر، بما فيها روسيا وإيران.
وفي شريط فيديو نشر على «يوتيوب»، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مساعدة إضافية بقيمة 155 مليون دولار للاجئين السوريين. وتابع أنّه «في الوقت الذي نعمل فيه من أجل وضع حدّ لأعمال العنف، فإنّ هذه المساعدة ستلبي بعض احتياجاتكم المباشرة واليومية».
في غضون ذلك، تعهدت منظمات إسلامية، شاركت في مؤتمر عقد بالكويت أمس، بدفع 183 مليون دولار لإغاثة اللاجئين السوريين. وقالت الهيئة الخيرية الإسلامية الوهابية، التي نظمت المؤتمر، «إنّ من هذا المبلغ 100 مليون دولار التزمت بها الجمعيات الخيرية الكويتية». وشارك في المؤتمر 63 منظمة كويتية وعربية وإسلامية، وعدد من منظمات الأمم المتحدة المعنية.
بدورها، ستعرض المفوضية الأوروبية دفع 100 مليون يورو لمساعدة السوريين المتضرّرين، خلال اجتماع الجهات المانحة، كما أعلنت المفوضة المسؤولة عن المساعدة الانسانية كريستالينا جورجيفا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد