سوريا تستفتي غداً على الدستور الجديد
تفتح مراكز الاستفتاء في سوريا أبوابها غداً في الساعة السابعة صباحاً وتغلق في السابعة مساء على أن تعلن نتائج الاستفتاء الاثنين المقبل، وسط أجواء مثيرة على المستويين الداخلي والخارجي.
وعلم أمس أن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، أكبر الأحزاب السورية على الإطلاق، أوعز لمنتسبيه الذين يقاربون المليون ونصف المليون بالتصويت بـ«نعم» للدستور، كما فعلت أحزاب الجبهة التقدمية التسعة الأمر ذاته.
لكن مستوى الإقبال على التصويت، كما نتيجته تبقى معلقة بناء على تقديرات المراقبين، خصوصاً أنه على الرغم من الحملة الإعلامية الرسمية والخاصة لتحفيز التصويت، ولا سيما «بنعم»، يقف مواطنون في حيرة، ولا سيما أن الدستور كمشروع فيه الكثير من النقاط المثيرة للجدل.
ويرى دبلوماسي من دولة شرقية صديقة لسوريا أن التصويت سيكون محبطاً إن شابته نسبة المشاركة التي سجلتها رسمياً الانتخابات البلدية في سوريا نهاية العام الماضي، والتي قدّرها بـ40 في المئة، مشيراً إلى الصعوبات الأمنية في بعض المناطق التي تجعلها خارج هذه العملية بالكامل. كما انتقد مغتربون عدم إمكانية التصويت في الخارج، وهو أمر استبعد بعدما كان مطروحاً في بداية الإعداد للتصويت، وذلك بسبب مخاوف وزارة الخارجية السورية، ولا سيما بعد الاعتداءات التي تعرّضت لها سفارات في الخارج، وتحديدا في أوروبا ومصر.
من جهته، دعا العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، في خطبة الجمعة، المواطنين إلى التصويت، بغض النظر عن الموافقة أم لا، مشيداً بالمادة المثيرة للجدل والتي تحدد دين رئيس الجمهورية بالإسلام. وقال الشيخ الواسع التأثير «إن الشرع يأمرنا بأن نلتفت إلى مشروع الدستور الجديد ونتبناه بدقة، ومن ثم نعلن موافقتنا عليه أو إعراضنا عنه، فلا يجوز لإنسان أن يقول يكفي أن أصمت، حيث لا ينسب لساكت قول». وأضاف «إن مشروع الدستور الجديد يحوي ضمانتين اثنتين، فإذا نفذتا تنفيذاً حقيقياً فإنهما تسيران بنا إلى مستوى السعادة والأمن والطمأنينة ورغد العيش. الأولى، هي عدم إهمال هذا الدستور هوية الأمة، حيث وضعنا أمام مرآة دقيقة أمينة تعبر عن هذه الهوية، فدين رئيس الجمهورية الإسلام والشريعة الإسلامية أو الفقه الإسلامي هو مصدر التشريع. والضمانة الثانية هي أن سوريا اليوم بصدد تجاوز نظام الحزب الواحد، وسيكون بوسع السوريين الإدلاء والحكم بما يقررون ضمن الأنظمة المرعية».
وأمس الأول، أعلنت وزارة الداخلية إنهاء استعداداتها للاستفتاء. وناقشت اللجنة، التي ترأسها وزير الداخلية محمد الشعار، «الآليات اللازمة والحلول المناسبة التي من شأنها تذليل كل العقبات قبل البدء بعملية الاستفتاء، من خلال استكمال تغطية جميع المناطق في سوريا بصناديق الاقتراع وتزويدها بكل المستلزمات، وإحداث مراكز في الوزارات ومؤسسات الدولة والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية والاتحادات ومراكز الحدود، وتخصيص صناديق متنقلة لإتاحة الفرصة أمام البدو الرحل وسكان البادية للإدلاء بآرائهم، وكذلك لعناصر قوى الأمن الداخلي والجيش في أماكن وجودهم».
يشار إلى أنه يحق للمواطن، وفقاً للقانون السوري، الذي أتم الثامنة عشرة من عمره في الأول من كانون الثاني الماضي ممارسة حقه في الاستفتاء بموجب بطاقته الشخصية، وفي حال عدم وجودها يجوز له ممارسة هذا الحق من خلال جواز السفر ساري المفعول أو إجازة السوق غير المنتهية مدة استخدامها، أو دفتر خدمة العلم، أو الهوية العسكرية بالنسبة للعسكريين أو البطاقتين النقابية والجامعية.
ويبدأ الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في السابعة صباحاً من يوم الأحد 26 شباط الحالي وينتهي السابعة مساء، وفي حال الإقبال تمدد للعاشرة ليلاً.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قالت إن «أكثر من 14 مليون سوري لهم الحق بالتصويت في 13835 مركزاً، بما فيها المراكز التي تم افتتاحها على الحدود البرية وفي المطارات». وسينقل التلفزيون السوري وقائع هذا النهار مباشرة على الهواء، بما في ذلك سير العملية في المناطق المتوترة من ريف دمشق وحماه وحمص.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد