سـاركوزي: إسـرائيل معجـزة القـرن العشـرين

23-10-2007

سـاركوزي: إسـرائيل معجـزة القـرن العشـرين

تبادل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، خلال لقائهما الاول في باريس امس، عبارات «الغزل» والاعجاب، فوصف اولمرت ساركوزي بانه «صديق صادق وحقيقي لدولة اسرائيل وللشعب اليهساركوزي (إلى اليمين) واولمرت يتعانقان بعد لقائهما في الاليزيه امس، وبدا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنيرودي»، فيما شدد الرئيس الفرنسي على إن «أمن إسرائيل هو خط أحمر» معتبرا قيام دولة إسرائيل «معجزة والحدث الأهم في القرن العشرين».
وقال المتحدث باسم قصر الاليزيه ديفيد مارتينون ان ساركوزي واولمرت بحثا، في اللقاء الاول بينهما منذ انتخاب الرئيس الفرنسي في ايار الماضي، النقاط التي ستطرح في المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش في الخريف الحالي، بينها وضع القدس المحتلة واللاجئون الفلسطينيون والقضايا الامنية. وقال ان ساركوزي «اشار الى انه طالما ان امن اسرائيل مضمون، حينها يتعين على المرء ان يكون خلاقا وان يحاول اتخاذ مبادرات» لارساء السلام.
وتابع مارتينون ان الاثنين بحثا ايضا «الوضع في الشرق الاوسط قبل مؤتمر انابوليس» مضيفا ان اولمرت «اعرب عن الامل في ان تلقي فرنسا بكل ثقلها في مؤتمر انابوليس» في حين اكد ساركوزي «استعداده لان يساهم بشكل او بآخر» في حسن سير المؤتمر. واشار مارتينون الى ان ساركوزي طلب من اولمرت «اطلاعه على المباحثات التي اجراها في الاونة الاخيرة مع الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس».
وقال المتحدث الفرنسي ان «اسرائيل وفرنسا تأملان في ان تطور ايران برنامجها النووي لاغراض سلمية وفي اكبر قدر من الشفافية. وفرنسا كما اسرائيل لا ترى ان امتلاك ايران السلاح النووي امر مقبول».
وردا على تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لصحيفة «لوموند» الفرنسية حول ان ايران لا تشكل تهديدا وشيكا وانه يلزمها «من ثلاث الى ثماني سنوات» لحيازة سلاح نووي، قال اولمرت بعد لقائه ساركوزي «اذا كان البرادعي يعتقد ان قنبلة ايرانية في غضون ثلاثة اعوام لا تشكل ازعاجا له، فبالنسبة الي هذا الامر يقلقني كثيرا بل يقلقني للغاية» مضيفا «اذا كان هذا الامر (سيتحقق) خلال ثلاثة اعوام، فهذا قريب جدا ومقلق للغاية» ومشيرا الى انه «من الافضل ان يبذل البرادعي جهدا لمنعهم من الحصول على القنبلة». وتابع «إن الإيرانيين ليسوا قريبين من صنع قنبلة بالقدر الذي يريدون أن يصدقه الناس، ولكنهم ليسوا بعيدين بالقدر الذي أود أن يكونوا عليه».
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ساركوزي قوله لأولمرت إن «أمن إسرائيل هو موضوع لا يخضع للنقاش... وخط أحمر ساطع» بالنسبة له، معتبرا قيام دولة إسرائيل في العام 1948 «معجزة وقد يكون الحدث الأهم في القرن العشرين».
وقال أولمرت بعد لقائه ساركوزي إن «هذا التصريح من الرئيس الفرنسي مؤثر للغاية. في الموضوع الايراني، لا يمكن أن أسمع أقوالا تطابق توقعاتي أكثر من أقوال الرئيس» الفرنسي. اضاف أنه لم يبحث مع ساركوزي «حلا أقصى مثل ضربة عسكرية» تستهدف ايران».
وقال أولمرت، خلال لقائه مندوبين عن المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، «سمعت خلال هذا اليوم (امس) أقوالا حادة للغاية في ما يتعلق بالجدول الزمني الذي تلتزم فرنسا بالحرص عليه من أجل عدم السماح بفوات أوان عملية تسلح إيران نوويا».
أضاف «لقد التقيت اليوم (امس) شخصا هو صديق صادق وحقيقي لدولة اسرائيل وللشعب اليهودي» مضيفا «لقد تعرضنا كثيرا لخيبات امل في السابق ..نشعر جميعنا بأن شيئا ما قد تغير في مناخ» العلاقات بين فرنسا واسرائيل، موضحا ان هذا المناخ «اصبح ربما اكثر ودية اليوم... بحزم واضح وجلي ازاء الصداقة تجاه اسرائيل وحول الحاجات الامنية لدولة اسرائيل..».
ويلتقي اولمرت، في لندن اليوم، رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، ثم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يزور بريطانيا، في اجتماع لم يكن مقررا.

من جهة أخرى كشف المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» شمعون شيفر النقاب امس عما أسماه «إعادة تفكير» فرنسا في سياستها إزاء إيران وسوريا، موضحا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت سيكون أول من يجني ثمار هذا التغيير في السياسة الفرنسية في عهد الرئيس نيكولاي ساركوزي.
وأشار شيفر إلى قيام ساركوزي، قبل أسابيع، بعقد مداولات في قصر الاليزيه بهدف فحص سياسة بلاده من مسألة التهديد النووي الايراني، شارك فيها مسؤولون كبار في الوزارات الحكومية، وأجهزة الاستخبارات وجهات اكاديمية. وحاول المتحدثون تقدير مدى اقتراب ايران من القدرة على انتاج سلاح نووي، فرأى البعض أنها على مسافة ثلاث سنوات من القنبلة، فيما قدر الآخرون بأن المدة هي خمس سنوات.
وكتب شيفر أن ساركوزي، المعروف بمزاجه العاصف، دق فجأة على الطاولة وقال بغضب كل تقديراتكم هذه لا تعنيني. من ناحيتي، يجب علينا أن نقرر سياسة وكأن القنبلة الايرانية ستكون جاهزة منذ الغد».
وتلقت محافل دبلوماسية في إسرائيل تقريراً عن هذه المداولات العاصفة، مشددة على أن ساركوزي يتصدر، وينبغي القول ـ لوحده، من دون شركائه من الاتحاد الاوروبي، خطاً متصلباً للغاية ضد طهران. فهو يؤيد مثلا عقوبات على مصارف ايرانية من جانب جهات فرنسية.
وأضاف شيفر أنه، وخلافاً لأسلافه، فاجأ ساركوزي ايضا مصممي السياسة الخارجية في بلاده حين قال امام اجتماع للسفراء الفرنسيين في باريس اتخذ صورة الصديق لإسرائيل، هذه الصورة محقة. أنا بالفعل صديق اسرائيل، مضيفاً، «ولكني أيضا صديق للدول العربية».
موضوع آخر سيطرح في المحادثات، يرتبط بسوريا ولبنان. فبعد تسلمه مهام منصبه بذل ساركوزي جهداً لتحسين العلاقات مع الرئيس السوري بشار الاسد. وتم إرسال مندوب خاص ـ الرجل الذي خدم في الماضي كسفير فرنسا في دمشق، وصديق للأسد ـ الى دمشق انطلاقا من الرغبة بفتح صفحة جديدة في العلاقات العكرة التي ميزت علاقة الدولتين، في ضوء اغتيال النواب اللبنانيين المعارضين لسوريا.
وأوضح شيفر إن أمل ساركوزي خاب من رد الاسد. وفي هذه الأثناء انضم الرئيس الفرنسي الى النهج الاميركي الداعي الى اعتماد قبضة حديدية تجاه السوريين، الذين يتماثلون عنده ايضا كجزء من «محور الشر»، مضيفاً ان دبلوماسيين اسرائيليين هنا يقولون انه منذ وصول ساركوزي الى الحكم، تقع فرنسا في عملية اعادة تفكير تجاه الشرق الاوسط».
وذهبت «معاريف» أبعد من ذلك، فأشارت إلى أن ساركوزي سيبلغ أولمرت رسالة حازمة في الموضوع الايراني: «فرنسا لا تستبعد هجوماً عسكرياً على ايران»، مضيفة أن ساركوزي سيقول لأولمرت «فرنسا ستعمل على طرح المزيد من العقوبات الأليمة ضد ايران في مجلس الامن وفي الاسرة الدولية... هذا هو الوقت لأخذ المخاطر من اجل السلام».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...