رداً على ما نشرته "الجمل" حول افتتاح مهرجان المسرح
الجمل ـ علي سفر*:بداية أود أن أوضح أنني غير معني بالدفاع عن مديرية المسارح و لا عن السيد جهاد الزغبي مدير المهرجان و لا عن إدارة المهرجان بشكل عام , و أنا معني فقط بتوضيح بعض النقاط الخاصة بعملنا كإعلاميين تلفزيونيين يقومون بعمل إعلامي محدد, و قد أثير الكثير من الكلام حول الفيلم الذي قمت بإعداد نصه كي يكون مادة للتوثيق التلفزيوني لتاريخ كبير هو تاريخ مهرجان دمشق المسرحي . و عليه فإنني أوضح التالي :
1- المادة التأريخية في الفيلم مأخوذة بالكامل من كتاب " أيام مهرجان دمشق للفنون المسرحية " الذي أعده الزميل عبد الناصر حسو و أشرف عليه الأستاذ زهير رمضان , و لم أت بشيء من عندي فيما يخص المعلومات التأريخية و قد قام الدكتور نبيل الحفار بتصويب بعض المعلومات التاريخية التي لم يستطع الكتاب الإحاطة بها خاصة، و أنه أعد على عجل و اقتصر على تجميع ما أتيح له من الوثائق التاريخية ...و لا أريد أن أنقد عمل الزميل حسو هنا و لكن الكتاب لم يكن كافياً مما اضطرنا للرجوع لبعض الشخصيات التي عاصرت الأحداث.
2- يقر الزميل أحمد خليل بأهمية الفيلم في بداية حديثه و لكنه يقول أنه كان فقيراً بالمادة الأرشيفية و أنا أشاركه الرأي بأننا فقراء حقاً بالمادة الأرشيفية التي توثق كل شيء في سورية و منها المهرجان المسرحي و هذه ليست مشكلة فيلمنا وحده و لكنني أزعم أن المادة الأرشيفية التي استخدمت في الفيلم كانت أغنى مما توقعه الآخرون سيما - و أنه ربما يعرف و وربما لا يعرف - أن الأرشيف المسرحي في سورية هو مسؤولية المؤسسة المسرحية و ليس مسؤولية التلفزيون.. فالتلفزيون كان يصور مقاطع من المسرحيات يستخدمها في تغطياته الإخبارية و هي مادة لم يحتفظ بها في وقته أو أنها ضاعت في الأرشيف التلفزيوني الكبير و كان التلفزيون يقوم بتصوير المسرحيات التي تقوم الجهة المنتجة بطلب تصويرها .. و عليه فإنه من السذاجة توقع أن التلفزيون يؤرشف كل شيء مسرحي و السؤال يجب أن يوجه لإدارات مديرية المسارح المتعاقبة التي لم تفكر بإنشاء مركز توثيق مسرحي يقوم بهذه المهمة و هنا سأزيد على معلومات أحمد أننا " نكشنا " الأرشيف التلفزيوني كله و خرجنا بما عرضناه و أننا لم نكرر أية مشاهد سوى مرة واحدة و بمشاهد معالجة عن مسرحية حديثة و ليس مادة تاريخية أو وثائقية ..و لا أدري كيف أقر أحمد خليل بأن كل المشاهد هي مكررة عن مسرحيات السبعينيات بينما أحتوى الفيلم على العديد من اللقطات من عروض مسرحية عرضت في الثمانينات كجيسون وميديا و كاليغولا و سكان الكهف و واقدساه ..الخ وقد أستخدمنا في الفيلم الصورة الفوتوغرافية و كذلك ملصقات المسرحيات حين لم نعثر على مادة فيلمية عنها ... لاأدري كيف رأى أحمد الفيلم ، هل كان مشغولاً بحديث جانبي حين عرضه ؟ أم أنه يكتب مقالاته بلا مسؤولية ؟
3- و فيما يخص اللغة السردية نصياً و بصرياً أضيف على رأيه بسؤال : هل تكون اللغة السردية في فيلم قصير و محدد الهدف ( استعراض دورات مهرجان دمشق المسرحي ) هي تهمة أو عيب فني؟ في أي منهج تعلم أحمد إطلاق الأحكام بهذاالشكل ؟ لم ندع أننا نطرز الفن في فيلمنا و لم نقل أننا نصنع فيلماً جامعاً مانعاً، إنه مجرد فيلم مصنوع لتوضيح تاريخ مهرجان، و هو لم يصنع على عجل بل صنع ضمن هدف واضح، فلماذا تحملونه ما لا يحتمل ؟ أم أنك يا احمد تريد ان تكتب هجوماً شاملاً على كل شيء حتى و إن أصررت أن تكون غير علمي و غير منطقي و غير دقيق أيضاً .
4- أطلق أحد النقاد على لغة الفيلم أو نصه تعبير انه يستخدم لغة تشبه لغة طلائع البعث ، و لعلي أشاركه الرأي في أن لغة كل الندوات الفكرية التي رافق المهرجان و خاصة تلك التي تتعلق بحدث سياسي كموضوع زيارة السادات للقدس و إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل كانت تشبه لغة طلائع البعث و أنا حين كتبت النص لم أخرج عن لغة الوثيقة فهل تنظرون إلى وثائقكم يا من شاركتم في دورات المهرجان السابق و تروا ماهي طبيعتها الخطابية ؟!!
5- الزميل عبد الناصر حسو الذي أعد الكتاب عن تاريخ المهرجان كتب في العدد الثالث من مجلة المنصة أن الفيلم " يقتصر على بعض الشهادات ـ لاحظوا كلمة بعض و كأن المسالة تقاس بالكم ـ و هناك القليل من المغالطات التاريخية " و حين سألته عن المغالطات التاريخية خاصة و أن المادة مأخوذة من كتابه قال لي أنه كتب عن شهادة الأستاذ رفيق سبيعي حين تحدث في شهاداته عن أنه كان مديراً للمهرجان في دورته الأولى ، و لنلاحظ أن عبارة المغالطات التاريخية تحولت إلى مغالطة واحدة لا يتحمل مسؤوليتها معد أو مخرج المهرجان فهل يستقيم النقد بهذا الشكل ام أن الشباب يستسهلون الكتابة و إطلاق الأحكام .
قليل من الدقة يا شباب، هذا من نطلبه منكم، من أجلكم ومن أجل مصداقيتكم و ليس من أجلنا .
* الزميل علي سفر مخرج ومعد تلفزيوني وناقد مسرحي ورئيس وحدة الترويج البرامجي في التلفزيون السوري،
معد فيلم "أيام مهرجان دمشق المسرحي الذي عرض في الافتتاح" موضوع النقاش
افتتاح مهرجان المسرح "تلحيقة" أنقذته شوكولا الشعراني
الجمل
إضافة تعليق جديد