دمشق ترد على بان : ملتزمون بتسليم «الكيميائي»
انتقد مسؤول سوري بارز تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول «تأخر» الحكومة السورية في تسليم شحنات الأسلحة الكيميائية، متهماً الأمم المتحدة بتحمل مسؤولية الإعاقات التي حصلت، نتيجة رفضها تلبية مطالب لوجستية تقدمت بها دمشق.
ونفى مسؤول رفيع المسؤول، أن تكون دمشق «تأخرت في تسليم شحنات الأسلحة الكيميائية» كما جاء في بيان بان كي مون امس الاول، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى «وجود عوائق وعراقيل»، يمكن تذليلها لو وافقت الأمم المتحدة على مطالب دمشق.
«لا تأخير، ونحن ملتزمون بالخطة العامة، وبالخطط المرحلية للنقل»، مشيرا إلى أن شحنة ثانية تم تسليمها عن طريق مرفأ اللاذقية منذ يومين، وإن نوه بأن العراقيل التي تواجه العملية تعود الى عدم سيطرة الحكومة على بعض المناطق، كما أن غياب المعدات اللازمة أحيانا يتسبب في عراقيل.
واتهم المسؤول الأمم المتحدة بتعمد حجب مساعدات ضرورية عن دمشق تؤمن «سلامة وسهولة عملية النقل والتسليم».
وكانت الحكومة السورية قد طالبت، في رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة في 21 تشرين الأول الماضي، «بمعدات لوجستية» ليست في حوزتها لتسهيل عملية نقل الأسلحة، ومن بين تلك المعدات «عشرات المركبات المدرعة والمولدات والمطابخ الميدانية، إلى جانب بعض المعدات الأخرى تحتاجها لنقل 1300 طن» من المواد الكيميائية إلى ميناء اللاذقية، إضافة إلى «وسائل اتصال جديدة تربط بين دمشق والمدن الساحلية» وتساعد على تأمين الطريق لعشرات الحاويات المطلوبة. إلا أن الأمم المتحدة رفضت تسليم أية معدات جديدة إلى دمشق، بحجة «منع الجيش السوري من استخدام هذه المعدات لاحقا».
وكان بان كي مون قد ذكر، في تقرير، أن «عملية نقل أسلحة كيميائية من سوريا تأخرت من دون ضرورة»، معبراً عن مخاوفه للحكومة السورية. وقال، في تقرير لمجلس الأمن بتاريخ 27 كانون الثاني، «إنه لم يتم الوفاء بمهلة 31 كانون الأول لإزالة المواد الكيميائية الأكثر خطورة».
وجرت في كانون الاول اشتباكات عنيفة للسيطرة على منشأة السكري للمخزون «الكيميائي» قرب حمص، وذلك في أبرز محاولة للمسلحين للسيطرة على مستودع أسلحة كيميائية. وحذرت حينها الحكومة السورية في «إنذار» مستعجل إلى الإعلام ومجلس الأمن من خطورة الاشتباكات الحاصلة.
وعلق المسؤول السوري مستذكراً الحادثة أن «العناية الإلهية، وجاهزية الجيش منعت حصولهم على 400 كيلوغرام من المواد الكيميائية، كانت ستقود إلى كارثة محققة، وانقلاب في كل الموازين على الأرض».
إلى ذلك، اعتبر مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر أن النظام السوري «قادر على الأرجح على القيام بإنتاج محدود لأسلحة بيولوجية».
وقال كلابر، في شهادة مكتوبة الى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، «نعتقد أن عناصر من برنامج الأسلحة البيولوجية السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير، وان سوريا قادرة على الأرجح على القيام بإنتاج محدود» لهذه الأسلحة.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد