حول اجتماع الحكيم- بوش والتأثير السلبي على لجنة بيكر- هاملتون
الجمل: وسط تساؤلات عديدة، داخل وخارج العراق عقد الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم اجتماعاً مع الرئيس جورج بوش، استمر لمدة ساعة داخل البيت الأبيض. كذلك توجه الحكيم إلى معهد السلام الأمريكي (مقر لجنة بيكر- هاميلتون) وأدلى بالعديد من التصريحات، والتي جاء فيها:
- المطالبة بقيام القوات الأمريكية بتوجيه المزيد من الضربات العسكرية ضد حركات التمرد العراقية.
- انتقاد القوات الأمريكية بسبب عدم توجيهها الضربات في الفترة السابقة بالقوة الكافية لإنهاء وحسم التمرد.
- التهديد بأنه إذا لم تقم القوات الأمريكية في الفترة القادمة بضرب التمرد بشكل قوي وحاسم، فإن التمرد سوف يطل برأسه مرة أخرى ويهدد العراق والعراقيين.
- إبداء عدم الرغبة في إشراك سوريا وإيران في حل مشاكل العراقيين، وقال: إن إشراك سوريا وإيران في الشأن العراقي سوف يؤدي إلى توزيع سيادة العراق بين الدول المجاورة.
- إبداء الرغبة في ضرورة حل الميليشيات العراقية.
حول اجتماع بوش- الحكيم، كتب المحللان السياسيان روبين رايت، وبيتر بيكر، تقريراً بجريدة الواشنطن بوست، أوضحا فيه النقاط التالية:
• إن تصريحات الحكيم حول ضرورة قيام القوات الأمريكية بتوجيه المزيد من الضربات الحاسمة ضد التمرد، وانتقاده لعدم فعالية الضربات السابقة، كانت مثاراً للجدل والدهشة على السواء في وشنطن وبغداد.
• إن حديث الحكيم وتصريحاته في معهد السلام، هدفت إلى الضغط على لجنة بيكر- هاميلتون، والتي تتبنى أجندة رئيسية كان حديث الحكيم مطالباً بنقيضها تماماً.
- انتقاده لمشاركة سوريا وإيران، والتي ترى اللجنة بضرورتهما.
- مطالبته بأهمية توجيه المزيد من الضربات إضافة إلى الجملة التي قال فيها: (مايزال أمام أمريكا الكثير لأن تفعله وتقوم به في العراق).. ومعنى هذا أن الحكيم يؤيد بصراحة بقاء القوات الأمريكية في العراق، وهو ما لا ترغب فيه اللجنة.
تقول أيضاً الكثير من التقارير الواردة في الصحف الأمريكية: إن تصريحات الحكيم قد نتج عنها تأثرين متضادين داخل أمريكا هما:
• دعم موقف صقور الإدارة الأمريكية والأطراف الأخرى المؤيدة لحرب العراق.
• إحباط المعارضين لحرب العراق، وبالذات الديمقراطيين.
أما تصريحات جورج بوش حول لقائه مع الحكيم فتركزت في النقاط الآتية:
- تحذير سوريا وإيران من التدخل في العراق.
- إبداء الرئيس بوش لاندهاشه الشديد حول الأسباب التي تدفع العراقيين لأن يقتلوا بعضهم بعضاً، وفي هذا الصدد، قال الرئيس بوش لإحدى قنوات التلفزيون الأمريكي مساء الأمس: لا أعرف، وما يحيرني لماذا يقتل العراقيون بعضهم البعض بينما هناك مستقبل أفضل بانتظارهم؟).
- صرح توني سنو الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض الأمريكي قائلاً: (إن الحكيم يمثل قوة هائلة وهامة في السياسة العراقية، وهو من النوع الذي بإمكانه أن يلعب دوراً بناء جداً، ونحن نأمل بأنه سوف يفعل ذلك).
وعموماً يمكن القول: إن صقور الإدارة الامريكية قد استطاعوا توظيف الزعيم الديني عبد العزيز ال حكيم في الوقت المناسب، خاصة وأن لجنة بيكر- هاميلتون سوف تسلّم تقريرها للرئيس بوش في البيت الأبيض صباح الغد، كذلك هناك سؤال يطرح نفسه بقوة في كل التحليلات التي وردت حول لقاء بوش- الحكيم، مفاده: هل تصرف الحكيم بمعزل عن إيران، وهي التي تقدم له كل شيء.. أم أن الأمر يمثل صفقة تضم المثلث الجديد: إيران- الحكيم- البيت الأبيض.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد