حمـاس تبلـغ القاهـرة رفضـها سـفر الفتحاوييـن مـن غـزة

ربطت حركة حماس، أمس، بشكل واضح بين السماح للفتحاويين بمغادرة غزة للمشاركة في أعمال المؤتمر السادس للحركة بإطلاق سراح معتقليها في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، في وقت ذكرت مصادر فلسطينية أنّ السلطة الفلسطينية توسطت لدى مصر وسوريا وروسيا وتركيا لإقناع حماس بالعدول عن موقفها.
وقال القيادي في حماس صلاح البردويل إنه «لن يخرج أحد من أعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح من غزة إلا إذا تم الإفراج عن معتقلي حماس في الضفة، وقد أبلغنا هذا القرار كتابيا إلى الجهات المصرية»، معتبراً أنه «ليس من المنطقي أن تكون حركة حماس ساذجة لدرجة أن تسهل عمليات الإجرام التي تقوم بها حركة فتح في الضفة الغربية وتسمح بسفر أعضائها إلى المؤتمر».
من جهته، قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان إن «على من يتباكى على عدم خروج أعضاء فتح أن يعي أن حرية الحركة ليست أصعب ولا أقسى من الاعتقال السياسي واستمراره».
وفي القاهرة، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن «عدم السماح بسفر أو بحريّة تنقل أي وفود فلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية أمر لا يمكن أن يقبل به أحد»، معتبراً أنّ «المشاركة في المؤتمرات الحزبية يجب أن يكون أمرا مسلما به ومفتوحا في إطار التعددية السياسية الفلسطينية، وهي تعددية يحترمها الجميع ولها تقاليدها».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «الأيام» الفلسطينية عن مصادر فلسطينية أنّ السلطة طلبت من سوريا وتركيا وروسيا ومصر التوسط لدى حماس للسماح لأعضاء مؤتمر فتح المقيمين في غزة من الوصول إلى مدينة بيت لحم للمشاركة في أعمال المؤتمر، مشيرة إلى أنّ السلطة أبدت استعدادها للإفراج عن 200 معتقل في الضفة الغربية ممن لم يدانوا بأي اتهامات خطيرة، كدفعة أولى، في اللحظة التي تسمح فيها حماس لأعضاء المؤتمر بالمرور عبر دول عربية وأجنبية باتجاه بيت لحم.
وفيما لفتت المصادر إلى أنّ حماس لم تبد حتى الآن استجابة لهذا العرض، أوضحت أنّ الجهود ما زالت متواصلة، وأنّ اللجنة المركزية لفتح ستجري تقييما للموقف نهاية الشهر الحالي لاتخاذ القرار المناسب في هذا الإطار.
وفي السياق، ذكر مصدر فتحاوي أن حركته تقدمت من عمّان بطلب لتسهيل مرور أعضائها المشاركين في المؤتمر إلى الضفة الغربية عبر الأراضي الأردنية، مشيراً إلى أن الحركة أعدت لهذه الغاية قائمة تضم نحو 300 اسم لأعضاء فتحاويين مقيمين في سوريا واليمن ومصر ولبنان.
من جهته، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الاتصال والإعلام نبيل الشريف إنه «لا توجد مشكلة لدينا في دخول الزوار أو المرور عبــر أراضيــنا، غير أنه لم تتم مخاطبتنا من قبل حركة فتح بــشأن هذا الأمر، وفي حال تمت مخاطبتــنا سنتــخذ الإجــراءات الملائمة».
إلى ذلك، ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية أنّ القيادي التاريخي في فتح محمد غنيم (أبو ماهر) سيصل اليوم إلى رام الله للمشاركة في أعمال المؤتمر السادس، مشيرة إلى أنّ عباس سيكون على رأس مستقبليه إلى جانب قادة فتح والفصائل والقوى الوطنية في مقر المقاطعة.
من جهة ثانية، قتل فلسطيني وفقد خمسة آخرون اثر انهيار نفق في رفح على الشريط الحدودي مع مصر.
في غضون ذلك، طالبت وكالات تابعة للأمم إسرائيل بإنهاء الحصار على قطاع غزة وتيسير دخول مواد البناء لإعادة إعمار مدارس القطاع التي دمرت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لازاريني، في مؤتمر صحافي عقده مع 25 مؤسسة غير حكومية، إنّ «وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تنادي بصوت واحد من اجل اتخاذ خطوات فورية لإنهاء الحصار».

المصدر: وكالات