تقارير غربية تحدد المستفيد الأول والمتضرر الأول من اغتيال الجميل

25-11-2006

تقارير غربية تحدد المستفيد الأول والمتضرر الأول من اغتيال الجميل

الجمل:   تزايدت التحليلات السياسية التي تنفي مسؤولية سوريا عن اغتيال بيير الجميل وزير الصناعة اللبناني، ومن أبرز التحليلات الغربية والأمريكية الصادرة صباح اليوم نستعرض ما ورد في صحيفة انتي وار الالكترونية الأمريكية:
نشرت تحليلاً قدمه جوناثان كوك المحلل السياسي، المقيم في إسرائيل.. يقول كوك: إن البعض –ومن بينهم الرئيس بوش- مازالوا يعتقدون أن عملية اغتيال بيير الجميل من تدبير سوريا، وذلك لأن الجميع يعتبرونه من أبرز الزعماء السياسيين اللبنانيين المناوئين لسوريا، إضافة إلى دوره البارز في قيادة حركة الكتائب اللبنانية المعادية لسوريا. ويضيف الكاتب قائلاً: على العكس مما قاله البعض، فأنا لا أستطيع الزعم بمن قتل الجميل، ومن الممكن أن يكون أحد الفصائل اللبنانية، أو أن يكون طرف له خلاف مع الجميل -ليس من فصيل لبناني آخر- بل ربما يكون داخل حركة الكتائب، أو ربما تكون إسرائيل قد حاولت مرة أخرى أن تفرد عضلات (ذراعها الطويلة) داخل لبنان.. كذلك يقول كوك: لقد درج المحققون في جرائم القتل الغامضة أن يوجهوا جهود التحقيق الأولية، وفقاً لأطروحة الطرف المستفيد من وقوع الجريمة.. ويضيف قائلاً: إن أطروحة الطرف المستفيد هذه لا تتعلق فقط بالطرف الذي يستفيد من إزهاق روح المقتول، بل تتضمن أيضاً جانباً آخر، يتمثل في استفادة القاتل من إلقاء التهمة والإدانة على طرف آخر بريء من ارتكاب الجريمة.
وقد حاول عدد من السياسيين والمعلقين الإعلاميين، إلقاء الشكوك والاتهامات على سوريا تلقائياً بسبب أن الكتائبيين من أبرز أعداء سوريا في لبنان.. وأضاف الكاتب بأن جزاءاً من ذلك يرجع إلى معارضة الكتائب لتحركات القوى السياسية اللبنانية المؤيدة لسوريا، والجزء الآخر إلى اهتمام حكومة السنيورة الموالية والداعمة للسياسات الأمريكية، بالعمل من أجل إدانة سوريا وتحميلها مسؤولية اغتيال رفيق الحريري.
ويتساءل الكاتب قائلاً: هل هذا الدليل يجعل من سوريا المشتبه الأول؟ وكيف سوف تتأثر مصالح سوريا من جراء عملية القتل؟ وماذا عن مصالح إسرائيل وراء قتل بيير الجميل؟
ويركز الكاتب في إجابته على أطروحة أن إسرائيل هي المستفيدة من اغتيال الجميل، اعتماداً على مايلي:
- ان عملية الاغتيال قد أدت إلى عرقلة تحركات حلفاء سوريا اللبنانيين، وقللت الضغط الشعبي على حكومة السنيورة الموالية لأمريكا والمعادية لسوريا.
- ان عملية الاغتيال دفعت لبنان مرة أخرى إلى حافة الحرب الأهلية، والتي إن حدثت فسوف تؤدي إلى تورط حزب الله في القتال ضد الفصائل المعادية له، وهذا الأمر سوف يؤدي إلى إنهاك وإضعاف حزب الله، وبالتالي لن يستطيع التفرغ بكامل قواه لتهديد إسرائيل.
- عملية الاغتيال أدت إلى موجة عداء جديدة ضد سوريا، وتحاول الأطراف اللبنانية المعادية لسوريا، والأطراف الدولية المعادية لسوريا أيضاً استغلال هذه الظروف من أجل تمرير قرار المحكمة الدولية.
- حكومة إسرائيل تتعرض لضغوط دولية وداخلية من أجل الدخول في مفاوضات مع سوريا حول إعادة مرتفعات الجولان، وبالتالي فإن توجيه الاتهامات والشكوك ضد سوريان سوف يوفر للحكومة الإسرائيلية مخرجاً، لممارسة المزيد من التشدد في موقفها الرامي لعدم التفاوض مع سوريا، خاصة وأن أولمرت يحاول التمسك بمبدأ عدم التفاوض مع سوريا متذرعاً بالآتي:
* ان اسرائيل ليست في الوضع الذي يسمح لها بتقديم التنازلات الإقليمية.
* ان اسرائيل لا يمكن أن تساعد في فك العزلة المفروضة من الغرب ضد سوريا، لأنه إذا بدأت المفاوضات فإن العزلة سوف يتم فكها.
* ان اجراء المفاوضات والصفقة مع سوريا، قد يؤدي إلى المزيد من الضغوط على إسرائيل لكي تفاوض الفلسطينيين وتعقد معهم صفقة مماثلة.
- هناك ضغوط داخل الإدارة الأمريكية من أجل التفاوض والتفاهم مع سوريا، ولكن اتهام سوريا بالمسؤولية عن الاغتيال سوف يعزز ويدعم موقف صقور الإدارة الأمريكية المعادين لسوريا.
وأخيراً يختتم المحلل كوك مقالته قائلاً: إن مقتل الجميل، وإلقاء المسؤولية على سوريا –بهذه الطريقة- سوف يقوى ويدعم جماعة المحافظين الجدد في واشنطن –حلفاء إسرائيل داخل الإدارة الأمريكية- والذين بدأ نجمهم بالأفول.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...