بغداد ترفض ضغوط واشنطن حول المعاهدة: 5 نقاط تحتاج إلى إعادة نظر

23-10-2008

بغداد ترفض ضغوط واشنطن حول المعاهدة: 5 نقاط تحتاج إلى إعادة نظر

رفضت الحكومة العراقية، أمس، التحذيرات الأميركية من عدم توقيع المعاهدة الأمنية المثيرة للجدل، واضعة التصريحات التي أطلقت أخيراً في هذا السياق على لسان مسؤولين أميركيين في خانة »الضغط« و»الاستفزاز«، فيما تحدث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن مشاورات تجري مع واشنطن لإدخال تعديلات على الاتفاقية لا تمس بـ»عمودها الفقري«.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في بيان، إن »الحكومة تلقت بقلقٍ بالغ تصريحات« رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مايكل مولن، الذي كان قد حذر العراقيين من »عواقب جسيمة« في حال عدم توقيع الاتفاقية.
وأضاف الدباغ أن »تصريحات كهذه ليست موضع ترحيب في العراق، حيث إنّ العراقيين بكل قواهم السياسية يدركون حجم مسؤولياتهم ويقدرون أهمية التوقيع على الاتفاقية من عدمها بالشكل الذي يرونه مناسبا«، مشدداً على أنّه »من غير المقبول أن تفرض طريقة قسرية على حرية اختيارهم ومن غير المناسب التخاطب مع العراقيين بهذه الطريقة«.
من جهته، أكد زيباري أن بغداد ستطلب تغييرات في صياغة المعاهدة، لكنها لن تسعى لإعادة التفاوض حول جوهرها. وأوضح أنّ »لا تعديلات بنيوية أو جوهرية ستجري. ربما يتعلق الأمر ببعض الصياغات أو التوصيفات المعينة.. لكن العمود الفقري لهذه الاتفاقية هو ما توصل إليه الطرفان«، لافتاً إلى أنّ »الأيام القادمة ستكون مصيرية بالنسبة لمصير هذه الاتفاقية«.
وشدد زيباري على أنّ »الأميركيين سيطلعون على التغييرات وسنسلمهم التعديلات مكتوبة وسيدرسونها ومن ثم يعودون إلينا، فهذه هي الطريقة المتبعة في المفاوضات معهم«. وأضاف »لا أعتقد أنهم في وارد إعادة المفاوضات برمتها مجددا«.
في المقابل، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أنّ الاتفاق الأمني على وشك أن يصبح جاهزاً، مشيرة إلى أنّ أية تعديلات قد تجرى عليه ستكون طفيفة للغاية. وأوضحت أنّ هذا ما عبر عنه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عندما قال إنّ »الباب لم يغلق تماماً، إلا أنه قارب على الإغلاق بالنسبة إلينا«، مضيفة أنه »إذا رغب المفاوضون في إجراء تغييرات في هذه المرحلة فسيكون عليهم إزالة حاجز مرتفع جداً أمامهم«.
بدوره أشار النائب عن الائتلاف العراقي الموحد كمال الساعدي إلى وجود تحفظات عديدة على بنود الاتفاقية لدى العديد من أعضاء كتلته النيابية التي تقود الحكومة، فيما أكد النائب عن الائتلاف عباس البياتي أنّ »المسودة في صيغتها الحالية لا يمكن تمريرها في مجلس النواب، كونها تتضمن خمس نقاط تحتاج إلى إعادة النظر فيها«، موضحاً أنّ هذه النقاط تشمل »ضرورة الدقة في جدول الانسحاب«، و»الحصانة القضائية«، و»تفتيش البريد الداخل والخارج«، إضافة إلى »التردد إلى المنشآت والمعسكرات الأميركية«، فضلاً عن »ضرورة تطابق النسخة العربية للاتفاقية مع النسخة الانكليزية«.
ووضع البياتي تصريحات مولن في خانة »ممارسة ضغوط على الجانب العراقي«، داعياً واشنطن إلى »التمتع بالمرونة وعدم اللجوء إلى الاستفزاز«. وتابع »إذا كانوا يريدون فعلا تمرير هذه الاتفاقية فعليهم الكف عن إطلاق مثل هذه التصريحات التي تستفز المسؤولين السياسيين في البلاد«.
وفي طهران، دعا وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، إلى إخراج العراق من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإلى أخذ موقف الرأي العام العراقي بالاعتبار في التوقيع على الاتفاقية.
أمّا البرزاني فأشار إلى أنه يرى صعوبة في التوقيع على الاتفاقية، نافيا إعلان موافقته عليها سابقا، لكنه رأى أن الاتفاقية بصيغتها الحالية لا تمس بالسيادة العراقية.
- كما أعلنت وزارة حقوق الإنسان العراقية أن عدد العائلات المسيحية التي نزحت من الموصل (٣٧٠ كلم شمال بغداد) بلغت ٢٢٧٠ عائلة، موضحة في الوقت ذاته أنّ »التقارير الميدانية تؤكد توقف حركة نزوح العائلات المسيحية منذ منتصف الشهر الحالي«.
إلى ذلك، قال أساقفة يمثلون بطاركة الكنائس المسيحية في العراق، بعد لقائهم رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد، إن المسيحيين يرفضون إقامة منطقة حكم ذاتي لأنهم »لا يريدون العيش داخل قفص«. وشدد الأساقفة على أن مسيحيي العراق »يريدون العيش إلى جانب إخوانهم في كل مكان في العراق من الشمال وحتى البصرة، فكيف يمكن أن نعيش في منطقة صغيرة«.
من جهته، قال المالكي إنه »ستتم معاقبة كل من تسبب بتهجير المسيحيين، ومحاسبة الجهات التي وقفت وراء الجماعات المسلحة التي نفذت هذه الجريمة«، معتبراً أن »ما تعرض له المسيحيون في الموصل جزء من مخطط سياسي«.
إلى ذلك، تولى أول سفير للكويت لدى بغداد منذ العام ١٩٩٠ منصبه رسميا لينضم إلى قائمة متنامية من سفراء الدول العربية هناك. وقال مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني في بيان إن علي المؤمن قدم أوراق اعتماده إلى الرئيس في ما وصفه بأنه »علامة على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...