الملف النووي الإيراني: الإنقسام والخيارات

22-11-2007

الملف النووي الإيراني: الإنقسام والخيارات

الجمل: بدأت الخلافات الإيرانية الداخلية حول البرنامج النووي الإيراني تبرز إلى السطح، وعلى وجه الخصوص بين أطراف النخبة السياسية الإيرانية العليا.
* أبرز أطراف المواجهة الداخلية الإيرانية:
تقول المعلومات التي أوردها اليوم تقرير وكالة الـ«يونايتيد برس» الأمريكية إلى أن أقطاب الخلاف الداخلي الإيراني هما:
• مجموعة الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وترى هذه المجموعة بأن التصعيد المستمر سوف يؤدي إلى عواقب خطيرة أقلها دفع إيران باتجاه المواجهة مع المجتمع الدولي.
• مجموعة الرئيس أحمدي نجاد: وترى ضرورة المضي قدماً في البرنامج النووي ورفض أي صوت إيراني داخلي معارض له.
ويقول تقرير وكالة الـ«أسوشييتيد برس» بأن تصريحات الرئيس نجاد الأخيرة قد حملت تهديداً واضحاً لمجموعة رفسنجاني – خاتمي، وعلى وجه الخصوص حديث نجاد الذي قال فيه بأنه يتوجب على بعض الدوائر الإيرانية التي تقوم بتوجيه الانتقادات للبرنامج النووي، أن تتوقف عن هذه الانتقادات لأنها تعمل على إحباط الأمة وتثبيط همتها وسوف تكشفهم الأمة التي لن تقف متفرجة عليهم بسلبية وعدم اكتراث.
* خلفيات الخلافات الجارية حالياً:
أشار المحل السياسي التركي أرتزو سلاليفار إلى أن العالم قد تفاجأ بإقالة علي لاريجاني المفاوض الإيراني في أزمة الملف النووي، والذي كان أيضاً يتولى منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وكان المثير للدهشة تعيين سعيد جليلي بدلاً عنه، والذي كان يتولى منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأمريكية. ويقول المحلل السياسي التركي أرتزو سلاليفار، بأن مصدر الدهشة يتمثل في أنه برغم مواقف علي لاريجاني المتشددة فإن الرئيس أحمدي نجاد قام بتعيين سعيد جليلي، الذي يعتبر أكثر تشدداً من سابقه لاريجاني، كما يشير المحلل بأن هدف القيادة الإيرانية من هذه العملية هو إرسال إشارة واضحة إلى أوروبا وأمريكا بأن إيران سوف تمضي قدماً في تنفيذ البرنامج النووي مهما كان الثمن وبخطوات أسرع!! وبأنها واثقة من فعالية توجيه الضربة الانتقامية الثانية إذا قامت أمريكا أو إسرائيل بمهاجمتها..
* أزمة الملف النووي الإيراني على الجانب الأوروبي:
نشر موقع بوبي الالكتروني تقريراً أعده ستيفن نقولا، تناول ردود الأفعال المتوقعة حالياً في أوروبا إزاء أزمة الملف النووي الإيراني:
• الموقف الألماني: فرض المزيد من العقوبات على إيران لن يؤدي إلى تحقيق النتائج الإيجابية.
• الموقف الفرنسي: لا بد من الانتظار ولكن فرنسا سوف تمضي قدماً إلى جانب أمريكا إذا اختارت المواجهة.
• الموقف البريطاني: لا بد من الانتظار ولكن بريطانيا سوف تمضي  قدماً إلى جانب أمريكا إذا اختارت المواجهة.
وتقول المعلومات بأن الخيارات إزاء الملف النووي الإيراني أصبحت واضحة:
• العقوبات المتشددة وصولاً إلى الضربة العسكرية: وهو الموقف الأمريكي الذي يطالب بفرض العقوبات المتشددة على إيران ويهدد بأنه إذا لم يوافق المجتمع الدولي على برنامج العقوبات المشددة فإن أمريكا سوف تلجأ إلى الخيار العسكري، وهو خيار لن تتنازل عنه أمريكا إلا إذا وافق المجتمع الدولي على فرض عقوبات مشددة ضد طهران.
• العقوبات المتشددة كوسيلة وحيدة: ويرى الأوروبيون الغربيون ذلك، ويطالبو الأمريكيين بالتدرج في تشديد العقوبات وعدم استخدامها دفعة واحدة.
• العقوبات المخفضة مع توفير البدائل والحوافز: وهو موقف روسيا والصين، ويعارضون تطبيق العقوبات المتشددة ضد إيران، خاصة وأن المجتمع الدولي لم يقدم أي بديل مناسب لإيران، ولا الحوافز المناسبة التي تدفع الإيرانيين إلى التخلي تلقائياً عن البرنامج النووي الإيراني.
عموماً، تقول بعض التوقعات المتشائمة بأن التطورات الخطيرة التي قد تتضمن لجوء إسرائيل وأمريكا (أو الاثنين معاً) إلى الخيار العسكري ضد إيران، هي تطورات يتوقع أن ترتفع احتمالاتها بعد قيام أمريكا وإسرائيل بتنفيذ سيناريو إفشال مؤتمر أنابوليس، أما التوقعات المتفائلة فتقول بأن أمريكا تقوم حالياً بتنفيذ صفقة خاصة مع إيران تتضمن:
• تهدئة الوضع العراقي.
• منع حدوث الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق.
• تهدئة الوضع في باكستان وأفغانستان.
وبالتالي لن تكون هناك أي ضربة عسكرية طالما أن أمريكا محتاجة إلى مساعدة إيران في هذه الملفات.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...