المعلم: أطراف المؤامرة على سورية في خندق واحد مع إسرائيل

08-12-2014

المعلم: أطراف المؤامرة على سورية في خندق واحد مع إسرائيل

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن العدوان الإسرائيلي على موقعين سوريين أمس هدفه رفع معنويات التنظيمات المتطرفة بعد الهزائم التي لحقت بها.

وشدد المعلم وظريف بمؤتمر صحفي مشترك عقداه في طهران اليوم على استمرار المساعي مع الأصدقاء لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يقوم على الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي.

وقال المعلم إن “الهدف الأساسي لزيارتي هو تقديم الشكر والامتنان لسماحة الإمام القائد علي خامنئي ولفخامة الرئيس حسن روحاني وللقيادة الإيرانية وقبل كل ذلك للشعب الإيراني الشقيق الذي واصل دعمه للشعب العربي السوري وتعزيز صموده وصولا إلى انتصاره على الإرهاب” معربا عن شكره لنظيره الإيراني على دعوته لزيارة الجمهورية الإسلامية.

وأكد المعلم “أننا في سورية نتعرض لمؤامرة ما زال أطرافها يواصلون بكل وقاحة تآمرهم تقودهم كالنعاج الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ودول معروفة في المنطقة مثل تركيا والسعودية وقطر.. هؤلاء لم يدركوا أنهم فى الحقيقة بتآمرهم على سورية يدفعون الإرهاب إلى بلدانهم وهم سواء أدركوا أو لم يدركوا يقفون فى خندق واحد مع إسرائيل التي أغارت بالأمس على موقعين سوريين لرفع معنويات الإرهابيين بعد أن خسروا في دير الزور وبسبب صمود السوريين في قريتي نبل والزهراء وفي عين العرب والقلمون ومدينة حلب”.2

ولفت المعلم إلى أن “سكان نبل والزهراء قدموا نموذجا للبطولة الوطنية في التصدي لإرهاب جبهة النصرة كما فعلت قواتنا المسلحة في محيط مطار دير الزور في التصدى لداعش” مؤكدا أن عدد قتلى داعش وجبهة النصرة خلال هذين اليومين فاق عدد قتلى الألف غارة جوية التي قام بها التحالف ضد داعش.

سورية ستواصل صمودها فلا خيار لنا إلا الانتصار على الإرهاب.. نعمل لإيجاد حل سياسي يقوم على الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي

وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين على أن “سورية ستواصل صمودها فلا خيار لنا إلا الانتصار على الإرهاب” وقال “سورية تعمل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأصدقاء في روسيا وآخرين من أجل إيجاد حل سياسي يقوم على الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي.. وسنواصل هذا المسعى حتى يتحقق”.

بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين اعتداء الكيان الصهيوني على سورية وقال “نعتقد أنه أتى لرفع معنويات الجماعات المتطرفة بعد الهزائم التي لحقت في الأسابيع الأخيرة بداعش في مواجهة الشعبين السوري والعراقي ومن أجل مساعدة هذه الجماعات المتطرفة التي ينسق الكيان الصهيوني معها”.

وشدد ظريف على أنه “في نهاية المطاف فإن الأهمية تكمن في مقاومة الشعب السورى ودفاعه عن بلده ورصيده الوطني وأن الشعب الإيراني والحكومة الإيرانية سيستمران بدعم الشعب السوري”.

وأوضح ظريف أن منطقتنا تواجه أزمة إقليمية وعالمية كبيرة يدفع ثمنها الشعبان السوري والعراقي وقال “إن هذين الشعبين الكبيرين يواجهان موجة التطرف والإرهاب المدعومة أجنبيا لتحقيق أهداف غير شرعية للآخرين إذ اتضحت من خلال مقاومة هذين الشعبين الصورة المقيتة للإرهاب كما اتضحت نجاحاتهما في دحر قوى التطرف” لافتا إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران والتي تمتلك إدراكا صحيحا للخطر في المنطقة وقفت منذ البداية إلى جانب الشعب والحكومة في سورية والعراق لمواجهة هذا الخطر وستواصل هذا الموقف.

وأكد ظريف أن الازدواجية والسياسات غير العقلانية لا يمكنها أن تحل مشكلة الإرهاب في المنطقة وهي في الحقيقة تساعد التطرف والإرهاب والسبيل الوحيد العملي لحل مشكلة الإرهاب ليس الإجراءات العسكرية الأجنبية بل إيجاد طرق جادة وعقلانية من خلال مقاومة ومواجهة هذه الجماعات والتيارات مشيرا إلى أن هذه المشكلة لا تهدد سورية والعراق فقط بل المنطقة برمتها وكل العالم.

ولفت ظريف إلى ما قالته الأمم المتحدة بأن “مواطنين من أكثر من ثمانين بلدا في العالم موجودون في سورية والعراق كقوة لداعش وجبهة النصرة وهم خدعوا بأكاذيب تحت مسمى الإسلام وأساؤوا إلى الصورة الرحمانية لهذا الدين الكبير وارتكبوا المجازر الوحشية وهذا خطر عالمي حيث سيعود هؤلاء يوما ما إلى أوطانهم وسيكونون مصدر تهديد” لافتا إلى أنه كلما أصبح الفهم أكثر اتساعا في العالم يوجد أمل في مواجهة جادة لهذا الخطر.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله بالتوصل إلى حل سياسي في سورية قائلا “نحن سعداء بأن الحكومة السورية لديها نفس هذا التوجه وتبذل جهودها بجدية ونأمل بأن نصل إلى النتيجة المنشودة من خلال مساعدة بعضنا والتعاون مع الدول الأخرى التي تنشد السلام والاستقرار”.

وردا على أسئلة الصحفيين قال المعلم حول نتائج زيارته إلى موسكو “اتفقت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على إجراء مشاورات في سبيل إنجاح فكرة الحوار السوري السوري في موسكو أما فيما يتعلق بالموقف في إيران فقد سمعت من الوزير ظريف دعما لهذا الجهد وطهران لن تتردد في الإسهام من أجل إنجاح الحل السياسي”.

وبشأن العمل المشترك بين إيران وسورية والعراق لمواجهة الإرهاب أضاف المعلم.. جئت للتعبير عن امتناني للقيادة في الجمهورية الإسلامية وللشعب الإيراني الذي يدعم صمود الشعب السوري في مكافحة الإرهاب وكذلك يفعل الأصدقاء في روسيا ونحن والعراق تم تبادل الآراء بيننا وهناك اتصالات مستمرة وكما قال الوزير ظريف فإن إيران تدعم الشعب السوري والعراقي ونحن والعراق نتطلع إلى تنسيق كامل لأننا نجلس في خندق واحد في مواجهة الإرهاب.

وعن مستقبل سورية ونظرة الشعب السوري تجاه الموقف والمساعدات الإيرانية أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أن “الشعب السوري يقدر عاليا ما يقدمه الشعب الإيراني الشقيق وهذا ليس مستغربا بين شعبين شقيقين لديهما رؤية مشتركة للأوضاع في المنطقة ولديهما قرار سياسي مستقل يخدم مصالحهما.

وتابع أنه سيشترك غدا مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في حوار مشترك بضيافة ظريف ومن الطبيعي أن نتفق على فعل شيء.

من جهته جدد وزير الخارجية الإيراني تأكيده ردا على سؤال حول العدوان الإسرائيلي على موقعين في سورية أمس وعلاقته بما تقوم به المجموعات الإرهابية على الأرض السورية “إن عدوان الكيان الصهيوني على سورية أمس يؤكد أنه يواكب المجموعات التكفيرية الإرهابية المتطرفة والمتشددة كما يؤكد سعي الكيان الصهيوني لرفع معنويات المجموعات التكفيرية وخاصة بعد تكبدها الضربات ونحن كنا ولا نزال نشجب اعتداءات الكيان الصهيوني هذه”.

وعن رسالته إلى المؤتمر الذي سيعقد غدا بالنسبة للضغط على الدول التي ترعى الإرهاب والتطرف في المنطقة أوضح ظريف أن “الاجتماع اليوم وغدا سيكون كالاجتماع الذي استضافته إيران قبل أسبوعين في مدينة قم وأن لهذين المؤتمرين رسالة واحدة هي أن الأديان السماوية الإلهية بريئة من التشدد والتطرف فالتكفيريون لم يكن لهم أي مكانة في الدين الإسلامي وحركة هذه المجموعات التكفيرية معروفة لدى كل شعوب المنطقة ولكل المسلمين في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف ظريف “الرسالة التي يقدمها مؤتمرنا القادم من الناحية السياسية هي أن هذه المجموعات آلات بيد القوى الأخرى وبالتأكيد ستعود بالضرر على مستخدميها وما شاهدناه وحدث في الأشهر الأخيرة يكفي أن يكون درسا للدول التي تستخدم هذه المجموعات التكفيرية كورقة ضغط على شعوب المنطقة”.

وشدد ظريف على أن “السبيل الوحيد للتصدي للإرهاب هو المكافحة الشاملة للفكر والرؤى الإرهابية في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية وعلى أصدقائنا في المنطقة أن يدركوا واقعية أن تمدد هذه المجموعات يأتي من وراء الدعم المادي وأنه لا يوجد حل سوى بتجفيف مصادر الإرهاب وأن خطر هذه المجموعات الإرهابية سيرتد على داعميها قبل غيرهم”.

وعن خطوات سورية وإيران لحل الأزمة في سورية قال وزير الخارجية الإيراني “لدينا استشارات مستمرة مع زملائنا في سورية للتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية تناولناها اليوم وكنا أعلنا منذ البداية أنه يجب أن تحل الأزمات بالطرق السياسية السلمية وأن يكون الحوار سوريا سوريا بعيدا عن أي دور خطير ومخرب للأدوات والأطراف الأجنبية”.

وأضاف “فيما يخص الحوار بين الأخوة السوريين ومبعوث الأمم المتحدة وروسيا وموقفنا ومحاوراتنا مع الأطراف الأخرى للتوصل إلى حل سياسي في سورية ما زلنا نتواصل ونأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري وسورية والعلاقات الدولية وإننا نحاول أن تثمر هذه الجهود بأسرع وقت ولكن العمليات التخريبية من قبل الأطراف الأجنبية تلقي بظلالها على الأرض”.

وعن لقاء مشترك بين ظريف ووزيري خارجية سورية والعراق في إيران للتنسيق عبر وزير الخارجية الإيراني عن سعادته بالقيام بالتنسيق بين الوزيرين وبين الحكومتين في سورية والعراق وأن هذا التعاون والتنسيق كان مؤثرا جدا وخاصة في الشهرين الأخيرين لافتا إلى أن ايران باعتبارها صديقة للبلدين والحكومتين وتحارب التيار المتطرف بالمنطقة تفخر بأن تقوم بأي نوع من التنسيق إذ توجد الكثير من الفرص خلال الأيام القادمة. 3

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ودخول ملفات أخرى إلى طاولة المفاوضات بشأنه أكد وزير الخارجية الإيراني أن “قائد الثورة الإسلامية والحكومة في إيران أعلنا أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية تقتصر على القضايا النووية وأن بعض القضايا كانت تطرح في الحوار بشكل عابر” مضيفا.. “إننا نقول دوما وجهة نظرنا ونتحدث عن أخطار الإرهاب والتعامل المزدوج والانتقائي في المنطقة ونعتقد أن المفاوضات النووية معروفة بتعقيداتها وهي غنية عن أن نشرك بها مواضيع أخرى”.

وكان المعلم وصل إلى العاصمة الايرانية طهران صباح اليوم للمشاركة بأعمال المؤتمر الدولي لنبذ العنف والتطرف الذي تستضيفه إيران خلال اليومين القادمين.

وسيشارك في المؤتمر وزراء خارجية خمس دول هي سورية والعراق وباكستان وافغانستان ونيكاراغوا بالاضافةإلى رؤساء حكومات ووزراء خارجية سابقين من مختلف دول العالم.

وسيركز المؤتمر على المقترح الذي تقدم به الرئيس الايراني حسن روحاني للجمعية العامة للامم المتحدة العام الماضي بشان عالم خال من العنف والتطرف.

وقال مصطفى زهراني الأمين العام للمؤتمر في تصريح له إن “ما ينتج عن المؤتمر ستتم صياغته على شكل اقتراحات يتم إرسالها الى المنظمة الدولية”.

ويرافق المعلم في هذه الزيارة أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين.

وكان في استقبال المعلم لدى وصوله إلى طهران السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود وعدد من المسؤولين الإيرانيين.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...