المتطرفون في وسطنا
الجمل ـ هيئة التحرير في الدايلي تيليغراف و الصنداي تيليغراف ـ ترجمة: عبد المتين حميد:
بعد أيام من مقتل درامر لي ريغبي هذا العام في ووليتش بجنوب شرق لندن, قام رئيس الوزراء بتأسيس "وحدة مكافحة التطرف" لوضع التوصيات حول أفضل الطرق لإيقاف انتشار إيديولوجيا الإرهاب. خلُصَت هذه الوحدة في تقريرها البارحة إلى عدة مقترحات مألوفة و شائعة مما يدلًّ على أنّه ما من أحدٍ قد تمكن من تحديد المشكلة الكبرى على الإطلاق ألا و هي: ماذا سنفعل حيال مئات المجاهدين الذين يقاتلون في سوريا و الذين سيعودون إلى المملكة المتحدة في حال بقائهم على قيد الحياة؟
أجهزة الأمن تعتقد بأنّ أكثر من 300 شخص يحملون الباسبور البريطاني قد انضموا إلى صفوف الجماعات الإسلامية المتطرفة للحرب في سوريا بما في ذلك تنظيم القاعدة. هؤلاء الأشخاص لن يزجّوا في المعارك هكذا, بل إن غالبية المتحمسين قد تم تدريبهم على تكتيكات إرهابية مثل صناعة القنابل. يوجد دلائل دامغة تشير إلى أن بعضهم قد عاد من سوريا للقيام و معهم توجيهات للقيام بهجمات إرهابية هنا في بريطانيا.
هذا التهديد يبيّن أهمية التدابير التي اتخذتها وزيرة الداخلية البريطانية, تيريزا ماي, في ضوء تقرير وحدة مكافحة التطرف. فالوزيرة تنوي استشارة قانونيين لوضع تشريع يعزز صلاحيات اللجنة الخيرية البريطانية بحيث تمنع تحويل الأموال إلى الجماعات الإرهابية. و كما تمّ وضع خطة استراتيجية تحت اسم "بريفينت" –أي "منع"– لوقف عملية تطرف الشباب المسلم هذه الخطة ستكون مطلباً قانونياً للسلطات المحلية. و سيتم وضع أئمة مسلمين مدرّبين في حرم الجامعات لصدّ الرؤى المتطرفة – مع أنه بالتأكيد من المفضّل ألا تخضع الجامعات لضغط المتطرفين بالفصل بين الجنسين في الحفلات الرسمية.
ليس واضحاً كيف سيؤدي أيّاً من هذه الإجراءات و التدابير إلى معالجة مشكلة الجهاديين العائدين من سوريا. فحسب التعريف هؤلاء سيكونون متشبعين بالتطرف. بما أننا نعلم بنيتهم بالعودة, ننصح السيدة ماي بإيجاد طريقة فعالة لإيقافهم.
http://www.telegraph.co.uk/comment/telegraph-view/10494631/Extremists-in-our-midst.html
الجمل
إضافة تعليق جديد