اللوبي الإسرائيلي وخارطة طريق دبلوماسية إيران

الجمل: برزت إلى السطح الخلافات داخل واشنطن حول دبلوماسية إدارة أوباما الديمقراطية المتعلقة بإدارة أزمة الملف النووي الإيراني وتقول المعلومات أن الانقسام عاد مرة أخرى مطلاً برأسه حول ما يتحدث الخبراء عنه باعتباره صفقة روسية – أمريكية حول الملف الإيراني.
* ماذا تول المعلومات والتسريبات؟
أعلنت إدارة أوباما عن اعتمادها الوسائل الدبلوماسية أولا لجهة إدارة أزمة البرنامج النووي الإيراني وبهذا الخصوص بدأت إدارة أوباما اتصالاتها بإيران وروسيا والصين. بالمقابل أدرك الإسرائيليون وجماعات اللوبي الإسرائيلي بأن الخيار العسكري ضد إيران أصبح ضعيف الاحتمال برغم أن إدارة أوباما أكدت أنه ما زال مطروحاً على الطاولة. وتقول المعلومات أن الرئيس أوباما أرسل خطاباً للرئيس الروسي يعرض عليه استعداد أمريكا لعقد صفقة مع روسيا لتسوية الخلافات الروسية – الأمريكية على الملفات الآتية:
• البرنامج النووي الإيراني.
• ملف نشر شبكة الدفاع الصاروخي.
• ملف القوقاز.
• ملف آسيا الوسطى.
• ملف النفط والغاز.
• ملف كوريا الشمالية.
• ملف توسيع حلف الناتو.
• ملف شراكة روسيا في حلف الناتو.
معالم الصفقة الروسية – الأمريكية، لم تتضح بعد ولكن أشارت بعض التسريبات الروسية – الأمريكية بأن الرئيس الروسي ميدفيديف قد أخبر الرئيس أوباما بأن موسكو ترحب بالنقاش والتفاهم حول ملف الدفاع الصاروخي ولكنها لا يمكن أن تقبل أن يتم ربط هذا الملف بملف السياسية الروسية إزاء إيران.
* ما هي ملامح دبلوماسية واشنطن الجديدة إزاء إيران؟
الدبلوماسية أياً كانت هي مواجهة إضافة إلى أنها تمثل الجانب الآخر للحرب وبكلمات أخرى تسعى الأطراف المتصارعة إلى تحقيق أهدافها إما بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية. وتأسيساً على ذلك، فإن قواعد الاشتباك الدبلوماسي ترتبط بشدة لجهة التماثل والتطابق بالتوازي مع قواعد الاشتباك العسكري، واستناداً إلى ذلك فقد بدا واضحاتً أن جماعات اللوبي الإسرائيلي تسعى بشكل حثيث من أجل دفع إدارة أوباما باتجاه تبني واعداد اشتباك دبلوماسي مع إيران تؤدي إلى المضي قدماً في مسار إدارة بوش الجمهورية.
حتى الآن وبرغم الوضوح النهائي لخيار دبلوماسية إدارة أوباما إزاء إيران فقد أشارت التسريبات الأمريكية إلى أن جماعات اللوبي الإسرائيلي أصبحت على وشك إكمال مخطط خارطة طريق دبلوماسية إدارة أوباما إزاء إيران وبهذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• منظور معهد المسعى الأمريكي: ركز منظور المعهد على صياغة الإطار النظري لدبلوماسية واشنطن وتقديم الذرائع لإقناع الإدارة بعدم تقديم التنازلات لإيران. وأكد هذا المنظور أن واشنطن يجب أن تسعى باتجاه التراجع ضمن حدودها واحترام الاستثنائية الأمريكية ودور واشنطن المركزي في قيادة وتوجيه النظام الدولي وأشار منظور المعهد أن قيام إدارة أوباما بتقديم التنازلات لروسيا سيترتب عليه ليس تراجع النفوذ الأمريكي وحسب بل وصعود روسيا كقطب منافس كذلك، طالما أن هذه التنازلات ستضعف سيطرة حلفاء واشنطن في أوروبا وخاصة التشيك وبولندا والتنازل عن توسيع حلف الناتو سيضعف حلفاء أمريكا في أوكرانيا وجورجيا.
• منظور معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: ركز المنظور على صياغة الإطار العملي لدبلوماسية واشنطن إزاء إيران، وتقول آخر التسريبات أن خبراء المعهد أعدوا نموذجاً تطبيقياً للخطوات العملية التي يتوجب على إدارة أوباما التقيد بها في إدارة الملف النووي الإيراني، بحيث تلتزم إدارة أوباما بمشاركة المفتشين الأمريكيين جنباً إلى جنب مع مفتشي وكالة الطاقة الذرية، كما طالب خبراء المعهد إدارة أوباما بعدم اعتماد تقارير الوكالة إزاء البرنامج النووي الإيراني إلا إذا تطابقت مع تقارير مفتشيها.
هذا، وإضافة لذلك، تقول المعلومات أن اللوبي الإسرائيلي ركز على استخدام المفتشين الأمريكيين لأن عناصر اللوبي الإسرائيلي استطاعت خلال تولي جون بولتون منصب نائب وزير الخارجية لشؤون ضبط التسلح من التغلغل في صفوف أجهزة التفتيش النووي وكان من أبرز نتائج ذلك التقارير المزورة التي تم إعدادها بواسطة المفتشين الأمريكيين عن أسلحة الدمار الشامل العراقية سواء تلك التي وفرت الذرائع لإدارة كلينتون لاستمرار فرض العقوبات ضد العراق أو تلك التي وفرت الذرائع لإدارة بوش لتبرير غزو العراق. وما هو جديد في منظور معهد المسعى الأمريكي ومنظور معهد واشنطن يتمثل في محاولة دفع إدارة أوباما باتجاه التفاهم مع روسيا والصين ضمن الصفقات الأمريكية المتوقعة مع بكين وموسكو بما يتيح لواشنطن مزايا استخدام نفس النماذج بموافقة مجلس الأمن في التعامل مع إيران وكوريا الشمالية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة