القاعدة.....ميلاد مجيد
الجمل-*بقلم كريس فلويد ـ ترجمة رنده القاسم:
أنتم القاعدة... أنتم المدعومون من قبل الولايات المتحدة في جهادكم لأجل فرض حكم متطرف في سورية، و لكن لا زلتم تعانون من مشكلة في العلاقات العامة، فالكثيرون يذكرون الأعمال البغيضة منذ زمن طويل عندما فجرتم بضعة أبنية في الولايات المتحدة.. فماذا أنتم فاعلون؟
حسنا، أولا تغيرون اسم فرعكم في سورية مرتين أو ثلاث مرات.. تعملون على أن يتحدث الناطق باسمكم، و الذي تقتبس أقواله باحترام في وسائل الاعلام الأميركية، في أشياء معتدلة باللغة الانكليزية، و لكن يتحدث بعنف طائفي قاتل باللغة العربية.....حسنا، حتى الآن الوضع جيد.. و لكن ماذا لو أن رفاقكم في وسائل الإعلام الأميركية ألقوا نظرة خاطفة على عملياتكم على الأرض في سورية، مثل قطع الرؤوس، إعاقة المعونات الغذائية، التواطؤ مع داعش، ذبح الأقليات الدينية، قمع النساء....الخ ؟؟؟ انه لأمر سهل، و كما قال الصحفي البريطاني باتريك كوكبورن منذ أسبوع، ببساطة تجعلون المناطق التي تحت سيطرتكم خطيرة جدا للصحفيين، قتلهم و اختطافهم و إلخ..، بحيث لا يذهبون إلى هناك على الإطلاق. و عوضا عن ذلك يكتبون التقارير عن نشاطاتكم من بعيد، معتمدين عليكم في تزويدهم بالمعلومات، لترووا القصص التي تريدون أن تروى...
و بتغيير سريع يغدو الذين قتلوا الأميركيين أبطال أميركا الجدد، المدافعين الشجعان عن الحرية في سورية. و الأكثر من ذلك، كل من يجرؤ على الإشارة إلى الطبيعة الحقيقية لمنظمتكم، و كيف تعملون، يتهم بأنه مدافع عن نظام الأسد "الكريه"، أو محب لبوتين، بل و حتى خائن..... فكروا بذلك، فقط منذ عدة سنوات، كنتم أكثر مجموعة ملعونة و مكروهة عرفها الأميركيون، و الآن الأميركيون عبر وسائل الإعلام و الطيف السياسي يهتفون لكم كأبطال و يحموكم من كل هجوم.
مؤكد أنكم خسرتم موقعكم في حلب، حيث عملتم بشكل نظامي منذ سنوات على اضطهاد الناس و منعهم من المغادرة.و لكن أميركا لا تزال تدعمكم .. حتى عندما تهاجمون قوافل الإعانة في محاولة لإحباط اتفاق سلام يمكن أن يمنح الحرية لمن يريد مغادرة حلب الشرقية ، كانت وسائل الإعلام الأميركية تلفق العناوين الرئيسية بحيث لا يعلم أي أحد بأنكم أنتم من ارتكبتم هذه الأفعال.
و دعونا لا ننسى ماذا فعلت لكم أميركا في اليمن، لنتذكر كيف ضيق الحوثيون النطاق عليكم ، و تقريبا حرروا البلد من وجودكم، ثم تدخل الأميركيون مع حلفائهم السعوديين، محولين المكان إلى جحيم ، خانقين المساعدات الغذائية و الطبية، مدمرين البنية التحتية اللازمة لأساسيات البقاء، قاتلين آلاف المدنيين مع وجود الملايين المهددين بخطر المجاعة. و فجأة عدتم محققين انتصارات كبيرة، و أقوى من أي وقت مضى... ما كنتم لتحلمون بصديق أفضل، أليس كذلك؟
إذن تحيا القاعدة!! و مع وجود كل ثقل الإعلام الغربي و المؤسسة السياسية من خلفكم لن يكون هناك شك بأن أياما عظيمة بانتظاركم، و في الواقع، أتاح لكم الرئيس سهولة الحصول على المزيد من الأسلحة الأميركية بحيث تمضون لتحقيق هدفكم النبيل!!!!
إنها طريقتنا في القول : ميلاد مجيد.
*كاتب و صحفي أميركي
عن موقع Counter Punch
الجمل
إضافة تعليق جديد