الصحافة الأمريكة اليوم

17-01-2007

الصحافة الأمريكة اليوم

ربطت معظم الصحف الأميركية اليوم الأربعاء بين ما يحدث في العراق من توترات طائفية والمخاوف من بلقنة الشرق الأوسط، مستشهدة بأمثلة على ذلك، واعتبرت أن النجاح في العراق سيكون مرهونا بتعاون كامل من القادة العراقيين.

وفي هذا الصدد أيضا كتبت نيويورك تايمز تحليلا إخباريا تقول فيه إن ثمة مخاوف من أن التوترات بين الشيعة والسنة في العراق قد تكون بداية لبلقنة الشرق الأوسط.

ووفقا لخبراء في المنطقة فإن إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين واثنين آخرين على أيدي حكومة شيعية، ساهم في تصعيد الطائفية بين السنة والشيعة عبر الشرق الأوسط الهش.

ومضت تقول إن عمليات الإعدام التي اتسمت بالفوضى، وهدوء صدام أمام حبل المشنقة فضلا عن تهكم الحراس الشيعة منه، عزز صورته في أوساط المسلمين السنة.

ولكن هناك تطور آخر شهدته الساحة العربية وهو أن الحشد الذي حظي به حزب الله (الشيعي) إبان حربه مع إسرائيل الصيف المنصرم آخذ في التراجع.

وبينما يقول المحللون السياسيون والمسؤولون الحكوميون في المنطقة بأن استشراء خيبة الأمل بالشيعة ومؤيديهم في إيران سيصب في مصلحة الحكومات السنية والولايات المتحدة، غير أن آخرين أعربوا عن قلقهم بأن هذه التوترات التي قد تبدأ في بلقنة المنطقة كما فعلت في العراق نفسها.

لماذا تسمح مصر بالزوراء؟
وتعزيزا لهذه الرؤية تساءلت صحيفة كريستيان سيانس مونيتور في تقريرها عن سبب إصرار مصر -وهي حليفة قوية لأميركا- على السماح ببث قناة الزوراء العراقية (السنية) من فضائها، مشيرة إلى أن بث القناة لهجمات السنة على الجنود الأميركيين يؤكد على السياسات الطائفية.

فبينما تقول نايلسات إنها تسمح ببث القناة على قمرها لأسباب تجارية، يشير محللون إلى أن ثمة دلائل سياسية لمصر.

ويقول البعض إن تردد مصر في غلق القناة يظهر أن مصر ربما تتخذ موقفا ضد ما تراه من جور وعدوانية للحكومة العراقية الشيعية ضد السنة وضد تنامي النفوذ الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن لورانس بنتاك مدير برنامج الصحافة في الجامعة الأميركية بالقاهرة قوله "مع استعراض إيران لعضلاتها في العراق ولبنان والحديث عن إمكانية امتلاكها للقدرات النووية، كل هذا يجعل الأنظمة العربية السنية كمصر والأردن والسعودية تتخذ موقفا دفاعيا".

وقال بنتاك إن قرار مصر بإبقاء البث على قناة الزوراء لهو إظهار لدعمها للسنة.

الشريك المفقود في العراق
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها تقول فيها إن الافتراض الأساسي الذي يمكن أن يكون وراء إستراتيجية بوش حول العراق، هو أن واشنطن تحظى بدعم كامل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مشيرة إلى أنه لا شيء من أفكار بوش قد ينجح بدون التعاون الكامل من طرف الحكومة العراقية.

ولكن الصحيفة حاولت أن تسرد بعض الأمثلة التي تدلل على أن واشنطن في واد وبغداد في واد آخر، مستشهدة بتعيين الفريق عبود قنبار وهو ضابط شيعي يناهض الوجود الأميركي، في منصب القائد العسكري العام لحملة بغداد الأمنية الجديدة.

وقالت نيويورك تايمز إن أي أمل بنجاح تلك الحملة مرهون بقدرة الجنود على العمل ضد المليشيات الشيعية، محذرة من أنه إذا ما مضى قنبار والمالكي في تأمين الحماية لجيش المهدي فستقبر هذه الحملة حتى قبل أن تبدأ.

وشددت على أنه إذا لم يصر الرئيس الأميركي جورج بوش على أهمية قبول المالكي بمعايير محددة تنفذ وفق جداول زمنية، وعلى رأسها بتفكيك المليشيات الطائفية، فإن الولايات المتحدة ستبقى رهينة لدى المالكي وأجندته الشيعية المتطرفة.

وانتهت بدعوة بوش للتوضيح لرئيس الوزراء العراقي بأن الدعم الأميركي له سيعتمد على تعاونه الفاعل، وأن العراقيين سيخسرون أكثر مما سيخسره الأميركيون من هذه الحرب الأهلية المستعرة.

أما صحيفة الواشنطن بوست وتحت عنوان «الرهان الصحيح في الشرق الأوسط» كتب يفيد إغناشيوس مقاله الذي اعتبر فيه إستراتيجية بوش -خاصة في ما يتعلق بإرسال قوات إضافية إلى العراق- بأنها تفتقر إلى الفطنة وهي خطأ جسيم لأن "بوش يدفع بـ"أوراق" ثمينة - الجنود- إلى رهان خاسر".

وقال إن الرسالة التي تضمنتها الانتخابات النصفية للكونغرس كانت واضحة وهي أن الوقت قد حان لتقليل أميركا رهانها على أن الفوضى الطائفية في العراق قابلة للإصلاح بسرعة كبيرة.

وأعرب الكاتب عن أمله بأن يقوم الرئيس الأميركي جورج بوش بمجازفات في مكان آخر غير العراق، لا سيما الجهود الدبلوماسية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا أن ذلك هو خير سبيل لتسديد ضربة واحدة لإيران والمتمردين السنة في العراق وفرق الموت الشيعية.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...