الخيط الرفيع بين واشنطن ودمشق
الجمل: سعى أحد جماعات اللوبي الإسرائيلي الأمريكية إلى إعداد تحليل مختصر سعى من خلاله إلى التدقيق في طبيعة الخيط الرفيع الذي يربط واشنطن مع دمشق، بما أدى إلى جعل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر تفادياً لجهة القيام بالتصعيدات الخطيرة في خصوماتها مع سوريا: فما هي المعطيات والحيثيات التي أشار إليها التحليل. وما هي النتيجة التي توصل إليها؟
* تساؤلات الورقة التحليلية
استهلت الورقة التحليلية طرح الموضوع من خلال التساؤل الرئيسي القائل: كيف تأتى لبلد مثل سوريا أن ينجح دائماً في الحصول على ممر صغير لجهة الخروج والإفلات من المواجهات الخطيرة مع أمريكا؟ وأضاف التساؤل قائلاً بأن إسرائيل، وبرغم أنها تتشارك مع أمريكا المزيد من الروابط والقيم المشتركة والأعداء والأصدقاء المشتركين، فإنها غير قادرة لجهة القيام بدفع واشنطن على تصعيد وتائر العداء والخصومة بشكل مطلق.
هذا، وسعت الورقة إلى الإشارة إلى المعطيات الآتية:
• سعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوزي إلى زيارة سوريا في عام 2007م، وصرحت قائلة بأن: "الطريق إلى دمشق هو الطريق إلى السلام".
• وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر، ظل دائماً من أكثر المدافعين عن ضرورة استمرار تعامل واشنطن مع دمشق.
• سعى الزعيم الجمهوري جوك هاغيل، إلى التشارك مع الزعيم الديموقراطي السيناتور جون كيري في كتابة مقالة عام 2008م، نشرتها الصحافة الأمريكية وحملت عنوان «لقد آن الأوان للتحدث مع دمشق».
• قام السيناتور الديموقراطي جون كيري خلال العامين الماضيين بزيارة دمشق وحدها خمس مرات.
هذا، واختتمت الورقة التحليلية تساؤلاتها، بالإشارة إلى أن أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الحالية، تحدث ـ ممتنعاً عن ذكر اسمه ـ إلى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قائلاً، بأن واشنطن ما تزال أكثر تردداً إزاء الإقدام باتجاه تصعيد لهجاتها الانتقادية ضد دمشق.
* اللوبي السوري: الفرضية التفسيرية
سعت الورقة التحليلية إلى تحديد الإجابة القاطعة التي تفترض وجود "لوبي سوري" يعمل داخل واشنطن، بشكل معاكس لجهود اللوبي الإسرائيلي، وفي هذا الخصوص أشارت الورقة التحليلية إلى النقاط الآتية:
• يوجد عدد من الشخصيات الأمريكية المرتبطين بعلاقات مع دمشق.
• وجهات نظر المسؤولين الأمريكيين المرتبطين بعلاقات مع دمشق، هي التي أدت إلى التخفيف من شدة تأثير توجهات المسؤولين الأمريكيين المرتبطين بإسرائيل.
وأضافت الورقة التحليلية قائلة، بأن الواقع القائم في سوريا يشجع ويدعم وجهات نظر رموز "اللوبي السوري" الأمريكيين، وعلى سبيل المثال لا الحصر أشارت الورقة إلى النقاط الآتية:
• وجود روابط وعلاقات تربط دمشق مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية.
• وجود روابط وعلاقات قوية تجمع دمشق مع طهران.
وتأسيساً على ذلك، فقد سعت رموز اللوبي السوري لجهة التأثير في توجهات الإدارة الأمريكية إزاء دمشق، من خلال تفعيل الرأي القائل. بأن دمشق سوف تتمسك بكل هذه الروابط مع حلفاءها وأصدقاءها غير المرغوب فيهم أمريكياً. وبأن الثمن الوحيد الذي تطلبه دمشق هو استعادة الجولان حصراً. وبسبب علم رموز اللوبي السوري الأمريكيين بأن إسرائيل لن تقوم بإعادة الجولان لأصحابه، فإن النتيجة التي نجح اللوبي السوري في ترسيخها في واشنطن تتمثل في أن المسؤولية تقع على إسرائيل. إضافة إلى أن أي تصعيد خطير مع دمشق، سوف لن يترتب عليه سوى الإضرار بالمصالح الأمريكية الشرق أوسطية بالكامل، بما في ذلك أمن إسرائيل!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد