الحوار الوطني اللبناني يستأنف غداً وأبواب دمشق مغلفة
يستأنف مؤتمر الحوار الوطني اعماله في الحادية عشرة من قبل ظهر غد الثلاثاء في مجلس النواب اللبناني، في أجواء مشدودة، نتيجة السجالات التي شهدتها الايام الفاصلة عن الجولة السابقة، والتي اصبحت <اسطوانة مكررة> بين جولة وأخرى. وتوحي الاجواء السائدة قبل يوم واحد على الجولة الجديدة ان الحيثية التي انطلق على اساسها الحوار ما تزال تحكم السياسة المتبعة لاستمراره، وهي ان لا طاقة لأحد على تحمل تبعات إفشاله، على الرغم من التشاؤم الذي أبداه العماد ميشال عون من ان جلسة الغد قد تكون الاخيرة.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان <جلسة الغد ستنطلق في البحث من البند الرئاسي، ولن ننتقل الى الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية الا بعد حسم هذا الامر، حتى لو اقتضى الامر الاعتراف بشرعية الرئيس لحود حتى نهاية ولايته، وهذا آخر الدواء>. ويؤكد الرئيس بري، انه ليس هناك من تعديل لجدول اعمال الحوار، وبالتالي سيتابع المتحاورون نقاشهم في الموضوع الرئاسي. الا ان مصادر مطلعة ذكرت ان زيارة وفد الاكثرية الى الولايات المتحدة الاميركية والمشاركة في تكريم المندوب الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون، قد تثار من فريق حزب الله وحركة أمل.
ويفهم من هذه الاجواء ايضا ان جولة الثلاثاء، قد لا تكون النهائية في ما خص البند الرئاسي، وبالتالي لا موعد نهائيا لبت هذا الموضوع ان سلبا او ايجابا، لأن الانتقال الى البند المتعلق بسلاح المقاومة رهن بالانتهاء من البند الاول، والذي يبدو انه في حالة المتحاورين الراهنة، قد يستغرق جولات وجولات..
وفي السياق، تعكس اجواء الرئيس بري تساؤلات حول الكلام المتواصل، عن امكان طرح الموضوع الاقتصادي والموضوع الانتخابي على جدول اعمال الحوار. وتؤكد المصادر انه ما يزال في جدول اعمال الحوار، البندان المعروفان اي الملف الرئاسي وسلاح المقاومة، وبالتالي ليس هناك اي تفكير بطرح او إدراج امور اخرى، لا سيما أن طاولة الحوار لا تقوم بأي شكل من الاشكال، مقام المؤسسات الدستورية ومهامها، فضلا عن ان احتمال اقرار مثل هذه الامور العائد بحثها الى المؤسسات، يلغي دور رئاسة الجمهورية، ويُحل المؤتمر محل مجلسي النواب والوزراء، وهو ما يحاذر المؤتمرون المس به. وتلفت المصادر الى ان احدا لم يفاتح الرئيس بري بهذا الموضوع اصلا.
وفي هذا الاطار نفى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة احتمال طرح الملف الاقتصادي على طاولة الحوار يوم غد الثلاثاء وقال انه لا يعتقد ان الموضوع الاقتصادي سيطرح.
كما نفى السنيورة ان تكون هناك اي مقترحات سودانية بأن يزور وزير الخارجية فوزي صلوخ دمشق تمهيدا لزيارته وتحضيرا لجدول اعمالها. وقال: <لا شيء من هذا القبيل ابدا>. وأشار ردا على سؤال الى ان <لا شيء جديدا في زيارة الموفد السوداني الى بيروت>. وعن توقعاته من الجلسة الحوارية الجديدة قال السنيورة: لا اعرف.
على خط آخر عاد رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط من الكويت ليل امس، بعد لقاء مع امير الكويت الشيخ صبح الاحمد الصباح بحضور الوزيرين مروان حمادة وغازي العريضي. وقال جنبلاط في تصريحات له ان مؤتمر الحوار سيناقش غدا مصير سلاح <حزب الله> قائلا ان الدولة لا تستطيع ان تبني سلاحها وهناك ميليشيات.
من جهته كرر العماد ميشال عون القول انه سيحضر الى جلسة الحوار غدا بصفة مراقب فقط، لأنه لن يكون السبب في فرط النصاب. واعتبر ان لا جدوى من الحوار، وهو لم يأت بشيء جديد الا بالقضايا المتفاهم عليها مع حزب الله. ولم يستبعد عون ان تكون جلسة الغد هي الاخيرة نظرا لعدم وجود اي جديد، مشيرا الى ان كل ما يتفق عليه في الحوار ينسف في الخارج، حتى الورقة السورية التي اعطيناها للحكومة راحت ونسفتها وفتحت فيها حربا، بدل ان تفتح فيها مفاوضات على علاقات سليمة.
من جهة ثانية انتقل رئيس تكتل المستقبل النائب سعد الحريري الى الرياض، بعد لقائه في باريس البطريرك الماروني نصر الله صفير الموجود في العاصمة الفرنسية وينتظر ان يلتقي الرئيس جاك شيراك خلال الساعات المقبلة. وينتظر ان يعود الحريري الى بيروت في الساعات المقبلة ليشارك الثلاثاء في جلسة الحوار التي ينتظر ان تشهد نوعا من المعاتبة بينه وبين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على خلفية المواقف الاخيرة للطرفين، والتي وترت الاجواء بينهما.
وكان الحريري صرح بعد لقائه صفير، بأنه ليس لديه سجال مع حزب الله. وقال <ان شاء الله لا تكون هناك خلافات في المستقبل على المستوى الذي شهدناه، لأن البلاد هي من يسدد الثمن، والشعب اللبناني هو من يسدد ثمن هذه الخلافات السياسية التي ليس لها أي جدوى>.
أما البطريرك صفير فقال في ندوة صحافية عقدها في باريس السبت ان هناك <معسكرين في لبنان: فريق يبدأ في لبنان ويلتحق بإيران مرورا بسوريا. وفريق يبدأ في لبنان ويلتحق بالولايات المتحدة وأوروبا. أما الفريق اللبناني فأعتبره ضائعا>.
واجتمع صفير امس الى المبعوث الدولي تيري رود لارسن، وجرى عرض للاتصالات الجارية لاستكمال تنفيذ بنود القرار ,1559 والمشاورات الجارية في مجلس الامن الدولي في هذا الصدد.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد