الحركات الكردية واستيراد النموذج الإسرائيلي
الجمل: المسألة الكردية، ماتزال تلقي بتداعياتها على الصراع في منطقة شرق المتوسط، وقد أصبحت هذه الورقة أكثر بروزاً وتصاعداً بسبب سعي زعماء الحركات الكردية الحثيث إلى بناء تحالفاتهم مع القوى الخارجية، ذات التوجهات المعادية لشعوب المنطقة.
• النطاق : وشمل مناطق تواجد الأكراد، في مناطق شمال العراق، جنوب تركيا، غرب إيران، وشرق سوريا.
• الأطراف:
- أطراف كردية: وتتضمن القوى والحركات السياسية الكردية، والتي من أبرزها: حزب العمال الكردستاني (يمثل أكراد تركيا)، والاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، إضافة إلى تجمعين صغيرين يمثلان أكراد سوريا، وأكراد إيران.
- أطراف غير كردية: وتتمثل في:
أطراف إقليمية ذات شأن وعلاقة بالمنطقة، وتتمثل في تركيا، إيران، سوريا، والعراق.
أطراف دولية لا شأن ولا علاقة لها بالمنطقة، ولكنها تسعى لاستخدام الورقة الكردية لخدمة مصالحها الأخرى، ومن أبرزها: إسرائيل، وأمريكا وبعض بلدان غرب أوروبا.
• المسارات: وهناك ثلاثة أنواع من المسارات، وذلك وفقاً لطبيعة كل طرف.
- مسار الانفصال: وهو المسار الذي تتحرك ضمنه القوى والتيار والحركات الكردية.
- مسار الوحدة: وهو المسار الذي تتحرك ضمنه حكومات المنطقة، والقوى الوطنية الأخرى في بلدان المنطقة.
- مسار الصراع: وهو المسار الذي تحاول القوى الأجنبية الخارجية مثل أمريكا وإسرائيل دفع الحركات الكردية باتجاهه.
المعطيات الراهنة تتضمن الآتي:
• دعم أمريكا وإسرائيل لأكراد العراق، على النحو الذي جعل أكراد العراق يحققون المزايا الآتية:
- السيطرة السياسية على إقليم كردستان الواقع شمال العراق، والعمل على طرد السكان العرب، والآشوريين، والتركمان من الإقليم، وإنزال العلم العراقي، والمطالبة ببقاء القوات الأمريكية واستمرار عملية احتلال العراق، وبرغم أن عدد الأكراد في العراق يمثل حوالي 15% من سكان العراق، إلا أن الحركات السياسية الكردية بفضل الدعم الأمريكي أصبحت تسيطر على حوالي 30% من البرلمان العراقي الحالي، وذلك بنسبة مقاعد تعادل ضعف استحقاقها الديموغرافي.
- السيطرة العسكرية: ليس للأكراد سيطرة عسكرية لا في إيران، أو تركيا، أو سوريا، وفقط بالعراق.. وذلك بسبب مشروع الـ(محمية الكردية) التي أقامتها أمريكا على مدى أكثر من عشر سنوات للأكراد في شمال العراق، الأمر الذي جعل الإقليم يشكل ملاذاً آمناً لكل الحركات الكردية الموجودة في المنطقة، وقد لعب الدعم العسكري الإسرائيلي، والمالي الأمريكي للحركات الكردية بأن تتوطد أكثر في شمال العراق، وحالياً بعد حل الجيش الوطني العراقي، قامت سلطات الاحتلال الأمريكي باستيعاب أفراد وضباط الميليشيات الكردية ضمن الجيش وقوى الأمن والشرطة الجديدة في العراق، على النحو الذي أصبح فيه الأكراد يشكلون 50% من تكوين عناصر هذه الأجهزة.
أغلب الحركات الكردية تهدف إلى شيء واحد، وهو القيام بتنفيذ ما ظلت تقوم به إسرائيل، والذي يتمثل في طرد السكان المحليين وإقامة دولة (كردية) في المنطقة، وذلك عن طريق تطبيق نفس الموديل الإسرائيلي الذي ركز على أطروحة الحق التاريخي في الاستيلاء على أراضي العرب باعتبار أنها تمثل أراضي دولة إسرائيل. وحالياً الأكراد يقولون: إن هذه الأراضي تمثل مملكة (مها أباد) الكردية التي سبق أن قامت في المنطقة، وبالتالي يتطابق المنطق الكردي مع المنطق الإسرائيلي على أساس اعتبارات الآتي:
- الإسرائيليون يعملون من أجل الاستيلاء على الأرض من العرب وأيضاً الأكراد يعملون من أجل أخذ الأرض من العرب.
- الإسرائيليون يقاتلون الجيوش والقوات العربية، وأيضاً الأكراد يقاتلون الجيوش والقوات العربية.
ما لم يتطرق إليه أحد، هو أن النموذج الكردي لـ(كردستان) يقوم بالأساس على نفي التاريخ، فهناك الآشوريين والكلدانيين، وهم أصحاب دولة وحضارة وتاريخ سياسي أقدم من كيان الـ(مها آباد)، وكيف سيرد المطالبون بـ(كردستان)، إذا برزت مطالب آشورية بالأرض التي تمثل نفس الرقعة التي يفترض الأكراد أنها أرضهم!!
الحكومة التركية حشدت جيشها على الحدود، وبالتأكيد فإن عملية الحشد هذه قد تمت بعلم ودعم أمريكا وإسرائيل، (خاصة وأن رئيس أركان الجيش التركي هو من يهود تركيا، وله أقارب كثيرون في إسرائيل).. وحالياً يشير المخطط إلى مرحلة جديدة في الصراع (الكردستاني)، وعلى طريقة حلفاء الأمس أعداء اليوم، فعلى الأكراد أن يفهموا قياساً على ذلك أن حلفاء اليوم هم أعداء الغد، ( أي أمريكا وإسرئيل) حلفاء اليوم، قد أكملوا صفقتهم مع تركيا، وسوف يصبحون أعداء الغد للأكراد، لأن المطلوب بالنسبة لهم ليس كردستان، وإنما النفط، وتفريغ المنطقة من سكانها، وقد بدأ مخطط التفريغ بدعم الأكراد في عملية طرد العرب والآشوريين والتركمان.. والآن جاء دور طرد الأكراد أنفسهم من المنطقة، وسوف يقوم به الجيش التركي هذه المرة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد