التهاب الكبد الفيروسي .. فوضى في استقصاء النسب وعدم دقة التحاليل
أنت تحتاج لكبد صحيح, لأنه يقوم بالمحافظة على بقائك حياً, إنه يقاتل الانتانات ويوقف النزف, ويلغي السموم, والأدوية الضارة من الدم, والكبد مخزن للطاقة يطلقها عندما تحتاجها, ويكفي أن نقول: إن الكبد يقوم بإنجاز كم هائل من الوظائف, بحيث إننا نحتاج إلى بناء مصانع تغطي مساحة الكرة الأرضية, وتعمل لمدة 10 سنوات حتى تستطيع إنجاز الوظائف التي ينجزها كبد إنسان واحد طوال حياته.. فماذا لو تعرض هذا الكبد لمرض أو خلل?!
بصراحة غدا التهاب الكبد الفيروسي بنوعيه ال B و ال C مشكلة صحية عالمية كبيرة, وأظهرت بعض الدراسات, أن هناك نسبة تقدر ب 5 - 10% من المصابين بفيروس الكبد B الذي لا تستطيع أجسامهم التخلص منه, فيصابون بالمرض الذي يتطور عنه نسبة قليلة منهم, إلى تليف بالكبد, ثم سرطان فيه, ما يؤدي إلى فشله في أداء وظائفه حتى الموت.. وهذه النسبة قدرت ب 20 إلى 30% من المصابين بفيروس الكبد B.
من جهة أخرى, يصبح 10% منهم تقريباً, حاملين لهذا الفيروس, بشكل - مزمن - والذي تكمن خطورته, في إمكانية نقل عدوى الفيروس للآخرين, فهذا يتواجد في الدم, وسوائل الجسم الأخرى (لعاب - حليب الأم - مني ومفرزات مهبلية) ويمكن انتقال العدوى عن طريق التعرض المباشر لتلك السوائل, واستخدام ابر ملوثة, والمشاركة بأدوات الحلاقة و فراشي الأسنان, حيث بمقدور فيروس التهاب الكبد B العيش على سطح المواد الملوثة لمدة شهر, وحسب مجموعة العمل الخاصة بدراسة التهابات الكبد الفيروسية, إن فيروس التهاب الكبد B من أكثر الفيروسات مقاومة للتخرب ويتحمل حرارة 60 درجة مئوية, لمدة ستين دقيقة, ويبقى في الوسط الخارجي مدة 7 أيام, بينما يبقى في البلازما المخزنة مدة ستة أشهر, لذلك اعتبرت قدرة المطهرات القاتلة للفيروسات الكبدية معياراً لقدرتها القاتلة للجراثيم بشكل عام, والطريقة الوحيدة التي يمكن فيها تحديد المرض والسيطرة عليه (حسب ما أجمع عليه الأطباء الذين التقينا بهم خلال سياق هذا التحقيق) هي تحليل الدم الخاص بهذا الفيروس ومن الممكن منع الإصابة به بأخذ التطعيم الواقي على 3 جرعات واتباع طرق الوقاية.
- تعتبر نسبة الإصابة في سورية وفقاً للتصنيف العالمي - متوسطة, وقدرت حسب إحصائيات بنك الدم ب 4%, ولكن أكثر من دراسة أوضحت أن هذه النسبة غير دقيقة وأرقام الإصابات تتجاوز المعايير العالمية.
ففي دراسة أنجزتها وزارة الصحة مثلاً, تبين من خلال فحص 3165 مواطناً - (وفق عينة عشوائية من المحافظات) - إصابة 178 من أفراد هذه العينة بفيروس التهاب الكبد B, وبالتالي فإن معدل انتشاره الإجمالي يبلغ 5.62%. في حين نجد في دراسة أخرى شملت 3096 مراجعاً ومريضاً وعاملاً في مشفى المواساة, قامت بها الدكتورة تهاني علي (التي شغلت منصب مديرة مركز جامعة دمشق لنقل الدم) - أن الإصابة ب B تزيد عن 13%.
- أما بالنسبة لالتهاب الكبد C أو (HCV) وهو الأخطر, فقد أظهرت دراسة علمية أنجزتها وزارة الصحة, أن انتشاره بات يشكل مشكلة صحية ذات أولوية, وأن معدل انتشار هذا الفيروس يبلغ 2.8% في سورية, أي حوالي 50 ألف مواطن, وقد سجلت محافظة حلب رقماً ملحوظاً في معدل انتشار فيروس التهاب الكبد C بلغ 10.14%.
في حين توصلت دراسة سابقة كانت قد أجريت في محافظة دير الزور, إلى أن نسبة الإصابة بهذا الفيروس 9.5% في منطقة البوكمال.
- د. جابر بدران اختصاصي بالأمراض الداخلية في دير الزور قال:قدمت دراسة تؤكد انتشار مرض التهاب الكبد B في مدينة البوكمال وقراها, وبنسبة تتراوح بين 25 إلى 35%, وكذلك في القامشلي, إلا أن الدراسة قوبلت بالرفض من قبل من يخافون على مناصبهم وكراسيهم, على الرغم من أن هذه الدراسة رسمية وتمت على يد نخبة من الأطباء في مشفى المجتهد بدمشق.
- مديرية الأمراض البيئية والمزمنة في وزارة الصحة اعتبرت الدراسة التي نفذتها لأول مرة عن التهاب الكبد الفيروسي C-B هي الأقرب إلى الدقة, لأنها شملت المحافظات كافة, واعتبرت ما تبقى من دراسات بمثابة المشعر كما اعتبرت معدل الإصابة بمرض الكبد الفيروسي B-C متقارباً مع معدلات الإصابة في دول الجوار, ما يشف عن تكتم على الأرقام الحقيقية لمعدلات انتشار المرض, وقد لايؤثر إخفاء إحصائيات مرض منتشر عالمياً على سياحتنا وعمالتنا, بالقدر الذي يؤثر فيها عدم وجود فريق عمل موحد يتمثل في أربع جهات أساسية معنية بمكافحة المرض (وزارة الصحة - وزارة التعليم العالي - الجمعية السورية لأمراض الهضم - إدارة نقل الدم) وتقطع حبال الوصال بين أطرافها, فلا يعملون في إطار التنسيق والانسجام فيما بينهم, وإنما يعمل كل منهم بمجموعة مستقلة عن الأخرى, الأمر الذي ساهم بإشاعة (الأمية الشعبية) تجاه هذا الفيروس الخطير الذي ترعرع على تناقضاتنا, وألقى على كاهل الحكومة عبئاً مادياً وصحياً مضاعفاً.
- رغم تصاعد الأرقام فيما يتعلق بانتشار فيروس الكبد, نجد عدد الذين يتلقون العلاج لا يزيد عن 600 مريض, والسبب هو نقص التوعية, وعدم دقة التحاليل, وكثير من الأطباء أكدوا أنه لو وصلت جميع الإصابات إلى مشافي الدولة, فإن ميزانية وزارة الصحة كلها لن تكفي لتغطية علاجهم, وأن الحل ثقيل على الحكومة وأكدت مديرية الأمراض البيئية والمزمنة في وزارة الصحة أنها تؤمن 50 ألف جرعة سنوية, وتمت زيادتها إلى 80 ألف جرعة هذا العام, وأن مريض التهاب الكبد يكلف من 200 إلى 400 ألف ل.س, وهناك نسبة 40% لا تستجيب للمعالجة ما يعني الهدر في الدواء.
- وتتفاقم المشكلة حين ينقطع الدواء, وحدث هذا لأكثر من مرة, ما أدى لعدم قدرة الأطباء على تقييم الاستجابة للعلاج, والاضطرار لتمديد فترة العلاج, وزيادة كمية الدواء المصروف, بما يشكل عبئاً على المريض ووزارة الصحة معاً.
فمع أن وزارة الصحة تعمل على تأمين مستلزمات العلاج بالجملة ضمن منظومة التعامل مع هذا الفيروس, لكن تبدو هذه المنظومة قاصرة حتى الآن, ما يشكل تربة خصبة لنمو الفساد, والتلاعب بأرواح الناس, والاستهتار بالمال العام, فمع عدم وجود مراكز للمعالجة في المحافظات, يتم تحويل جميع المرضى إلى ابن النفيس, وعندها ترى عشرات الناس المنتظرين على عيادات الفحص, وأمام صيدلية المشفى ما يسهل معه الاستنتاج أن طاقة المشفى لا تحتمل كل ذلك.
- المأساة, حسب مانشر في جهينة أنه ما إن ينقطع الدواء, حتى تظهر سوق سوداء تبيع كل ابرة بأكثر من عشرة آلاف ليرة, ولايجد المريض الذي يرى حياته تتوقف على هذه الابرة, أمامه سوى الرضوخ لسماسرة الألم بعضهم من المرضى الذين كانوا يستغلون ارتفاع ثمن الابرة فيقومون كما يؤكد أحد الصيادلة ببيعها بدل استخدامها في العلاج, وبعضهم من الأطباء!!
- وتزدهر السوق السوداء لدواء الكبد, على خلفية عدم وجود قاعدة للبيانات في وزارة الصحة, وعدم وجود شبكة تصل المراكز ببعضها ما يؤدي إلى ازدواجية بالصرف فهناك مراكز أخرى غير ابن النفيس توزع الدواء في حلب ودير الزور وكذلك في مشافي وزارة التعليم العالي, ووزارة الدفاع, وبعض المرضى اكتشفوا هذا الخلل, وبدؤوا يصرفون الدواء في أكثر من مكان, منتظرين انقطاعات الدواء لازدهار تجارتهم.. وقد أوصى الأطباء في لجنة مرض الكبد في وزارة الصحة أكثر من مرة بأن الحل يكمن بإنشاء هوية خاصة لكل مريض مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن, وإنشاء مراكز خاصة بالعلاج في كل المحافظات وربطها بشبكة موحدة, كما أوصى الأطباء, بأنه يمكن الاتفاق مع أكثر من شركة دوائية تفادياً لحدوث الانقطاعات, والسؤال الذي يجدر طرحه هنا:
- بيروقراطية قادرة على قتل الناس بسبب الروتين, فابن النفيس مسؤولة عن توزيع الدواء, وتحديد كمياته فقط, وغير مسؤولة عن تأمينه, ووكلاء الدواء أكدوا أنه متوفر دائماً ولكن تأخر الوزارة في إرسال طلبها للشركة المعتمدة, هو السبب, وبدورها تؤكد الوزارة أن الاعتماد موجود ولكن السبب هو تأخير فتح الاعتماد, وفي مؤسسة التجارة الخارجية (فارمكس) قالوا: إن سبب التأخير يعود لعدم توافر القطع الأجنبي في موعده, أو تأخر تخصيصه من قبل رئاسة مجلس الوزراء, ومن ثم تأخير فتح الاعتمادات.
أي: إنها حلقة مفرغة من الإجراءات البيروقراطية, ولكنها بيروقراطية قادرة على قتل الناس.
- في عام 2006 أطلق عميد كلية الطب في جامعة البعث تحذيراً بالغ الخطورة, إلى ظاهرة نبش حاويات القمامة, ودورها الرئيس في نقل فيروس هذا المرض وغيره, وإشاعته بين الناس.
حيث قمامتنا - كما يقول - لا تخضع لمعايير علمية بخصوص (النفايات الطبية) وحاوياتنا لاتنقصها بشكل أو بآخر هذه النفايات, فماذا لو كان فيها ابر من مخلفات الصيدليات وغيرها, وماذا لو كانت بعض هذه الابر من مهتلكات (متعاطي المخدرات)?!
- نشر طبيبان من كلية الصيدلة في جامعة دمشق, دراسة في مجلة (التشخيص المخبري) ذكرا فيها أن ثمة فئاتاً نسائية عالية الخطورة في نقل هذا الفيروس وتصديره للآخرين من المومسات العاملات في الشقق السكنية اللواتي ثبت أنهن يحملن أعلى نسبة من حيث الإصابة بمرض التهاب الكبد, وقدرت هذه النسبة ب 5.5%.
- ولعل المأساة أو التراجيديا الحقيقية, أن يثبت أن الفيروس منتشر بنسبة 3.2% لدى المتبرعين بالدم, ما يستوجب منع التبرع خارج بنك الدم, كما أن الفيروس منتشر بنسبة أعلى لدى مرضى غسيل الكلية, بنسبة 8.5%, وهو الأمر الذي خصصنا له جولة ميدانية على مجموعة من المشافي لاستقصاء آلية انتشار هذا الفيروس بين هذه الفئة.
- تقول د. سحر دامرلي رئيسة مراكز الكلية في سورية: المفروض في حالات التهابات الكبد, العزل بالمكان, والمرضى, والأجهزة, مع ملاحظة أن 75% من نقل فيروس التهاب الكبد يكون عبر الممرض.
وتضيف: نحن في هذا القسم نعزل المريض ولا نستقبل مريض التهاب الكبد B لعدم وجود أجهزة لاستيعابهم, ومشفى الكلية هي الوحيدة التي تخصص أجهزة لهؤلاء المرضى.
- رئيس قسم غسيل الكلية في مشفى المواساة أ.د.عدنان الصباغ قال:إن انتقال العدوى في المشافي, يعود للاهمال والضغط على الأجهزة ولكن هذا لا يشفع للمشافي بانتشار المرض.
وبالنسبة للمواساة تحديداً وهي أول مركز بدأ بغسيل الكلية في سورية لدينا 150 مريضاً, 7 منهم التهاب كبد B, وحوالي 30 شخصاً التهاب كبد C, وتتم آلية الغسل بتخصيص ممرضات لكل حالة, حيث تجرى لهن فحوصات كاملة لمرض التهاب الكبد B-C والايدز.. قولاً واحداً يجب عزل المريض, ولدينا أمكنة خاصة للطوارئ ونحن نعقم يومياً بالمواد الخاصة بالتعقيم.. والمشكلة في معالجة المياه, فالمياه يجب أن تكون مفلترة ومعقمة.
- ما دفعنا إلى ا لتوجه إلى هذا المشفى حقيقة, هو قول مريض التقيناه بالمصادفة في مشفى الرازي ويدعى محمود قصاص الذي قال لنا حرفياً: أنا أغسل الكلى منذ أربع سنوات, وقد انتقل إلي فيروس التهاب الكبد C من مشفى ابن النفيس دون أن أعرف إذ كنت أنوي زراعة كلية, وجمعت المبلغ اللازم للزرع, ولكن عند إجراء الفحوصات, تبين أني مصاب بالتهاب الكبد C.
وعندما توجهنا بالسؤال لهذا المريض: هل تفكر ثانية بالعودة إلى ابن النفيس.. أجاب: لا.. لا أفكر نهائياً بالعودة إليه.
في حين بدأ عزت دقو مساعد مهندس ومريض غسيل كلية منذ 12 عاماً, بسرد معاناة المرضى مع هذا المشفى المركزي الكبير بالقول: بالمؤكد.. إنه يوزع فيروس التهاب الكلية إلى جميع مشافي القطر, عبر أقسام غسيل الكلية وتحديداً من خلال عدم عزل المرضى المصابين عن غير المصابين.. وفي الواقع توجد غرفتا عزل أمام الوزارة, إحداها للسلبيين, والثانية للإيجابيين, ولكن في حقيقة الأمر لا يوجد عزل للمرضى في ابن النفيس ولا بكادر التمريض.
إذ يقوم ممرض واحد بعملية (الشك) و(الفك) لعدة مرضى دون استبدال, مع عدم تبديل الكفوف إثر عملية الإصلاح أو إلغاء إنذار, أو حتى تبديل الحمض.. هذا عدا موضوع التعقيم للأجهزة التي لا تعقم أو تمسح بمادة (الفورمول) إثر كل جلسة, وإذا ما تم تعقيمها مرة فلا يتم الأمر بشكل مثالي لأنها قد تعرضت للكسر وجبرت بلصقات طبية تعوق عملية التعقيم, أضف إلى ذلك تساقط سائل التعقيم إلى قلب كالونات الغسيل, حيث الحمض في أسفل الجهاز, ونلاحظ عدم اتلاف الكالون بعد استعماله مباشرة, وإنما يتم التبديل والتفريغ من كالون إلى آخر بمساعدة (المستخدم) من تحت الأجهزة.
ويتابع دقو القول:في مشفى ابن النفيس, صادروا أمل أكثر من مريض في زرع الكلية بنقل عدوى فيروس الكبد C عشوائياً منا وإلى غيرنا, من دون إرادتنا نحن نشارك كمرضى بهذه المأساة.
ومن آيات ربي (هل يستو الذين يعلمون والذين لا يعلمون), هم يعلمون طرق الوقاية, وسبل عدم انتقال الفيروس بالعزل والتعقيم, ولكنهم ورغم شهاداتهم العليا في الطب, لا يعقمون, ولا يعزلون, ويمننون.. لقد تحدث معي راعي أغنام, من بين المرضى وهو الذي لا يحمل من الشهادات شيئاً, ولكنه يحمل من الأمانة ما يكفي لأن توزع على جبال, قال لي: إنه يعزل الخاروف المصاب, ويعقم الحظيرة لحين شفائه.. فهل يستو بعد ذلك الذين يعلمون والذين لايعلمون.
- لا ندعي أننا نكشف جديداً, فقد سبق وكشفت دراسة للدكتورة تهاني علي, نسبة عالية لإيجابية الفيروس لدى أطباء وموظفي المواساة, بما يقدر ب 5.14% من العينة المدروسة التي شملت 3096 مراجعاً وعاملاً ومريضاً في المشفى خلال الفترة 2/1/2000 وحتى 30/6/2003 وعلى مدار 30 شهراً.
وقد بلغت عينات الأطباء والموظفين 363 أي 12.5% من أصل 2881 من العينات, وهي تساوي النسبة التي تشكلها الإيجابية لدى مرضى الشعبة الهضمية, والمقدرة ب 5.69% حسب ذات العينة المدروسة.
وفي هذه الدراسة مشعر ذو دلالة على عدم اتباع أساليب الوقاية الكافية لحماية الأطباء والموظفين من العدوى.
ومن حسن الحظ أن اللقاح أفضل وسائل الحماية, من انتشار التهاب الكبد B.
وحسب دراسة د. تهاني تمت دراسة فعالية اللقاح لدى أطباء وممرضين ومخبريين لمدة 18 شهراً وكان عدد العينات المفحوصة 549 وكان عدد العينات سلبية الأضداد للفيروس, بنسبة 19.12%, أما عدد العينات التي كان مستوى الأضداد للفيروس فيها أقل من الحد الفعال في الوقاية من العدوى فقد بلغت 96 أي بنسبة 17.48% وبالتالي فإن مجموع العاملين في الحقل الطبي, والمعرضين للعدوى رغم أخذهم للقاح بلغ 201 من أصل 549 أي بنسبة 36.65% ما يعني أنه يجب تلقيح العاملين بالمجال الصحي للتماس مع الدم, كما يجب التلقيح وبجرعة مضاعفة جميع ا لمصابين بقصور كلوي قبيل اخضاعهم للتحليل الدموي وكذلك عائلة المصاب والقاطنين في منزله.
- بالمحصلة لابد أن تستدعي الدراسة التحليلية لطرق العدوى الشائعة لدينا, وضع خطة وطنية للكشف عن حقيقة انتشار الفيروس لدى الفئات المعرضة للعدوى, بطرق مخبرية حساسة وموثقة, مع الكشف الروتيني عن ذلك الفيروس عند الحوامل, واتخاذ التدابير اللازمة لوقاية الوليد, إذ ثبت أن التطعيم الإجباري للمواليد فعال في حدود 95% وكذلك وضع خطة وطنية لمكافحة المرض, تضطلع من خلالها الجهات المعنية كافة ذات العلاقة بدورها الحقيقي المكمل لأدوار الآخرين, والسعي نحو إحداث مركز متخصص بالتهابات الكبد الفيروسية, بما يماثل مركز مكافحة الايدز, وقيادة حملة إعلامية تواكب هذا التحرك الفعال, مع ضرورة التأكيد ختاماً على حتمية الفحص ما قبل الزواج, للكشف عن أمراض الدم الوراثية, وتوعية الجنسين لدورهم المهم في تحقيق الأمن الصحي وبناء الأجيال السليمة والواعدة.
بقي أن نقول: إن حملات التوعية التي تقوم بها وزارة الصحة وغيرها من الوزارات لا تقارن بفداحة المبالغ التي ستنفق فيما بعد على العلاج, والمشكلة لا تتأطر بهذا الانفاق بل بالمجتمع نفسه بما يتغلغل فيه من عادات وسلوكيات خاطئة تؤدي للإصابة بهذا المرض الفتاك وبشيء من (الوعي والضمير) كما تقول دكتورة تهاني علي يمكن تلافي عوامل العدوى.
ملك خدام- تغريد الجباوي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد