الإبراهيمي يقترح هدنة وطهران تكشف عن مبادرتها الانتقالية ولافروف يؤكّد أن الأسد «باق»

16-10-2012

الإبراهيمي يقترح هدنة وطهران تكشف عن مبادرتها الانتقالية ولافروف يؤكّد أن الأسد «باق»

اقترح المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس، للمرة الأولى، موعداً محتملاً لإمكانية تطبيق هدنة في سوريا هو عيد الأضحى، معتبراً أن وقفاً لإطلاق النار في العيد «سيساعد في إيجاد مناخ من شأنه أن يسمح للعملية السياسية بأن تتقدم»، فيما كشفت طهران أن مبادرتها، التي قدمتها إلى الإبراهيمي أمس الأول، تتضمن «فترة انتقالية» تحت إشراف الرئيس بشار الأسد و«وقف العنف وإطلاق النار ووقف إرسال الأسلحة ودعم المجموعات الإرهابية وإجراء حوار وطني بين المعارضة والحكومة».
في هذا الوقت، خلص وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، أمس، الى ان موسكو أصبحت أكثر تمسكا بموقفها من الازمة السورية حيث باتت تعتبر أن «الأسد لن يترك السلطة أبدا وان القضية متعلقة بمسألة حياة أو موت»، فيما حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان من أن العنف في سوريا يوفر أرضاً خصبة للإرهاب، مشيرا إلى أن التوقعات بامتداد الصراع خارج حدوده تتحول إلى حقيقة، وهو ما حذر منه الاتحاد الأوروبي بالاضافة الى العراق وايران وايضا. 

وقال الإبراهيمي، الذي التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه حسين الشـهرستاني ووزير الخارجيــة هوشـيار زيباري، انه ناقش في بغـداد «هموم سـوريا ومشاكلها الكثيرة، وما تمثله من خطر على شعبها وجيرانها والسلم العالمي».
وأضاف الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع زيباري، انه رغم «الصعوبات والمخاوف لا بد أن نحاول مساعدة الشعب السوري وان نتعاون معه على حل المشاكل، وفي ما بيننا أيضا، وأقصد بذلك الأمم المتحدة والعالم ودول الجوار». وأعلن انه سيتوجه إلى القاهرة وانه سيزور سوريا «خلال أيام، وسنرى ما يمكن أن نجده هناك، وليس فقط من جانب الحكومة بل من جانب المعارضة أيضا». ونفى أن يكون اقترح إرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا.
وقال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في الدوحة، إن أي بعثة إلى سوريا يجب أن تكون وافية العدد والتسليح لتنجح في وقف إطلاق النار.
ونقل بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء العراقية عن المالكي قوله للإبراهيمي «نحن معكم بكل ما نستطيع ونجاحكم سيكون نجاحا لسوريا وللمنطقة أجمع». ودعا إلى «التحرك بسرعة حفاظا على أرواح الشعب السوري الشقيق ومستقبل سوريا ووحدتها، وكذلك حفاظا على أمن المنطقة واستقرارها». كما دعا «جميع الدول المؤثرة في الشأن السوري إلى إدراك خطورة تطورات الأزمة السورية، والى ضرورة التعامل معها بمسؤولية عالية».
وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي أحمد فوزي، في بيان، إن «الإبراهيمي دعا السلطات الإيرانية إلى المساعدة على إنجاز وقف لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى». وأضاف ان «وقفا لإطلاق النار سيساعد في إيجاد مناخ من شأنه أن يسمح للعملية السياسية بأن تتقدم».
وكرر الإبراهيمي دعوته إلى «وقف تدفق السلاح إلى جميع الأطراف»، مطالبا الدول التي تملك نفوذا على بعض الجماعات «تشجيعها على التوجه نحو الحل السلمي، بعدما لم يأت الحل العسكري بأي نتيجة».
وأكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، خلال لقائه الإبراهيمي، «استعداد إيران للتعاون وتقديم مساعدة حتى يستعيد الشعب السوري الهدوء والأمان». وحذر من مغبة استمرار النزاع في سوريا، ما سيؤدي إلى زعزعة الأمن في كل المنطقة.

وعلمت أن المبادرة الإيرانية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام وسلمت للإبراهيمي في طهران هي ذاتها التي بحثتها اللجنة «الرباعية» المعنية بسوريا في اجتماعها الأخير في القاهرة، وتقوم على ثلاثة بنود، هي «وقف إطلاق النار» و«عدم التدخل الخارجي بكل أشكاله» و«حصول حوار سياسي» بين السلطة والمعارضة السورية. وقالت مصادر ديبلوماسية   إن الحديث يدور حول كيفية تحقيق العنصر الأول، حيث ترحب طهران «بكل خطوات التهدئة».
من جهة أخرى، نقل موقع «روسيا اليوم» عن سفير سوريا السابق في أنقرة نضال قبلان قوله إن «رسائل قوية وصلت إلى أنقرة» لمنع احتمال اعتداء عسكري على دمشق. وقال إن الرسائل جاءت «خصوصا من روسيا وإيران، وهي (الرسائل) كفيلة بردع أي صقور في الحكومة التركية قد يفكرون بحماقة مثل هذه».
وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تصريح بثته قناة «العالم»، ان طهران اقترحت على الإبراهيمي «فترة انتقالية» تحت إشراف الأسد. وقال «نقترح وقف العنف ووقف إطلاق النار ووقف إرسال الأسلحة ودعم المجموعات الإرهابية وإجراء حوار وطني بين المعارضة والحكومة». وأضاف ان طهران تقترح «فترة انتقالية تفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية ونيابية، وكل ذلك تحت إشراف الرئيس الأسد»، موضحا أن دمشق «وافقت على هذا الاقتراح».

وجمد الاتحاد الأوروبي، بعد اجتماع لوزراء خارجيته في لوكسمبورغ، أموال شركتين و28 شخصية سورية جديدة ومنع إعطائهم تأشيرات دخول.
وتزامن القرار مع تأكيد أوروبي أن لقاء وزراء الخارجية مع لافروف لم يؤد إلى تقارب مع موسكو حيال الأزمة السورية. وقال ديبلوماسي إن العشاء، الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة، كان في بعض اللحظات «قاسيا جدا». وأشار إلى أن لافروف انتقد بحدة الموقف الأوروبي والعقوبات من جانب واحد.
أبرز نقاط الخلاف مع الروس برزت في حديث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، حيث قال «للأسف لم تتطور وجهة نظر الروس»، قبل أن يستدرك «أحيانا بالمقارنة مع نقاشات ماضية، هناك نوع من التراجع، وخصوصا ان لافروف شرح لنا أن بشار الأسد لن يترك السلطة أبدا وأن القضية متعلقة بمسألة حياة أو موت. بينما، في نقاشات ماضية، كان قد أشار بوضوح إلى عدم وجود حل ممكن للصراع السوري إذا لم يحدث تغيير في السلطة».
وفي سياق متصل، اتفق الأوروبيون والروس على لجم أي تصعيد للتوتر بين سوريا وتركيا. وقال وزراء عديدون إن العمل يجب أن يتركز على «عدم تدويل» الأزمة السورية لأنه «لن يكون هناك شيء أسوأ من أن نضيف إلى الكارثة السورية صراعا بين السوريين والأتراك» كما قال فابيوس.
لكن درجة التحذير في حديث نظيره الألماني غيدو فسترفيله كانت عالية جدا، ولا يمكن تجاهل أن هذه «الدرجة» المستجدة جاءت بعد الاجتماع مع لافروف. فسترفيله قال إن هدفهم هو «تجنب حريق يمكن أن يشعل بلدا بعد آخر في المنطقة، ولذلك نعمل على حلّ سياسي». وأضاف «نرى أن إمكانية حدوث حريق في المنطقة للأسف هي إمكانية واقعية، وهذا ما يجب أن نتجنبه».

وقال فيلتمان، في جلسة لمجلس الأمن، إن «الصراع في سوريا قد وصل إلى مستويات مروعة من القسوة والعنف»، محذرا من أن «مثل هذا العنف يوفر أرضاً خصبة للإرهاب والأعمال الإجرامية بجميع أنواعها».
وأضاف فيلتمان أن «التوقعات بامتداد الصراع خارج حدوده تتحول إلى حقيقة كما حدث في التصعيد الأخير على الحدود السورية - التركية، وإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة في الجولان، وتبادل إطلاق النار بشمال لبنان، وكذلك تصاعد الخطاب القتالي». وأكد أن «الحل السياسي ما زال هو أولوية الأمم المتحدة».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل «لدينا قلق كبير من النزاع في سوريا. ولدينا مخاوف من انتشار الأسلحة داخل سوريا، ونعم نحن نقلق من أن يسقط بعضها في الأيادي الخاطئة».

                                                                                                      «السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...