الأسد:زيارتي للبنان وفتح السفارة السورية بعد تشكيل الحكومة اللبنانية
ربط الرئيس بشار الأسد امس، تطور العلاقات اللبنانية والسورية، بدءا من زيارته المتوقعة الى بيروت، وصولا الى تبادل السفارات والسفراء، بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، التي رأى انها ستكون بمثابة ضمانة لعدم تسييس المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبرا في الوقت ذاته ان اتفاق الدوحة يشكل انتصارا سياسيا للبنان وسوريا.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة «ذا هندو» الهندية، ان اتفاق الدوحة سيفتح «حتما» صفحة جديدة في العلاقات السورية اللبنانية «ومن زوايا مختلفة». واضاف «الاتفاق يمثل انتصارا للبنانيين.. وهذا لان سوريا حمت نفسها.. فعندما تكون هناك فوضى او حرب اهلية في لبنان ستتأثر سوريا بشكل مباشر».
ورأى الاسد الذي سيقوم الاسبوع المقبل بزيارة رسمية الى الهند ان «الانتصار الثاني يتمثل في ان العديد من اللبنانيين والمسؤولين حول العالم اتهموا سوريا بخلق مشاكل في لبنان.. لكن اتفاق الدوحة شكل دليلا واضحا على ان سوريا تعمل باتجاه آخر». وأضاف «حتى الاقتراحات التي تقدمنا بها قبل اشهر من الحل هي نفسها التي اعتمد عليها الاتفاق.. اثبتنا اننا نملك الرؤية للبنان آمن».
وأكد الرئيس السوري ان «تحرك الامور بسرعة» سيدفعه الى القيام بزيارة الى بيروت «غير ان الزيارة مرتبطة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية اولا، وبالمناقشات بيني وبين الرئيس اللبناني، ونحن لم نناقش هذا الامر بعد، علما بأني قلت له ان سوريا تريد مساعدته ومساعدة لبنان.. ونحن ننتظر».
وحول ما اذا كانت زيارته ستؤدي الى فتح سفارة في بيروت، قال الاسد «نعم.. لقد قلنا هذا الامر منذ ثلاث سنوات وليس لدينا اي مشكلة في ذلك.. عندما تكون على علاقة سيئة مع دولة تسحب سفيرك وتغلق السفارة.. لذا كيف تفتح سفارة مع بلد او حكومة ترتبط بها علاقات سيئة؟ الآن وبعد تشكيل حكومة الوحدة سيكون من الطبيعي لسوريا ان تفتح سفارة في لبنان».
واعتبر الرئيس السوري ان المحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ستعمل بموضوعية «اذا لم تسيس.. الامور تسير في الطريق الصحيح حتى الآن ونتمنى ان تتحلى هذه المحكمة بمهنية عالية والا تكون مسيسة». وأضاف «التقارير التي صدرت بعد (المحقق الدولي السابق ديتليف) ميليس فندت تماما ما قاله.. نحن مرتاحون وكل الامر تسير بطريقة مهنية».
ورأى الاسد ان الحكومة اللبنانية بعد اتفاق الدوحة ستكون قادرة على التاثير على المحكمة والتأكد من سير الامور في الطريق الصحيح. واوضح «بالطبع اذا كانت هناك حكومة وحدة في لبنان فإن هذا الامر يعني ان المحكمة ستعمل بطريقة مهنية وليس سياسية.. وهذه ضمانة مهمة تعني ان هناك اجماعا في لبنان حول قضايا معينة، وان المحكمة لا يمكن ان تسيس».
وعن المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة في تركيا، قال الاسد «اسرائيل تحتل ارضا سورية وعليها اعادتها.. ليس لدينا اي شيء لنقدمه في المقابل». واشار الى ما يسمى «وديعة رابين» قائلا «توصلنا الى حل لـ80 في المئة من الامور خلال حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق) رابين.. لذا نحن نطالب بأن تستأنف المفاوضات من حيث توقفت».
وردا على سؤال حول المطلب الاسرائيلي بان تفكك دمشق علاقاتها بحماس و«حزب الله»، قال الاسد «لا يستطيع الاسرائيليون وضع شروط حول المفاوضات، وهم لم يطلبوا ذلك». وتابع «حماس مرتبطة بالمسار الفلسطيني ونحن نتحدث عن المسار السوري.. ولسنا مسؤولين عن هذا المسار». كما اعتبر ان «حزب الله جزء من المسار اللبناني ونحن لسنا في لبنان اليوم».
واعتبر الرئيس الأسد ان «الاسرائيليين اعتقدوا انهم مع الوقت سيصبحون اقوى، وان اي معارضة لسياساتهم ستكون اضعف، لكن ما حدث هو العكس». واوضح «الاسرائيليون تعلموا انه من دون السلام لا يمكن ان تكون اسرائيل آمنة... واعتقد ان هذا الامر صحيح خاصة بعد الحرب على لبنان ونتائجها على المجتمع الاسرائيلي... وهذا هو الحافز الاساسي لتحرك اسرائيل نحو السلام».
وسئل الاسد عن الغارة الاسرائيلية على المنشأة السورية في دير الزور، فقال «لماذا اعلنوا عنها بعد مرور 7 اشهر؟ لماذا لم يعلنوا باكرا ليرسلوا فريقا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاطلاع على ما يجري؟». وأضاف «هذه خدعتهم ونحن لم نثر المسألة وقلنا ان هذا الأمر دليل على ان الاسرائيليين ليسوا جديين في ما يتعلق بالسلام.. ولهذا السبب المفاوضات ليست مباشرة».
وجدد الاسد التأكيد ان المنشأة التي قصفت «بالصواريخ واعيد تشييدها»، عسكرية. وعن سبب قصفها قال «اعتقد ان الاسرائيليين لم يعلموا بهذه المنشأة وشككوا في ما تحتويه». وتابع «في اول الامر قيل ان هذا الموقع هو لتسليح حزب الله.. لكن كيف؟ انه في وسط سوريا وهناك تركيا في الشمال والعراق في الشرق.. كيف يمكن نقل السلاح الى حزب الله؟ من تركيا والعراق حيث يعمل الاميركيون؟ انه امر غير منطقي».
واعتبر الاسد ان الادارة الاميركية تحاول خلق موجة من الشكوك حول سوريا. واضاف «انها صورة هذه الادارة والكل يتذكر ماذا حدث للعراق.. معظم الدول تعلم بالمشكلة بين وسوريا والولايات المتحدة.. وهم يحاولون دائما ايقاع سوريا في الفخ».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد