الأسد في أوكرانيا اليوم: توسيع آفاق التعاون الاقتصادي

02-12-2010

الأسد في أوكرانيا اليوم: توسيع آفاق التعاون الاقتصادي

يبدأ الرئيس بشار الأسد زيارة رسمية اليوم إلى أوكرانيا، تستمر يومين، هي الأولى لرئيس سوري الى هذا البلد، وتأتي في إطار سعي دمشق لتوسيع دائرة علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دول شرق أوروبا، ولا سيما المطلة على البحر الأسود أو التي تشكل معبرا لشبكات الطاقة أو منتجا لها.
ويجري الأسد في كييف غدا الجمعة محادثات مع نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، كما يلتقي مسؤولين آخرين في الدولة بينهم رئيس البرلمان الأوكراني ورئيس الوزراء، على أن يبدأ زيارته اليوم بلقاء مع ممثلين عن الجالية السورية والتي يقارب عددها الألفي شخص، وتعتبر من كبرى الجاليات العربية في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، يجري وضع اللمسات الأخيرة عليها، وتشمل التعاون الثنائي في مجالات الزراعة والطاقة والاستثمار والمرافئ والعمل القنصلي.
وتركز الزيارة على العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي، ولا سيما في مجال الطاقة، خصوصاً في ضوء إطلالة أوكرانيا على البحر الأسود، ولكونها ممراً لإمدادات الطاقة إلى غرب أوروبا.
وتسعى دمشق إلى تطوير علاقاتها مع الحكومة الأوكرانية الحالية، خصوصا بعد تسلم يانوكوفيتش سدة الرئاسة، والذي أعرب في حوار صحافي سابق عن رغبته في تبني سياسة معتدلة بين الشرق والغرب، وعدم التركيز على تعزيز علاقة دولته مع حلف شمال الأطلسي على حساب علاقتها مع الأطراف الأخرى.
وكانت العلاقات بين البلدين قد تنامت مؤخرا، خصوصا أن أوكرانيا هي أحد المصدرين الرئيسيين لسوريا في أوروبا. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالى المليار ونصف المليار دولار، وإن كان الميزان يميل بكفته باتجاه كييف التي تصدر المعادن إلى دمشق، فيما تقوم الأخيرة بتوريد الأنسجة والفوسفات. وتعتبر سوريا من جهتها الشريك التجاري الثالث لأوكرانيا بعد كل من روسيا والصين، وفقا لتصريحات رئيس رابطة كبار الصناعيين والرواد الأوكرانيين أناتولي كيناخ، والذي أعرب عن اهتمام بلاده بالعمل في مجال البنية التحتية في قطاع الطاقة السوري.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد سلم في وقت سابق من هذا العام رسالة من الأسد إلى يانوكوفيتش تتعلق بسبل تطوير العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة في المنطقة. وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات السياسية في الشرق الأوسط وواقع العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الارتقاء بها.
من جهته، سبق لوزير الخارجية الأوكراني قسطنطين غريشينكو أن أكد استعداد بلاده لتوسيع الحوار السياسي والاقتصادي وفي المجالات الأخرى مع سوريا.
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وأوكرانيا إلى عام 1992، لكن افتتاح السفارات تأخر حتى العام 2000، حين قام الجانب الأوكراني بافتتاح سفارته في دمشق كما افتتح قنصلية فخرية في حلب، بينما تأخر افتتاح سفارة سوريا في كييف حتى العام 2004.
وسبق للرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما أن قام بزيارة دمشق في العام 2002، وبدوره قام النائب الأول لرئيس الوزراء الأوكرانية حينها ألكسندر تورتشينوف بزيارة سوريا في العام 2008 في سياق فعاليات اللجنة الحكومية الأوكرانية السورية المشتركة لشؤون التعاون التجاري والاقتصادي والتقني. وبين البلدين عدد كبير من الاتفاقيات الموقعة في مجالات التعاون القانوني المشترك والجمارك والصناعة، وفي مجال الاقتصاد والتجارة الخارجية. وأنهت منذ أسبوعين أيضا لجنة اقتصادية مشتركة اجتماعاتها في كييف بحضور وفد كبير من رجال الأعمال من سوريا وأوكرانيا، تم خلالها بحث سبل تعزيز التعاون بين ممثلي القطاع الخاص والعام في البلدين.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...