أبواب سوريا مغلقة

25-02-2012

أبواب سوريا مغلقة

يقول «فيليب ميغو»، الباحث في «معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية» في باريس: «إذا قرر الرئيس السوري بشار الأسد الدخول في عملية حوار، يجب ان يكون هناك طرف يتحاور معه. ولكن بوسعنا ان نتصوّر ان ثمة جزءاً من المعارضة يريد الحوار مع السلطة، في حين ترفض ذلك أطراف اخرى من هذه المعارضة».
والحقيقة هي ان المعارضة السورية منقسمة على نفسها. ويصعب ايجاد لغة مشتركة بين أطرافها السياسيين والطائفيين، بالإضافة إلى معارضة الداخل ومعارضة الخارج. وإذا كانت فرنسا تدعم المجلس الوطني السوري (المعارضة في الخارج)، وتأمل في خلق ما يسمى بـ«مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، حسب تعبير الرئيس نيكولا ساركوزي نفسه، فإن هذا الاقتراح يترك الخبراء والمحللين في حيرة من أمرهم.
وانطلاقا من ذلك، تتساءل «جوديت كاهين» الأخصائية في الشؤون السورية لدى المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية، قائلة: «بأي حق تستطيع فرنسا وضع هيكلية للمعارضة السورية؟». وتضيف ان أحداً لا يفهم ماهية وشكل «مجموعة الأصدقاء» هذه.
أما تأثير سحب السفراء من دمشق او استدعاؤهم للتشاور، فلا طائل منه، حسب «فيليب ميغو» (philippe Migault)، الذي يقول: «منذ زمن طويل لم تعد فرنسا قوة عظمى، بما في ذلك في الشرق الأوسط. وإذا قامت باريس «بتقطيب حاجبيها»، فإن ذلك لا يؤثر مطلقا على الرئيس بشار الأسد.
من أجل عزل نظام الأسد، اختار الاتحاد الاوروبي طريقاً آخر، أي طريق تشديد العقوبات الاقتصادية ضد سوريا. لكن «فابريس بالانش»، مدير مجموعة البحث والدراسات بشأن المتوسط والشرق الأوسط (GREMMO) يؤكد ان العقوبات المفروضة اثبتت عدم فعاليتها حتى الآن. ويضيف قائلا: «بالرغم من هذه العقوبات لم يحصل أي انهيار في الاقتصاد السوري، لانه عاش فترة طويلة في حال من الاكتفاء الذاتي. فسوريا لديها اكتفاء ذاتي، على الصعيدين الغذائي والطاقوي. كما ان عدداً من الدول هرع لمساعدة دمشق، وفتح أسواقه امام المنتجات السورية».
والسؤال الآن هو: هل يمكن اللجوء إلى الخيار العسكري بعد التأكد من عدم فاعلية العقوبات الاقتصادية، واصطدام المساعي الدبلوماسية بحائط مسدود؟ الجواب هو كلا، حتى ولو كان بعض اعضاء المجلس الوطني السوري يتمنون ذلك. فالغربيون ليسوا مستعدين للتورط بعدما اسفرت عنه التجربة الليبية.
يبقى احتمال تسليح المعارضة السورية، أي عناصر «الجيش السوري الحر». وهنا يؤكد «فابريس بالانش»: «هذا الأمر قد حصل. وهناك شكوك بأن دولة قطر قد نقلت أسلحة إلى داخل سوريا وانها تموّل عمليات شراء أسلحة إلى سوريا، على غرار ما فعلت في ليبيا». ويتساءل الباحث قائلا: «هل سيتواصل تسليح هذا «الجيش السوري الحر»؟ وبأية وتيرة، دون الدخول في أتون حرب أهلية، على غرار ما حصل في لبنان والعراق؟».
هناك من يزعم ان الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية يكمن في تفسخ السلطة في الداخل. ولكن المؤكد هو انه طالما بقي الجيش السوري، البالغ عديده 400 ألف مقاتل، على الأقل، وفيا للرئيس بشار الأسد، فإن الآفاق امام المعارضة السورية سوف تبقى مسدودة.

بقلم: «مورييل بارادون» (Murielle Paradon) كاتبة سياسية فرنسية- نقلا عن موقع R.F.I
ترجمة: جوزيف حرب- السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...