«فرانس 24» في مصنع «المجاهدات»
مع إنحسار المعارك في سوريا، سيما على تنظيم «داعش» ووسط حالة الطوارىء التي ما زالت تعصف بالأراضي الفرنسية، تصاعد الخوف مجدداً من عودة النساء «المجاهدات» الى فرنسا، بعدما غادرنها بعيد إستقطابهن عبر هذا التنظيم الإرهابي للذهاب إما الى سوريا أو العراق.
على شاشة «فرانس 24»، خرج أخيراً وثائقي «جهاديات في الخفاء»، ضمن برنامج «مراقبون-وثائقي» (إنتاج مشترك «فرانس 24»، سلوغ نيوز- وتي.في.برس). دخل فريق العمل على المساحة الأكثر جذباً لـ «الجهاد» والتجنيد على الشبكة العنكبوتية لإلتقاط الخيوط التي على أساسها تستقطب النساء المقيمات في فرنسا.
أضاء الشريط على النساء اللواتي ينخرطن في تنظيمات إرهابية، بعدما برز نجمهن عقب العملية الإرهابية التي أحبطت في فرنسا في أيلول (سبتمر) الماضي، وأظهرت أن المخططين لها من النساء المقاتلات، والمستعدات للموت «في سبيل الله». قامت صحافيتان من فريق الوثائقي بإنتحال صفة إمرأتين تريدان الذهاب الى «الجهاد». بدأت العملية عبر فايسبوك لينتقل الى تطبيق «تيلغرام». وهناك، بدأت رحلة كشف هذا التنظيم وكيفية تجنيده للنساء، عبر بثه للدعاية الدينية و«الجهادية»، وإقناع هؤلاء النسوة بـ «الهجرة»، وإنجاب الأطفال «لتوسيع الأمة»، وتحويل الأطفال الى «جهاديين».
لعلّ النقطة الأبرز في هذا الشريط (39:02)، عرض شهادات لفتيات مراهقات، مررن بتجربة الإستقطاب، وأنقذهن إلقاء القبض عليهن من قبل المخابرات الفرنسية. إيمان (19 عاماً)، روت لكاميرا الوثائقي، كيفية سوقها وأدلجتها عبر الإنترنت. كذلك فعلت فاطمة، الأم المغربية التي ذهبت إبنتها أنيسة الى سوريا، وإمرأة أخرى مع طفلها (5 سنوات) هربت من الرقة السورية بعدما دفعت مبلغاً باهظاً من المال.
أربعون دقيقة، كانت قاطعة للأنفاس، مع دخول فريق عمل «مراقبون» الى الخلية الإرهابية، وعرض لكل أساليب الترغيب والترهيب والإستقطاب عبر مواقع التواصل الإجتماعي، الى جانب شهادات تقف اليوم على نقيض ما اعتنقته ومارسته تحت ضغط الأساليب الدعائية لـ «داعش». كانت مادة غنية موجهة الى الداخل الفرنسي، أكثر من المهتمين خارج الأراضي الفرنسية.
زينب حاوي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد