أدونيس: العروبة تناجي نفسَها
في بيانٍ ليس لأحد،
لها وحدها
قالت العروبة تناجي نفسَها، وهي في سرير المرَض:
لا أتحدّث عن البشرـ أصدقاءَ، أو أعداءَ. أتحدّث عن حروفٍ في الأبجدية
العربية تحاول أن تفتح ثقوباً أخرى تنبثق منها أشعّةُ الشمس ـ
ثقوباً في بشرة الفضاء،
ثقوباً في النّهار والليل،
ثقوباً في الكتب والدفاتر والمعاجم،
ثقوباً في السياسة والسلطة والإدارة،
ثقوباً في كلّ خليّةٍ في كلّ عضوٍ من أعضائي
أنا العروبة، المعزولة، المريضة التي لم تعد
إلاّ مجرّد لفظة.
باسمي يُصدِر أبنائي، كلّ يومٍ،
حكماً عليَّ بالقتل
شعوراً، وفكراً ،