مصر: ضربات أمنية موجعة لـ«الإخوان» و«العهد الجديد» يسعى لاحتواء الضغوط الدولية

19-08-2013

مصر: ضربات أمنية موجعة لـ«الإخوان» و«العهد الجديد» يسعى لاحتواء الضغوط الدولية

عاشت القاهرة وباقي المحافظات المصرية يوم أمس نهاراً هادئاً، اتسم بالحذر والترقب، خصوصاً بعد الغاء «الإخوان المسلمين» عدداً من المسيرات كانت تنوي تنظيمها في إطار ما تسميه «اسبوع رحيل الانقلاب». الهدوء الحذر لم يدم طويلاً، فمع اقتراب ساعة بدء سريان حظر التجوال كان الإسلاميون يتلقون واحدة من أعنف الضربات الأمنية، حيث لقي 38 شخصاً من قياداتهم الوسيطة حتفهم أثناء عملية ترحيل إلى سجن أبو زعبل، وذلك غداة حملة اعتقالات واسعة طالت ما بين 500 و1000 من كوادرهم، وذلك على خلفية أعمال العنف التي شهدتها شوارع مصر منذ فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة يوم الأربعاء الماضي، والتي كان اعنفها المواجهات التي اندلعت بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن والجيش في مسجد الفتح قرب ميدان رمسيس في وسط العاصمة المصرية.
أما على مستوى «العهد الجديد» المنبثق من الموجة الثورية في 30 حزيران، فقد برزت خلال اليومين الماضيين محاولات عدّة لاحتواء الضغوط الغربية التي تصاعدت عقب فض الاعتصامات، والتي بلغت ذروتها في دعوات أطلقها أعضاء في الكونغرس الأميركي لوقف المساعدات العسكرية لمصر، وتحذير من الاتحاد الأوروبي بمراجعة علاقاته بالقاهرة في ضوء التطورات الجارية.
وفي أوّل تعليق له على الاحداث عقب فض الاعتصامات، أكد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، يوم أمس، أن المصريين لن يركعوا امام العنف، متوجهاً برسالة إلى مؤيدي الرئيس المعزول بأن مصر تتسع للجميع، فيما ترددت أنباء عن مبادرة يصوغها نائب رئيس الحكومة زياد بهاء الدين لاحتواء الموقف المتوتر مع «الإخوان المسلمين» وحلفائهم، وذلك بعد ساعات على إعلان رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي أنه سيطرح امكانية حل جماعة «الإخوان»، ما عكس انقساماً في المواقف بين أطراف السلطات الانتقالية، وذلك بعد أيام على استقالة نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعي من منصبه احتجاجاً على استخدام القوة لفض الاعتصامات.
وفي واحدة من أعنف الضربات الأمنية التي تواجهها قيادات جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، لقي 38 قيادياً وسيطاً حتفهم مساء امس أثناء عملية ترحيل إلى سجن أبو زعبل، خارج حدود القاهرة، وسط تقارير متضاربة أن عملية مسلحة جرت لتحريرهم فقتلوا في عمليات تبادل إطلاق نار، أو أنهم لقوا حتفهم في تمرد داخلي واجهته قوات الأمن بالرصاص وقنابل الغاز المسيلة للدموع.
وجاءت هذه الضربة غداة حملة الاعتقالات التي أعلنت عنها قوات الأمن، امس الأول، والتي شملت 500 «قيادي وسيط» في «الإخوان» (ذكرت مصادر في الجماعة أن الاعتقالات شملت أكثر من الف شخص)، وأسفرت عن حالة تخبط غير معهودة في تاريخ «الإخوان» الذين عرفوا بتنظيمهم الناجح للتظاهرات والمسيرات.
وأعلنت بوابة «الحرية والعدالة» للأخبار على شبكة الانترنت، والتابعة للجماعة، أن تحالف دعم الشرعية المحسوب على «الإخوان» ألغى مسيرتين في القاهرة «نظرا لتهديدات أمنيّة». وقبل أن تمر نصف ساعة أعلنت الجماعة على لسان متحدثها أحمد عارف عن إلغاء مسيرة كانت متجهة إلى ميدان روكسي في مصر الجديدة، والذي يبعد مئات الأمتار عن قصر الاتحادية الرئاسي، واكتفوا بمسيرة واحدة إلى المحكمة الدستورية على كورنيش النيل في منطقة المعادي.
حالة التخبط لم تنته بهذا الأمر غير المعهود، وإنما تجلت بتظاهر العشرات في ميدان روكسي، ومجموعة مماثلة أمام المحكمة الدستورية بعد إلغاء مسيرة من حي الدقي ولمسافة سبعة كيلومترات حتى بوابات المحكمة، بسبب تشكيل أهالي المنطقة لجان شعبية لعرقلة وصول مؤيدي مرسي إلى مكان التظاهر.
وجاء قرار التراجع عن تنظيم هذه التظاهرات بعد يوم من المواجهات في محيط مسجد الفتح في وسط القاهرة، حيث تحصن العشرات من الاسلاميين قبل أن تخرجهم القوات الامنية بالقوة.
وإلى جانب القتلى الثمانية والثلاثين في سجن أبو زعبل، ذكر مجلس الوزراء المصري أن 79 شخصا قتلوا واصيب 549 في العنف السياسي في انحاء البلاد يوم السبت. ويعني ذلك أن أكثر من ألف شخص على الاقل قتلوا في مصر منذ فض اعتصامي «رابعة والنهضة».
ومن بين قتلى المواجهات الأخيرة عمار بديع (38 عاماً)، ابن المرشد العام لـ«الاخوان» محمد بديع، الذي قتل يوم الجمعة الماضي، وقد تم تشييعه يوم امس. 

سيد تركي

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...