أردوغان: ما يجري في المنطقة مؤامرة خارجية
اتهم رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان القوى الخارجية بتحريك الأحداث في تركيا وسوريا والعراق ومصر.
وقال اردوغان، الذي كان يتحدث في حفل إفطار في اسطنبول، «يسقط في سوريا كل يوم العشرات من القتلى، وفي العراق هناك ألف قتيل شهريا، وفي مصر مشهد مؤلم، فهل يعقل أن تكون كل هذه الأحداث لأسباب داخلية؟. كذلك الأمر في ما يحدث في تركيا (في إشارة إلى انتفاضة تقسيم). كل هذه التطورات من صنع لعبة خارجية تهدف إلى التفتيت والتقسيم والتفريق. نعم نحن أمام لعبة مخططة من الخارج». واتهم هذه القوى الخارجية بأنها لا تريد أن تكون تركيا قوية.
وفي حوار مع صحيفة «يني شفق»، قال كبير مستشاري رئيس الحكومة إبراهيم قالين إن «الغرب لا يريد أن يرى العالم الإسلامي يدخل في تجربة الديموقراطية، وان ذهنية المستشرقين بأن العالم الإسلامي لا يصلح للديموقراطية لا تزال هي السائدة». وأضاف إن «العرب مع ثورات الربيع العربي أثبتوا أهليتهم على ممارسة الديموقراطية، بينما الغرب هو الذي لا يريد لهم ذلك».
وفي موقف يضع تركيا كما لو أنها وصية على السكان في الداخل السوري، اعتبر قالين أن «الروابط القديمة بين المجموعات السورية المختلفة على الحدود مع تركيا، وبين تركيا، هي التي تحكم سياسة تركيا تجاه سوريا. بل إن قسما من سكان القرى السورية موجودون في الجانب التركي من الحدود. وهذه الروابط هي التي تفرض الموقف التركي الإنساني والأخلاقي تجاه سوريا مهما كان الثمن الذي يجب أن يدفع. وهي روابط تتجاوز السياسة اليومية».
وفي الشأن المصري، دعا قالين إلى إطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي و«ما لم يحدث ذلك فالناس لن تغادر الشارع وتعود إلى بيوتها».
وفي حوار مع صحيفة «طرف» قال وزير خارجية أول حكومة لـ«حزب العدالة والتنمية» ياشار ياقيش انه كان على تركيا ألا تقطع كل الجسور مع النظام السوري، موضحا انه كان يمكن أن يقال للرئيس السوري بشار الأسد إن «ما تفعله تجاه شعبك ليس جيدا وكفى. هناك الكثير من الدول التي احتفظت بعلاقات مع النظام وتدعم المعارضة في الوقت نفسه. وكان يجب أن تكون تركيا واحدة منها».
ورفض ياقيش تدخلا عسكريا لتركيا من دون قرار من مجلس الأمن، موضحا انه «إذا دخل الجيش التركي بمفرده إلى سوريا فمن الصعب أن يخرج منها، وليس من إمكانية لينجح في مهمته».
وانتقد التحيز التركي لفئات دون غيرها في سوريا، قائلا إن سوريا ليست عبارة فقط عن المعارضة. واعتبر أن «النظام صلب ومعركة القصير كانت مفصلا، وبعدها ستأتي حمص ثم حلب. ولا معنى لتركيا أن تقف فقط مع المعارضة».
كما انتقد ياقيش قول المسؤولين الأتراك، ولا سيما وزير الخارجية احمد داود اوغلو بأن المبادئ هي التي تحكم سياسة تركيا الخارجية. وقال إن «المصالح تتقدم على المبادئ». وأعطى مثالا على ذلك روسيا وإيران اللتين تقولان إنهما تدافعان عن المبادئ الإنسانية لجهة عدم استباحة سيادة دولة أخرى مثل سوريا، بينما تقول تركيا والغرب الشيء ذاته عن القيم الإنسانية بقولهما إن الحريات والحقوق الأساسية تتعرض للقمع في سوريا.
وقال إن «السياسة الخارجية يجب أن تتحرك وفقا للمصالح الوطنية وتقديمها ربطا بالمبادئ، تماما مثل الورقة التي تغلف حبة الشوكولا». وأضاف إن تطورات الوضع في سوريا تفيد بأن احتمالات سقوط الأسد تتراجع. ورأى أن «أي تقسيم لسوريا سيضع تركيا في جوار دولتين جديدتين، هما الدولة العلوية والدولة الكردية، وإقامة علاقات طبيعية معهما من جانب تركيا تتطلب جهودا خارقة، وأي وصول لدولة سنية يمكن أن تتأسس هناك سيتطلب المرور بالدولتين العلوية والكردية».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد