البن في أميركا الوسطى مهدد
تجتمع دول أميركا الوسطى في هذه الفترة لمواجهة خطر محدق يهدد زراعة البن، الأساسية في المنطقة، بسبب تعرضها لوباء يتمثل بفطريات سامة وجدت على الأشجار وبدأ انتشارها منذ شهر أيلول في العام 2012. وتشير الدراسات إلى أزمة حقيقية قد تلحق ببلدان تلك المنطقة في حال لم يتم تدارك الأوضاع.
وخلال «قمة التعاون بين دول أميركا الوسطى»، التي انعقدت في مدينة سان خوسيه في كوستاريكا الشهر الماضي، أعلنت رئيسة البلاد لورا شينشيلا أن «مليوني شخص يعتمدون على زراعة البن في أميركا الوسطى»، مضيفة أنهم معرضون لخطر كبير في حال لم تقدم الحلول.
التحدي كبير أمام تلك الدول لأن زراعة البن تأثرت بدرجة كبيرة جراء الوباء، ووصلت النسبة إلى 60 في المئة من إجمالي المحاصيل. وفي يومنا هذا قدرت الخسائر بـ500 مليون دولار أميركي في منطقة تصدّر نسبة 14 في المئة من الإنتاج العالمي من البن، حيث تشير التقارير إلى أن الخسائر ستتفاقم إذا لم يتم تدارك الوضع. ووفقاً للأرقام، تأثرت المحاصيل في غواتيمالا بنسبة 64 في المئة، فيما تأثرت محاصيل كوستاريكا بنسبة 30 في المئة، ومحاصيل السيلفادور ونيكاراغوا وهندوراس بنسبة 10 في المئة.
في المحصلة فإن 320 ألف مزارع محلي مهددون بشكل مباشر في حال لم يتم معالجة الوضع، وذلك في مقابل تهديد ما يقارب مئتي مليون يد عاملة يومية في هذا المجال. وفي هذا السياق، يقول أحد التجار المحليين إن «أشجار البن التي أصابها الوباء لن تنتج هذا العام»، مضيفاً «أفضل تقليمها بهدف تقويتها»، موضحاً أن نسبة محاصيله «ستهبط إلى 70 في المئة».
من جانبه، يعتبر المهندس الزراعي خوانا باريرا أنّه من الممكن أن يكون ارتفاع درجات الحرارة النسبي السبب الرئيسي لانتشار ذلك الوباء، لافتاً إلى أن «هناك سبب إضافي يتمثل في أعمار الأشجار وطرق العناية بها».
المصدر: السفير نقلاً (عن «لوموند»)
إضافة تعليق جديد