الجعفري: ما تفعله دول الخليج أشبه بالسينما ومن يريد الحوار لايضع شروطا مسبقة
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن تركيز الأضواء على الوضع الإنساني في سورية لا يلبي التوصيف الدقيق لما يجري فيها ولايزال بعض أعضاء مجلس الأمن يتجاهل العديد من المعطيات الهامة مشيرا إلى أن ما تحتاجه سورية هو مساعدات موضوعية وحقيقية وغير منحازة إضافة إلى تشجيع كافة الاطراف للانخراط في الحوار الوطني.
وقال الجعفري في حديث صحفي عقب جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن أمس حول الأوضاع في سورية "إن ما قاله كل من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والممثلة الخاصة للأمين العام حول العنف الجنسي في النزاعات فيما يخص الوضع الانساني لا يمت لواقع الحال بصلة وفقا للأرقام لانه لا يأخذ باعتباره البعد السياسي للازمة في سورية وهو رهينة للرؤية الاحادية لما يجري في سورية اضافة الى انه لا يعترف بتعاون الحكومة السورية مع كل منهم وهو التعاون الذي أثمر نتائج ايجابية تمثلت في توقيع ما يسمى بخطة الاستجابة الموقعة بين الحكومة السورية والأمم المتحدة".
وتابع الجعفري: " إن الحكومة السورية تتعاون بشكل وثيق مع وكيلة الأمين العام للشؤون الانسانية فاليري اموس وبموجب هذا التعاون سمحت لـ/11/ منظمة غير حكومية دولية تعمل في المجال الإنساني أن يكون لها حق الوصول وايصال المساعدات الإنسانية ضمن الأراضي السورية وتدرس الحكومة السورية حاليا منح ثلاث منظمات دولية غير حكومية اضافية تراخيص للعمل في سورية كما سمحت لنحو /111/ منظمة غير حكومية سورية أن تعمل في توزيع المساعدات الانسانية داخل كل الاراضي السورية دون أي تمييز".
وأوضح مندوب سورية أن ممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الاوتشا وممثلي المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية قاموا بنحو /200/ زيارة ميدانية داخل الأراضي السورية وقال :"أنا أتحدث عن هذه النقطة لأن لها علاقة بموضوع حق الوصول والحكومة السورية منحت هذا الحق لكافة المناطق داخل الاراضي السورية وذلك انطلاقا من سورية ذاتها وسمحت دمشق بحق الوصول الى اربع مناطق في شمال سورية قريبة جدا من الحدود مع تركيا حيث تم توزيع المساعدات لإنسانية لمحتاجيها".
وحول ما تحدثت به الممثلة الخاصة للأمين العام حول العنف الجنسي في النزاعات زينب حواء بنغورا قال الجعفري:"أنا شخصيا لا أجد مصطلح /العنف الجنسي/ دقيقا وأنا أصفه /بالجرائم الجنسية/ ويجب تقديم مرتكبيها للعدالة ولهذا قامت الحكومة السورية بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في كافة الجرائم المرتكبة ومنها جرائم العنف الجنسي ضد النساء والأطفال ليس هذا فحسب بل يمكننا أن نرى في الصفحات الأولى من الصحف الدولية ومنها الاميركية والتركية والبريطانية صورا لاطفال تم تجنيدهم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة للمشاركة في القتال وهذا يعني ان هناك ابعادا اخرى للازمة يجب علينا ان ناخذها بعين الاعتبار".
وأشار الجعفري إلى أن التركيز على البعد الإنساني لا يرتبط بالواقع لأن هناك برنامجا سياسيا غير اخلاقي يتاجر بالوضع الإنساني للمهجرين السوريين من ناحية تنظيم مؤتمرات دولية يمكن تسميتها بموءتمرات دولية اعلامية فقط يتم فيها تقديم تعهدات وتبرعات لمن يسمون بـ/اللاجئين/ وهذا أمر غير لائق أخلاقيا.
وقال الجعفري:" سأعرض عليكم وثيقة من الاوتشا حيث يمكن أن نرى قيمة التبرعات الفعلية وقيمة ما تم دفعه وهو مقدار ضئيل جدا من مبلغ مليار ونصف المليار دولار التي قوبلت بالتصفيق في مؤتمر الكويت حيث تلقت الاوتشا وفقا لآموس نفسها نحو 200 مليون دولار فقط".
وأضاف مندوب سورية الدائم: "أنه وفقا لخطة الاستجابة الوطنية والمبالغ التي يجب ان تخصص للمساعدات الانسانية داخل سورية والتي تعادل 519 مليون دولار تم دفع ما يعادل 20 بالمئة منها فقط وفيما يتعلق بخطة الاستجابة الانسانية المخصصة للمهجرين السوريين خارج سورية والتي تعادل مليار دولار وفقا /للاوتشا/ حصلت الاوتشا فقط على 19 بالمئة موضحا أن هذه الأرقام تظهر أن ما حصل في الكويت كان عبارة عن بازار إنساني فقط للإعلام ومجال للتبجح لدول الخليج التي تدعي انها تهتم بالوضع المأساوي للمهجرين السوريين خارج سورية او المهجرين داخلها".
وبين الجعفري أن الكويت والسعودية والامارات العربية تعهدت كل منها ب 300 مليون دولار وفي نفس اليوم وبينما كان المؤتمر مازال منعقدا سحبت السعودية تعهداتها وكذلك الامارات والكويت التي لم تدفع ما وعدت به "هذه أشبه بالسينما" معيدا إلى الأذهان ما تم الحديث عنه من تخصيص مبلغ 4 مليارات ونصف المليار دولار كتبرعات للفلسطينيين في غزة بقمة شرم الشيخ ولم يتم دفع اي من هذا المبلغ للفلسطينيين حتى مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الاونروا/ التي تم تدميرها من قبل إسرائيل في غزة لم تتم اعادة بناؤها حتى الآن.
وقال الجعفري:"لهذا نحتاج أن ننظر إلى الصورة بأكملها وبشكل إيجابي.. نعم لدينا وضع انساني في سورية ولدينا أزمة إنسانية ونحتاج للمساعدة من الامم المتحدة ووقعنا اتفاقا مع الاوتشا ونتمنى للاوتشا النجاح .. كل هذا صحيح لكن علينا جميعا ان نلتزم بقرار الجمعية العامة 46/182 الذي يحترم سيادة سورية وغيرها من الدول عند توزيع المساعدات الإنسانية.. نحن نطلب هنا فقط ان نعمل في ظل هذا القرار".
وفي رد على سؤال حول دور مجلس الأمن تجاه ما يجري في سورية أجاب مندوب سورية .. أن تركيز الأضواء على الوضع الانساني في سورية لا يلبي التوصيف الدقيق لما يجري فيها مذكرا أن بعض أعضاء مجلس الأمن حتى الآن وبعد مضي سنتين لا يزالون يتجاهلون العديد من المعطيات الهامة مشيرا في هذا الصدد إلى إرسال الحكومة السورية لمجلس الأمن حتى الان نحو 300 رسالة مليئة بالمعلومات واحداها تتعلق بتزويد مجلس الامن باسماء 143 ارهابيا اجنبيا مع جنسياتهم وتاريخ دخولهم الى سورية قادمين من حدود مجاورة وطلبت تعميمها بشكل فوري وتم ذلك فقط قبل ثلاثة أيام حيث استغرقت رسالة واحدة ثلاثة شهور لتعميمها كوثيقة رسمية مع انها تتضمن وقائع وأسماء.
ولفت الجعفري إلى أن وكالة رويترز نشرت أمس خبرا مفاده أن هناك شحنات من الأسلحة المتطورة وصلت للمجموعات الإرهابية المسلحة عبر تركيا كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هناك شحنة من الاسلحة من كرواتيا مولتها السعودية وصلت للمجموعات الإرهابية المسلحة عبر الأردن مؤكدا أن هذه الوقائع ليست من وكالة الأنباء السورية وعلى مجلس الأمن أن يركز على هذه الوقائع والنقاط ليقف على حقيقة ما يجري في سورية.
وردا على سؤال حول المساعدات التي تقدمها السعودية والإمارات والكويت للمعارضة قال الجعفري: " إن العديد من الدول التي اجتمعت في مؤتمر الكويت هي سبب معاناة السوريين لأنها ذاتها الدول التي تدعم وتمول وتسلح وتدرب الارهابيين وتعطيهم التغطية الإعلامية لتصويرهم كمقاتلين من أجل الحرية وليس كارهابيين يدمرون البنية التحتية والمشافي والمدارس والمطارات ويهاجمون الطيران المدني والبعثات الدبلوماسية".
وبشأن مؤتمر ما يسمى "أصدقاء سورية" الذي سيعقد في روما والتقارير التي تقول بأن الإدارة الأميركية تعهدت بتقديم "مساعدات غير قاتلة" للمعارضة قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة: "إن ما تحتاجه سورية هو مساعدات موضوعية وحقيقية وغير منحازة كما تحتاج لتشجيع كافة الاطراف للانخراط في الحوار الوطني وتحتاج ان يتم اقناع من يقوم بدعم المسلحين بالجلوس إلى طاولة الحوار وحل الوضع في سورية بموجب قراري مجلس الأمن ووفقا لـ/بيان جنيف/.. ليس علينا أن نبدأ من الصفر من خلال اجتماعات أخرى بينما لدينا الارضية جاهزة.. السوريون لا يحتاجون مؤتمرات أخرى كمؤتمر روما وإذا كانوا فعلا أصدقاء للشعب السوري فعليهم الاهتمام بكل الشعب السوري".
وجوابا على سؤال حول شرط "تنحي الرئيس قبل البدء بالحوار" قال الجعفري:" إن هذا طرح ساذج فمن يريد الحوار لا يضع شروطا مسبقة فهو يسمى حوارا وطنيا وليس حوارا وطنيا بشروط مسبقة" مؤكدا أن الحاجة الى تسوية سياسية تتطلب الجلوس إلى طاولة الحوار والتحدث الى من يختلف معك في الراي.
وحول الجلوس إلى طاولة الحوار مع المعارضة المسلحة واستعداد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة للجلوس مع المعارضة في الولايات المتحدة قال الجعفري:"إن التفاوض يتم من خلال وفود مخولة فالحكومة كلفت وزير المصالحة الوطنية والوزير هو من يجلس إلى طاولة الحوار وعلى الطرف الاخر ان يخول ممثلين عنه" مبينا أن المسالة هي أن يقبل هذا الطرف مبدا الحوار ومبدا الحل السلمي ومبدا وقف العنف والاجرام واحترام السيادة وعندها سيكون هناك وفد من الحكومة ووفد من المعارضة يتفقان حول برنامج العمل الذي يلبي تطلعات الشعب السوري وهذا ما تضمنه البرنامج السياسي لحل الأزمة الذي طرحته الحكومة منذ فترة .."على السوري أن يحاور السوري" وهذا ما نصت عليه مبادرات كوفي عنان والأخضر الابراهيمي وهي مبادرة يقودها السوريون أنفسهم.
إضافة تعليق جديد